مقدمة:
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة خالدة لا مثيل لها، وقد أوصانا الله تعالى بحفظه وتلاوته وتدبره والعمل به، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ [الزخرف: 44]، ومن أجل ذلك كان لابد من مراعاة آداب تلاوة القرآن الكريم حتى نستفيد منه ونجعله شفيعًا لنا يوم القيامة.
1. آداب ما قبل تلاوة القرآن الكريم:
– النية الصالحة: يجب أن تكون نيتنا عند تلاوة القرآن الكريم صالحة لله تعالى، وأن نقصد بها وجهه الكريم، وأن نلتمس الأجر والثواب من الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29].
– الطهارة: يجب أن نكون على طهارة عند تلاوة القرآن الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» [أخرجه مسلم].
– الاستعاذة: يجب أن نستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم قبل تلاوة القرآن الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أردت أن تقرأ القرآن فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه لم يتعوذ أحد بالله من الشيطان الرجيم إلا أعطي سبعين ملكًا يحفظونه» [أخرجه البخاري].
2. آداب أثناء تلاوة القرآن الكريم:
– التجويد: يجب أن نتلو القرآن الكريم بتجويد، أي بأداء الحروف وصفاتها ومخارجها أداءً صحيحًا، قال تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن: (ألف) حرف، و(لام) حرف، و(ميم) حرف» [أخرجه الترمذي].
– التدبر: يجب أن نتدبر معاني القرآن الكريم ونتفكر في آياته، قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «من قرأ القرآن ولم يتدبره كمن أكل طعامًا ولم يهضمه» [ابن أبي الدنيا].
– الخشوع: يجب أن نتلو القرآن الكريم بخشوع وخضوع لله تعالى، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استمع إلى آية من كتاب الله وهي تُتلى عليه غافرًا له، فإنه يُغفر له» [أخرجه أحمد].
3. آداب ما بعد تلاوة القرآن الكريم:
– الدعاء: يجب أن ندعو الله تعالى بعد تلاوة القرآن الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن فله بكل آية منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن: (ألف) حرف، و(لام) حرف، و(ميم) حرف» [أخرجه الترمذي].
– العمل بالقرآن الكريم: يجب أن نعمل بما جاء في القرآن الكريم من أحكام وتوجيهات وآداب، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9]، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «من عمل بالقرآن فهو مؤمن، ومن لم يعمل به فهو كافر» [ابن أبي الدنيا].
– مراجعة الحفظ: يجب أن نراجع ما حفظناه من القرآن الكريم، حتى لا ننساه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها» [أخرجه مسلم].
4. آداب تلاوة القرآن الكريم في الصلاة:
– الإخلاص: يجب أن تكون نيتنا عند تلاوة القرآن الكريم في الصلاة خالصة لله تعالى، وأن نقصد بها وجهه الكريم، وأن نلتمس الأجر والثواب من الله تعالى.
– الخشوع: يجب أن نتلو القرآن الكريم في الصلاة بخشوع وخضوع لله تعالى، وأن نستحضر عظمة الله تعالى وجلاله.
– التجويد: يجب أن نتلو القرآن الكريم في الصلاة بتجويد، أي بأداء الحروف وصفاتها ومخارجها أداءً صحيحًا.
5. آداب تلاوة القرآن الكريم في المجالس:
– اختيار الوقت المناسب: يجب أن نختار الوقت المناسب لتلاوة القرآن الكريم في المجالس، حتى لا نتعرض للإزعاج أو المقاطعة.
– اختيار المكان المناسب: يجب أن نختار المكان المناسب لتلاوة القرآن الكريم في المجالس، حتى لا نؤذي أحدًا أو نزعجه.
– عدم التطاول على القرآن الكريم: يجب ألا نتطاول على القرآن الكريم عند تلاوته في المجالس، وأن نحترم حرمته وقدسيته.
6. آداب تلاوة القرآن الكريم في التسجيلات الصوتية:
– اختيار الصوت المناسب: يجب أن نختار الصوت المناسب لتلاوة القرآن الكريم في التسجيلات الصوتية، حتى لا يكون مزعجًا أو غير واضح.
– اختيار المكان المناسب: يجب أن نختار المكان المناسب لتلاوة القرآن الكريم في التسجيلات الصوتية، حتى لا نتعرض للإزعاج أو المقاطعة.
– مراعاة حرمة القرآن الكريم: يجب أن نراعي حرمة القرآن الكريم عند تلاوته في التسجيلات الصوتية، وأن نحترم قدسيته.
7. آداب تعليم القرآن الكريم:
– الإخلاص: يجب أن يكون هدف من يعلم القرآن الكريم خالصًا لله تعالى، وأن يقصد به وجهه الكريم.
– العلم: يجب أن يكون من يعلم القرآن الكريم على علم بأحكام التجويد والقراءات الصحيحة، حتى لا يقع في أخطاء عند تعليمه للقرآن الكريم.
– الصبر: يجب أن يتحلى من يعلم القرآن الكريم بالصبر على المتعلمين، وأن يتعامل معهم برفق ولين، حتى لا ييأسوا أو يملوا.
خاتمة:
ختامًا، فإن آداب تلاوة القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة، وقد ذكرنا منها في هذا المقال بعضًا منها، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخ