اجمل مقولات شعر المتنبي

No images found for اجمل مقولات شعر المتنبي

المقدمة:

يُعد المتنبي من أشهر الشعراء العرب على مر العصور، وتميز شعره بعمقه وإبداعه، وقد تناولت أقواله جميع مناحي الحياة من حب وغزل، وفخر ومديح، وحكمة وفلسفة، وفي هذا المقال سوف نتناول أجمل مقولات المتنبي.

1. الفخر والمديح:

– يشتهر المتنبي بفخره وإعجابه بنفسه، ويظهر ذلك جليًا في قوله:

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

يعبر المتنبي في هذا البيت عن مدى علو مكانته الشعرية، وأنه قد بلغ درجة من الإتقان جعلت الأعمى يبصر أدبه والصم يسمعون كلماته.

– ويقول في فخر ممزوج بالمديح:

أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

يشبه المتنبي نفسه بالبحر الذي يحتوي على الدر الثمين، ويقول إنه لا يمكن لأحد أن يتعرف على عظمته وقيمته إلا إذا غاص في أعماقه.

– ومن قصائده التي يمدح فيها نفسه وفخره قولة:

وما الدهر إلا من رواة قصائدي وما أنا إلا من وحى قصائدي

يقول المتنبي أن الدهر لا قيمة له إلا برواية شعره، وأن ما يكتسبه من شهرة وخلود إنما هو بسبب قصائده الخالدة.

2. الحب والغزل:

– لم يقتصر المتنبي على الفخر والمديح بل تناول أيضًا موضوعات الحب والغزل، وكتب فيها أبياتًا غاية في الرقة والجمال، ومن ذلك قوله:

وإذا نظرت إلى محاسن وجهها فيض من الحسن يمحو كل عيب

يتحدث المتنبي عن جمال محبوبته، ويقول أن محاسن وجهها تمحو كل عيب لديها، وأنها تتفوق في جمالها على الجميع.

– ومن غزله قوله:

أحلى العيون إذا اجتمعن فجأةً عينان في وجهك والحسن واحد

يقول المتنبي أن العيون تجمعت في وجه حبيبته لتتفوق على جميع العيون الأخرى، وأن جمالها فريد من نوعه لا مثيل له.

– ولم ينس المتنبي أن يتغزل في أخلاق حبيبته فيقول:

حسنك يا مذبوحة القلب فتان خلقك يحلو دون خلق الورى

يعتبر المتنبي أن خلق محبوبته ونقاء روحها يجعلها فريدة من نوعها، وأنها أجمل من جميع نساء العالم.

3. الحكمة والفلسفة:

– تميز المتنبي بشعره الحكيم والفلسفي، الذي يتناول فيه قضايا الحياة والموت والقدر والحكمة، ومن ذلك قوله:

إذا أنت لم تحمل على الدهر نبلةً فأنت وما حملت عليك سواء

يقول المتنبي أن الإنسان عليه أن يكون قويًا ومتحديًا للظروف، وأن لا يستسلم للقدر، وإلا فإنه سيكون مثل أي شيء آخر تحمله الحياة على متنها.

– ويقول في التأمل في الحياة والموت:

وما المرء إلا كيومين يوم له ويوم عليه فكن منهما

يدعو المتنبي إلى عيش كل يوم كما لو كان الأخير، وأن يتمتع الإنسان بوقته ولا يتألم لما فات أو ما سيأتي.

– وينصح المتنبي بالإعلاء من شأن الحكمة في الحياة فيقول:

إذا كان أصل المرء من طين فبالحجا يرى مربا من ذاك وهو محجم

يقول المتنبي أن الإنسان مهما كان أصله لا يرتقي إلا بعلمه وحكمته، وأن الحكمة يمكن أن تجعل الإنسان العادي أعلى شأنًا من ذوي الأصل النبيل.

4. وصف الطبيعة:

– لم يقتصر المتنبي على الشعر الحكيم والفلسفي، بل كتب أيضًا شعرًا في وصف الطبيعة، ووصف فيها جمالها وروعتها وقوتها، ومن ذلك قوله:

إذا كنت في بستان ورد فحاذر فما كل وردٍ رائح الشيم طيب

يتحدث المتنبي عن جمال الورود لكنه يحذر من أن بعضها قد يكون جميلًا في الشكل لكنه ذو رائحة كريهة.

