مقدمة:
الدعاء هو جوهر العبادة، وهو الوسيلة التي يتواصل بها العبد مع ربه، ويطلب منه حاجاته، ويتوسل إليه لقضاءها، والدعاء عبادة عظيمة، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء، ووعدنا بالإجابة، حيث قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، لذلك يجب علينا أن ندعو الله تعالى في كل وقت وحين، وأن نلح عليه في الدعاء، ولا نيأس من إجابته، فالله تعالى كريم رحيم، ولا يرد عبده إذا دعاه.
أسباب إجابة الدعاء:
هناك العديد من الأسباب التي تساعد على إجابة الدعاء، ومنها:
الإخلاص والصدق: يجب أن يكون الداعي مخلصًا في دعائه، وأن يكون صادقًا مع الله تعالى، وأن ينوي بقلبه ما يقوله لسانه.
اليقين بالله تعالى: يجب أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه، وأن لا ييأس من فضله ورحمته.
التضرع والخشوع: يجب أن يتضرع الداعي إلى الله تعالى، وأن يخشع في دعائه، وأن يتواضع بين يدي ربه.
الاستعانة بالأسماء الحسنى: ينبغي على الداعي أن يستعين بأسماء الله الحسنى في دعائه، وأن يدعوه بها، فأسماء الله الحسنى لها تأثير عظيم في إجابة الدعاء.
الدعاء في الأوقات الفاضلة: هناك أوقات فاضلة يستحب فيها الدعاء، مثل وقت السحر، ووقت بين المغرب والعشاء، ووقت صلاة الجمعة، ويوم عرفة.
الدعاء في أماكن مباركة: هناك أماكن مباركة يستحب فيها الدعاء، مثل المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبيت المقدس، وجبل عرفات.
الدعاء مستقبل القبلة: ينبغي على الداعي أن يتوجه إلى القبلة عند الدعاء، وأن يرفع يديه إلى السماء.
آداب الدعاء:
هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، ومنها:
الوضوء: يجب على الداعي أن يتوضأ قبل الدعاء، فإن الوضوء طهارة الظاهر، والدعاء طهارة الباطن.
ستر العورة: يجب على الداعي أن يستر عورته قبل الدعاء، فإن ستر العورة من آداب الدعاء.
السكينة والطمأنينة: يجب على الداعي أن يكون ساكنًا مطمئنًا عند الدعاء، وأن لا يكون متعجلًا أو مضطربًا.
رفع الصوت بالدعاء: ينبغي على الداعي أن يرفع صوته بالدعاء، ولكن ليس بالصوت المرتفع جدًا الذي يزعج الآخرين.
عدم التكلف في الدعاء: يجب على الداعي أن لا يتكلف في دعائه، وأن يدعو بما يسهل عليه، وأن لا يطول في دعائه.
عدم الدعاء بالإثم والقطيعة: يجب على الداعي أن لا يدعو بالإثم والقطيعة، وأن لا يدعو على أحد بالشر.
الدعاء بالخير للآخرين: ينبغي على الداعي أن يدعو بالخير للآخرين، وأن يدعو للمؤمنين والمؤمنات.
أدعية مستجابة:
هناك العديد من الأدعية المستجابة، ومنها:
دعاء سيدنا يونس عليه السلام: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
دعاء سيدنا موسى عليه السلام: “رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي”.
دعاء سيدنا سليمان عليه السلام: “رب هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب”.
دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “ربنا هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”.
دعاء سيدنا نوح عليه السلام: “رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات”.
دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل”.
دعاء سيدنا جبريل عليه السلام: “بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
الخاتمة:
الدعاء عبادة عظيمة، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، ويجب علينا أن ندعو الله تعالى في كل وقت وحين، وأن نلح عليه في الدعاء، ولا نيأس من إجابته، فالله تعالى كريم رحيم، ولا يرد عبده إذا دعاه، وقد وعدنا الله تعالى بالإجابة، حيث قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، فالدعاء سلاح المؤمن، وهو مفتاح الفرج، ولذلك يجب علينا أن نكثر من الدعاء، وأن ندعو الله تعالى في كل وقت وحين.