احاديث عن بيت المقدس

احاديث عن بيت المقدس

مقدمة

بيت المقدس مدينة ذات أهمية دينية وتاريخية كبيرة للمسلمين والمسيحيين واليهود. وهي موطن المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهما من أقدس الأماكن في الإسلام. كما أنها موطن كنيسة القيامة، وهي من أقدس الأماكن في المسيحية. وبيت المقدس أيضًا مدينة ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث كانت عاصمة مملكة إسرائيل القديمة ومملكة يهوذا. وقد حكمتها العديد من الإمبراطوريات على مر التاريخ، بما في ذلك الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية العثمانية.

1. فضل بيت المقدس في الإسلام

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل بيت المقدس ومكانته العظيمة عند الله تعالى، منها ما أخرجه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”.

وقد جعل الله تعالى صلاة في بيت المقدس تعادل ألف صلاة في غيره، كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”.

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة بيت المقدس والصلاة فيه، كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من زار المسجد الأقصى فصلى فيه أربعين صلاة لا تفوته صلاة إلا كتب الله له براءتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق”.

2. فضل بيت المقدس في المسيحية

يعتبر بيت المقدس مدينة مقدسة لدى المسيحيين، حيث يعتقدون أنه مكان ولادة وموت وقيامة المسيح عليه السلام. كما يعتقدون أن كنيسة القيامة هي المكان الذي دفن فيه المسيح عليه السلام ثم قام من بين الأموات.

وتحتفل الكنائس المسيحية في جميع أنحاء العالم بعيد الفصح في ذكرى قيامة المسيح عليه السلام. كما يحج المسيحيون من جميع أنحاء العالم إلى بيت المقدس لزيارة كنيسة القيامة والصلاة فيها.

وقد ورد في العهد الجديد العديد من الإشارات إلى بيت المقدس، منها ما جاء في إنجيل متى حيث قال المسيح عليه السلام: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولا يستطيعون أن يقتلوا النفس، بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.

3. فضل بيت المقدس في اليهودية

يعتبر بيت المقدس مدينة مقدسة لدى اليهود، حيث يعتقدون أنه المكان الذي اختاره الله تعالى ليكون موطنًا لشعبه. كما يعتقدون أن الهيكل هو المكان الذي كان يحل فيه الله تعالى وحيث كان اليهود يقدمون القرابين.

وقد دمر الهيكل مرتين على مر التاريخ، مرة على يد البابليين في القرن السادس قبل الميلاد ومرة أخرى على يد الرومان في القرن الأول الميلادي. ولا يزال اليهود يحلمون بإعادة بناء الهيكل في بيت المقدس.

وقد ورد في العهد القديم العديد من الإشارات إلى بيت المقدس، منها ما جاء في سفر المزامير حيث قال داود النبي عليه السلام: “فرحنا حين قيل لنا: لنذهب إلى بيت الرب”.

4. تاريخ بيت المقدس

يعود تاريخ بيت المقدس إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث كانت مستوطنة صغيرة تسمى يبوس. وقد غزاها العبرانيون بقيادة يشوع بن نون في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وأصبحت عاصمة مملكة إسرائيل المتحدة.

في القرن العاشر قبل الميلاد، انقسمت مملكة إسرائيل المتحدة إلى مملكتين: مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب. وكانت بيت المقدس عاصمة مملكة يهوذا.

في عام 586 قبل الميلاد، غزا البابليون بيت المقدس ود مروا الهيكل. وفي عام 538 قبل الميلاد، سمح الملك الفارسي قورش العظيم لليهود بالعودة إلى بيت المقدس وإعادة بناء الهيكل.

في عام 63 قبل الميلاد، غزا الرومان بيت المقدس وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. وفي عام 70 بعد الميلاد، دمروا الهيكل مرة أخرى.

في عام 638 بعد الميلاد، غزا المسلمون بيت المقدس وأصبحت جزءًا من الخلافة الإسلامية. وفي عام 1099 بعد الميلاد، غزا الصليبيون بيت المقدس وأقاموا مملكة القدس الصليبية.

في عام 1244 بعد الميلاد، استعاد المسلمون بيت المقدس وأصبحت جزءًا من سلطنة المماليك. وفي عام 1517 بعد الميلاد، غزا العثمانيون بيت المقدس وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية.

في عام 1917 بعد الميلاد، احتل البريطانيون بيت المقدس وأصبحت جزءًا من انتداب فلسطين. وفي عام 1948 بعد الميلاد، أعلنت إسرائيل استقلالها وأصبحت بيت المقدس جزءًا من دولة إسرائيل.

5. الأماكن المقدسة في بيت المقدس

يوجد في بيت المقدس العديد من الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود. ومن أهم هذه الأماكن:

المسجد الأقصى: هو ثالث أقدس مكان في الإسلام بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. وهو يضم قبة الصخرة، التي يعتقد المسلمون

أنها المكان الذي عرج منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء.

كنيسة القيامة: هي أقدس مكان في المسيحية. وهي مكان ولادة وموت وقيامة المسيح عليه السلام.

حائط المبكى: هو أقدس مكان في اليهودية. وهو الجزء الوحيد المتبقي من الهيكل الذي دمره الرومان في عام 70 بعد الميلاد.

6. بيت المقدس في القانون الدولي

تعتبر بيت المقدس مدينة محتلة بموجب القانون الدولي. وقد أصدر مجلس الأمن الدولي العديد من القرارات التي تطالب إسرائيل بالانسحاب من بيت المقدس الشرقية، والتي احتلتها إسرائيل في عام 1967 بعد الميلاد.

كما تطالب هذه القرارات إسرائيل بوقف الاستيطان في بيت المقدس الشرقية واحترام الوضع القانوني للمدينة.

7. مستقبل بيت المقدس

مستقبل بيت المقدس غير واضح. وتطالب كل من إسرائيل والفلسطينيين بالسيادة على المدينة. وقد فشلت العديد من محاولات التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب الخلاف على القدس.

يأمل الكثير من الناس في التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مدينة القدس. ويعتقدون أن هذا الحل يجب أن يحترم حق اليهود والمسيحيين والمسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية في المدينة.

الخاتمة

بيت المقدس مدينة مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود. ولها تاريخ طويل وحافل بالأحداث الدينية والسياسية. وهي مدينة محتلة بموجب القانون الدولي وتطالب كل من إسرائيل والفلسطينيين بالسيادة عليها. مستقبل بيت المقدس غير واضح، ويأمل الكثير من الناس في التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على المدينة.

أضف تعليق