المقدمة:
يعتبر القرآن الكريم المصدر الرئيسي للشريعة الإسلامية، ويحتوي على العديد من الآيات التي تتحدث عن الأخلاق والسلوكيات التي يجب على المسلمين اتباعها، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”. هذه الآية الكريمة تحث المسلمين على التحلي بمكارم الأخلاق والابتعاد عن الرذائل، وفي هذا المقال سوف نتناول بالتفصيل معنى هذه الآية الكريمة وما تحتويه من دروس وعبر.
1- العدل:
العدل هو أحد أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهو يعني الإنصاف والمساواة في الحقوق والواجبات بين الناس، وعدم ظلم أو إجحاف لأحد، والعدل هو أساس الحكم الصالح والاستقرار الاجتماعي، وهو من أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الحاكم والقاضي وكل من له سلطة على الآخرين.
– العدالة الاجتماعية: وهي المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات، وإعطاء كل فرد ما يستحقه دون ظلم أو تمييز.
– العدل بين الناس: وهو معاملة الناس بالإنصاف وعدم ظلم أحد أو التعدي على حقوقه.
– العدل في الحكم: وهو إصدار الأحكام العادلة والقسط بين الناس، وعدم الانحياز لأحد على حساب الآخر.
2- الإحسان:
الإحسان هو فعل الخير وإسداء المعروف إلى الآخرين، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، والإحسان لا يقتصر على مساعدة المحتاجين فقط، بل يشمل جميع أنواع الخير التي يمكن أن يقدمها المسلم لأخيه المسلم، مثل إفشاء السلام وبذل المعروف وإكرام الضيف وغير ذلك.
– الإحسان إلى الوالدين: وهو بر الوالدين وإكرامهما وإطاعتهما في غير معصية الله تعالى.
– الإحسان إلى الأقارب: وهو صلة الرحم وزيارة الأقارب والاهتمام بأحوالهم.
– الإحسان إلى الفقراء والمساكين: وهو مساعدة المحتاجين وإعطاؤهم ما يحتاجون إليه من مال أو طعام أو كساء.
3- إيتاء ذي القربى:
إيتاء ذي القربى هو صلة الرحم ورعاية الأقارب والاهتمام بهم، وهو من أهم الفرائض الإسلامية التي يجب على المسلم الالتزام بها، وصلة الرحم من أسباب زيادة الرزق ودفع البلاء وتوفيق العباد في حياتهم، ومن آثارها أيضًا تحقيق المحبة والألفة والمودة بين الناس.
– صلة الرحم: وهي التواصل مع الأقارب وزيارتهم والاطمئنان عليهم ومساعدتهم في أوقات الشدة والرخاء.
– إعانة ذوي القربى: وهو مساعدة الأقارب ماديًا ومعنويًا ودعمهم في أوقات الشدة والرخاء.
– رعاية ذوي القربى: وهو الاعتناء بالأقارب المرضى أو العجزة أو الصغار وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
4- النهي عن الفحشاء:
الفحشاء هي كل ما يتنافى مع الفطرة السليمة والعادات الحميدة والتقاليد والأخلاق، وهي تشمل جميع أنواع الزنا والفجور واللواط والسرقة والقتل وغير ذلك من الأعمال التي حرمها الله تعالى، والفحشاء من أسباب نزول البلاء والفتن على العباد، ومن آثارها أيضًا انتشار الفقر والجريمة والفساد.
– الزنا: وهو ممارسة الجنس خارج إطار الزواج الشرعي، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى.
– اللواط: وهو ممارسة الجنس بين ذكرين، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى.
– السرقة: وهي أخذ مال الغير بدون رضاه، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى.
5- النهي عن المنكر:
المنكر هو كل ما نهى عنه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يشمل جميع أنواع المعاصي والآثام والبدع والمخالفات الشرعية، والمنكر من أسباب نزول البلاء والفتن على العباد، ومن آثاره أيضًا انتشار الفقر والجريمة والفساد.
– الشرك بالله: وهو عبادة غير الله تعالى، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى.
– الكفر بالله: وهو عدم الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى.
– النفاق: وهو إظهار الإيمان وإبطان الكفر، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى.
6- النهي عن البغي:
البغي هو الظلم والتعدي على حقوق الآخرين، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى، والبغي من أسباب نزول البلاء والفتن على العباد، ومن آثاره أيضًا انتشار الفقر والجريمة والفساد.
– الظلم: وهو معاملة الناس بالجور وعدم الإنصاف.
– العدوان: وهو الاعتداء على الآخرين بالقول أو الفعل.
– الإفساد في الأرض: وهو إحداث الفساد في الأرض وتدميرها.
الخاتمة:
إن الآية الكريمة “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” تحث المسلمين على التحلي بمكارم الأخلاق والابتعاد عن الرذائل، وهي آية جامعة لكل ما يحتاجه المسلم من أخلاق وسلوكيات، وهي من أعظم الآيات التي يجب على المسلمين تلاوتها وتدبرها والعمل بها.