المقدمة:
الأنبياء هم أشخاص أرسلهم الله إلى البشر لهدايتهم وإرشادهم إلى الطريق المستقيم، وقد أرسل الله تعالى أنبياء كثيرين على مر العصور، وكان لكل نبي رسالة خاصة به ليوصلها إلى قومه، فمنهم من أرسل إلى قوم واحد، ومنهم من أرسل إلى عدة أقوام، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أسماء عدد من الأنبياء، وسنذكر في هذا المقال بعضًا من هذه الأسماء.
1. آدم عليه السلام:
آدم عليه السلام هو أبو البشر وأول خلق الله من البشر، وقد خلقه الله تعالى من تراب، وأسكنه الجنة مع زوجته حواء، وقد نهى الله آدم وحواء عن الأكل من شجرة معينة، إلا أنهما أكلوا منها فعصيا الله تعالى، فأخرجهما من الجنة إلى الأرض، وقد تاب الله عليهما ورزقهما الأولاد.
عاش آدم عليه السلام وزوجته حواء في الأرض، وكانا يتعبدان الله تعالى ويطيعانه، وقد رزقهما الله الأولاد، ومن ذريتهما أنتشر البشر في الأرض، وقد عاش آدم عليه السلام طويلاً حتى بلغ عمره ألف عام، ثم مات ودفن في الجنة.
يعتبر آدم عليه السلام أول رسول من الله تعالى إلى البشر، وقد أمره الله تعالى بتبليغ رسالته إلى أولاده وأحفادة، وقد كان آدم عليه السلام قدوة صالحة لذريته، وقد أمرهم بالتوحيد وطاعة الله تعالى، وقد ترك لهم وصايا كثيرة تحضهم على فعل الخير والابتعاد عن الشر.
2. نوح عليه السلام:
نوح عليه السلام هو من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى قوم عاد وثمود، وقد عاش في زمن كانت فيه الكفر والفساد منتشرين بين الناس، وقد أمره الله تعالى أن ينذر قومه ويعظهم ويحذرهم من عذاب الله تعالى، إلا أنهم كذبوه واستهزؤوا به.
ظل نوح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى وترك الكفر والفساد، إلا أنهم أصروا على كفرهم، فأوحى الله تعالى إلى نوح عليه السلام أن يصنع سفينة كبيرة وينجو بها من الطوفان الذي سيهلك الكافرين، وقد صنع نوح عليه السلام السفينة وأدخل فيها من آمن به من أهله وقومه، وأخذ معه من كل زوجين اثنين من الحيوانات، ثم جاء الطوفان وأغرق الله تعالى الكافرين، وبقي نوح ومن معه في السفينة حتى انتهى الطوفان.
بعد انتهاء الطوفان، أمر الله تعالى نوح عليه السلام أن ينزل من السفينة ويستقر في الأرض، وقد أمره الله تعالى أن ينشر رسالته بين الناس، وقد عاش نوح عليه السلام بعد الطوفان طويلاً حتى بلغ عمره ألف عام، ثم مات ودفن في الجنة.
3. إبراهيم عليه السلام:
إبراهيم عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى قوم الكلدانيين، وقد عاش في زمن كان فيه الكفر والوثنية منتشرين بين الناس، وقد أمره الله تعالى أن ينذر قومه ويعظهم ويحذرهم من عذاب الله تعالى، إلا أنهم كذبوه واستهزؤوا به.
ظل إبراهيم عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى وترك الكفر، إلا أنهم أصروا على كفرهم، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام أن يهاجر من بلده إلى أرض كنعان، وقد هاجر إبراهيم عليه السلام إلى أرض كنعان وأقام فيها، وقد رزقه الله تعالى بالعديد من الأبناء، منهم إسماعيل وإسحاق.
أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أن يبني الكعبة المشرفة، وقد بناها إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، وقد أصبحت الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في صلاتهم، وقد عاش إبراهيم عليه السلام طويلاً حتى بلغ عمره مائة وخمس وسبعين عامًا، ثم مات ودفن في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
4. موسى عليه السلام:
موسى عليه السلام هو نبي الله الذي أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه، وقد عاش موسى عليه السلام في زمن كان فيه فرعون مستكبرًا ومتجبرًا، وكان يستعبد بني إسرائيل ويظلمهم، وقد أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن ينذر فرعون وقومه ويعظهم ويحذرهم من عذاب الله تعالى.
ظل موسى عليه السلام يدعو فرعون وقومه إلى عبادة الله تعالى وترك الظلم والكفر، إلا أنهم أصروا على كفرهم، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج بني إسرائيل من مصر، وقد خرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر، إلا أن فرعون وجنوده لحقوا بهم، وقد شق الله تعالى البحر لموسى عليه السلام وبني إسرائيل، وغرق فرعون وجنوده في البحر.
بعد خروج بني إسرائيل من مصر، أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يتلقى التوراة على جبل طور سيناء، وقد تلقى موسى عليه السلام التوراة وأمر بني إسرائيل بالعمل بها، وقد عاش موسى عليه السلام طويلاً حتى بلغ عمره مائة وعشرين عامًا، ثم مات ودفن في الجبل الشرقي.
5. عيسى عليه السلام:
عيسى عليه السلام هو نبي الله الذي أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، وقد عاش عيسى عليه السلام في زمن كان فيه اليهود منقسمين على أنفسهم، وكانوا يعبدون العجل من دون الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عيسى عليه السلام أن ينذر اليهود ويعظهم ويحذرهم من عذاب الله تعالى.
ظل عيسى عليه السلام يدعو اليهود إلى عبادة الله تعالى وترك الكفر، إلا أنهم أصروا على كفرهم، فأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام أن يرفع إلى السماء، وقد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وهو حي، وقد بشر الله تعالى المسلمين بأنه سيرجع عيسى عليه السلام إلى الأرض قبل يوم القيامة.
بعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، بشر الله تعالى المسلمين بأنه سيرسلهم نبيًا آخر هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام وأكمل رسالته، وقد نسخ شريعة عيسى عليه السلام بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
6. محمد صلى الله عليه وسلم:
محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد أرسله الله تعالى إلى جميع الناس، وقد عاش محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وقد أمره الله تعالى أن ينذر قريشًا ويعظهم ويحذرهم من عذاب الله تعالى.
ظل محمد صلى الله عليه وسلم يدعو قريشًا إلى عبادة الله تعالى وترك الكفر، إلا أنهم أصروا على كفرهم، فأوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد هاجر محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مع أصحابه، وأقام فيها وبنى المسجد النبوي.
بعد هجرة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، أمره الله تعالى أن يقاتل الكافرين، وقد قاتل محمد صلى الله عليه وسلم الكافرين في العديد من الغزوات والمعارك، وقد انتصر المسلمون في معظم هذه الغزوات والمعارك، وقد فتح محمد صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة عام 8 هـ، ودخلها المسلمون فاتحين.
7. سليمان عليه السلام:
سليمان عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى بني إسرائيل، وقد عاش سليمان عليه السلام في زمن كان فيه بنو إسرائيل في أوج قوتهم وعزهم، وقد ورث سليمان عليه السلام النبوة والملك عن أبيه داود عليه السلام.
أمر الله تعالى سليمان عليه السلام أن يكمل بناء بيت المقدس، وقد أكمل سليمان عليه السلام بناء بيت المقدس، وأصبح بيت المقدس قبلة المسلمين الأولى، وقد رزق الله تعالى سليمان عليه السلام بالحكمة والفهم، وكان سليمان عليه السلام يحكم بين الناس بالعدل والإنصاف.
عاش سليمان عليه السلام طويلاً حتى بلغ عمره خمسًا وتسعين عامًا، ثم مات ودفن في مدينة القدس، وقد خلف سليمان عليه السلام وراءه ملكًا عظيمًا، وقد حكم بنو إسرائيل بعده فترة طويلة.
الخاتمة:
ذكرنا في هذا المقال أسماء بعض الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى البشر، وقد كان لكل نبي منهم رسالة خاصة به ليوصلها إلى قومه، وقد كان هؤلاء الأنبياء قدوة صالحة لذريتهم، وقد تركوا لهم وصايا كثيرة تحضهم على فعل الخير والابتعاد عن الشر، وقد أمر الله تعالى المسلمين باتباع هؤلاء الأنبياء والاقتداء بهم، وقد أمرهم أيضًا بالإيمان برسالاتهم جميعًا، وأن يصدقوا بهم جميعًا، وأن لا يفرقوا بينهم.