**الشاعر المتنبي وعزة نفسه**
**المقدمة**
يُعرف أبو الطيب المتنبي (915-965 م) بأنه من أشهر شعراء اللغة العربية وأكثرهم تأثيرًا. لديه العديد من القصائد والمدائح التي تشيد بعزة النفس والافتخار. غالبًا ما احتوت قصائده على أبيات تظهر فيها عزة نفسه وكيفية تجاوزه للصعوبات التي واجهها في حياته.
**1. تعريف عزة النفس والافتخار**
عزة النفس هي الشعور بالكرامة والاحترام الذاتي. ويترجم إلى الشعور بالفخر بإنجازاتك وإمكانياتك، وكذلك شعور بالمسؤولية تجاه نفسك وإمكانياتك. الافتخار هو الشعور بالقيمة والاحترام تجاه الذات. إنه الشعور بأنك جدير بالحب والتقدير.
**2. أسباب عزة النفس والافتخار عند المتنبي**
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى عزة نفس المتنبي وافتخاره. ومنها:
– **ثقته بنفسه وقدراته:** كان المتنبي واثقًا جدًا بقدراته ومواهبه الشعرية. كان يعرف أنه شاعر موهوب، وكان فخورًا بإنجازاته.
– **شعوره بالمسؤولية:** شعر المتنبي بالمسؤولية تجاه شعره ورسالة شاعريته. كان يعرف أنه شاعر موهوب، وأن عليه استخدام موهبته لقول الحق والتعبير عن آرائه ومشاعره.
– **تجاربه وتحدياته:** مر المتنبي بالعديد من التجارب والتحديات في حياته. واجه الفقر والاضطهاد والاضطهاد، لكنه لم يسمح لهذه التجارب أن تحط من عزيمته أو تكسر روحه. بل على العكس، جعلته هذه التجارب أقوى وأكثر تصميمًا.
**3. مظاهر عزة النفس والافتخار في شعر المتنبي**
تتضح عزة النفس والافتخار في شعر المتنبي من خلال العديد من المظاهر، منها:
– **مدحه لنفسه:** غالبًا ما كان المتنبي يمدح نفسه في شعره. كان فخورًا بإنجازاته ومواهبه، ولم يكن يخجل من التعبير عن ذلك.
– **تحديه للصعوبات:** واجه المتنبي العديد من الصعوبات في حياته، لكنه لم يستسلم لها أبدًا. كان دائمًا يتحدى الصعوبات ويتغلب عليها.
– **دفاعه عن الحق والعدالة:** كان المتنبي شاعرًا ملتزمًا بقضايا الحق والعدالة. كان دائمًا يدافع عن الحق ويدين الظلم والطغيان.
**4. عزة النفس والافتخار في قصيدة “سيف الدولة الحمداني”**
تعتبر قصيدة “سيف الدولة الحمداني” من أشهر قصائد المتنبي وأكثرها شهرة. في هذه القصيدة، يمدح المتنبي سيف الدولة الحمداني حاكم حلب، ويشيد بعزة نفسه وافتخاره. يقول في مطلع القصيدة:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي **وأسمعت كلماتي من به صمم**
ويقول أيضًا:
أنا الذي سمتني همتي عن ندى **وأبى الله أن أسمو إلى الطمع**
**5. عزة النفس والافتخار في قصيدة “لا تسل عني وما صنعت”**
قصيدة “لا تسل عني وما صنعت” هي قصيدة أخرى شهيرة للمتنبي. في هذه القصيدة، يتحدث المتنبي عن عزة نفسه وافتخاره، ويدافع عن نفسه ضد منتقديه. يقول في مطلع القصيدة:
لا تسل عني وما صنعت **فإنني ** **صنعت ما لم يصنع الناس قبلي**
ويقول أيضًا:
أنا الذي نظرت في أدبي **فإذا هو بحر ما له ساحل**
**6. عزة النفس والافتخار في قصيدة “الخنساء”**
قصيدة “الخنساء” هي قصيدة أخرى شهيرة للمتنبي. في هذه القصيدة، يمدح المتنبي الخنساء شاعرة العرب المشهورة، ويشيد بعزة نفسها وافتخاره. يقول في مطلع القصيدة:
الخنساء شاعرة العرب التي **قالت قوافيها فصدقتها الأوائل**
ويقول أيضًا:
لا عيب في شاعركم يا معشر العرب **فتكلموا في شاعركم ما شئتم**
**7. عزة النفس والافتخار في قصيدة “وإذا خاطبوك”**
قصيدة “وإذا خاطبوك” هي قصيدة أخرى شهيرة للمتنبي. في هذه القصيدة، يتحدث المتنبي عن عزة نفسه وافتخاره، ويوضح كيف أنه لا يخاف من أحد ولا يتأثر بآراء الآخرين. يقول في مطلع القصيدة:
وإذا خاطبوك بالباطل فاخترس **عنهم ولا تناظرهم ولا تجب**
ويقول أيضًا:
لا تخش عاقبة الأيام فالأيام **مهما تكن مسرتها فغاد**
**الخلاصة**
يمثل المتنبي أحد أبرز الشعراء العرب الذين كتبوا عن عزة النفس والافتخار. وقد تجلت هذه الصفات في شعره بشكل واضح من خلال مدحه لنفسه، وتحديه للصعوبات، ودفاعه عن الحق والعدالة. كما صور المتنبي في أشعاره عزة النفس والافتخار على أنها صفتان أساسيتان لكل إنسان حر وشريف.