– ويقول في وصف جمال الطبيعة:

رأيت الربوع كما قد عهدتها وفي موطن قد كنت صاحب لهو

يقول المتنبي أنه عاد إلى أماكن كان يرتادها في شبابه، ووجدها كما هي لم تتغير، لكنه هو الذي تغير وأصبح شيخًا كبيرًا.

– ويصف القمر فيقول:

وبدر سماك ضن بالشمس أن ترى بوجه دجى فعاد في حجزها

يقول المتنبي أن القمر قد منع الشمس من أن ترى وجهه، وقد احتضنها في ظلام الليل.

5. الغربة والوطن:

– كان المتنبي كثير الترحال والأسفار، وقد كتب شعرًا في موضوعات الغربة والوطن، ومن ذلك قوله:

وطنٌ يعز على من لا يذوده وكل مكرمة في غيره ذل

يقول المتنبي أن الوطن العزيز على الإنسان هو الذي يدافع عنه ويحميه، أما الوطن الذي لا يستطيع الإنسان الدفاع عنه فهو ذليل.

– ويقول في الحنين إلى الوطن:

ولما بكى من تذكر أهله بكيت فما أبقيت عينًا جفونها

يتحدث المتنبي عن حزنه وشوقه إلى أهله ووطنه، ويقول أنه بكى حتى جعل الجميع يبكون معه.

– وينصح المتنبي بأن يكرم المرء وطنه فيقول:

وإلا فكن للمكارم أهلاً ولا تبتغيها من غير أوطان

يقول المتنبي أن الإنسان عليه أن يكرم وطنه ويدافع عنه، وأن لا ينتظر أن تأتي له الكرامة من بلد آخر.

6. الموت والخلود:

– تناول المتنبي موضوع الموت والخلود في شعره، وكتب أبياتًا غاية في الرقة والجمال، ومن ذلك قوله:

وإذا قتلتـك في حرب عظيمة فأنت أمير الإنس والجان

يقول المتنبي أن الموت في سبيل الدفاع عن الوطن هو شرف عظيم، وأن من يموت في هذه السبيل فهو أمير الإنس والجان.

– ويقول في حديثه عن الموت:

ويزعم أني تارككم لا وبعد ما أروح وأغدو بينكم حيث شئتم

يقول المتنبي أنه لن يترك أحبابه بعد موته، بل سيكون روحه حاضرة بينهم أينما ذهبوا.

– ويصف الموت فيقول:

وما الموت إلا لمحة من عيوننا وإلا فليس الموت إلا خيالا

يقول المتنبي أن الموت ليس شيئًا مخيفًا، بل هو مجرد لمحة من العيون، أو خيال يمر سريعًا.

7. الوفاء والغدر:

– تحدث المتنبي عن موضوع الوفاء والغدر في شعره، وكتب أبياتًا غاية في الرقة والجمال، ومن ذلك قوله:

وعيناي لا تبكيان طبعًا ولكنه خلائقها أبدت لها ما تضمنا

يتحدث المتنبي عن وفاء عينيه له، وأنهما لا تبكيان إلا لحزنه وألمه، وأنهما تعبران عن ما يكنه قلبه من مشاعر.

– ويقول في نصحه بالوفاء:

هن الجميلات الخمس والصبر سادسها فأحسن بهن ودع سواهن في الغيوب

يقول المتنبي أن الجمال الحقيقي يتمثل في خمسة أشياء: العفة والبر والإحسان والصدق والوفاء، أما السادس فهو الصبر، وهو الذي يساعد على تحقيق هذه الأشياء.

– ويصف المتنبي الغدر فيقول:

فمن يظلمك أو يغدر بك فاحفظ رحمك أنت حاميه فما لك من رحم

يقول المتنبي أن على الإنسان أن يدافع عن نفسه إذا تعرض للغدر أو الظلم، وأن لا يطلب الرحمة من أحد لأنها حق له.

الخاتمة:

كان المتنبي شاعرًا مبدعًا تناول في شعره جميع مناحي الحياة، وترك لنا تراثًا شعريًا خالدا. وقد تناولنا في هذا المقال أجمل مقولات المتنبي، والتي تعبر عن عبقريته وإبداعه، والتي لا تزال تتردد على ألسنة الناس حتى يومنا هذا.

أضف تعليق