إذاعة عن الرفق
مقدمة:
الرفق هو أحد أهم الصفات الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها كل فرد من أفراد المجتمع، فهو خلق يجمع بين اللطف والحنان والرحمة، فهو أمر حث عليه الدين الإسلامي وأكده الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في جميع تعاملاته، وجعله أساسًا في التعامل بين الناس وبعضهم البعض، فالأخلاق الكريمة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات المتماسكة. فالمجتمع الذي يسوده الرفق يكون مجتمعا مترابطًا يسوده الحب والسلام، فالمودة والرحمة هي التي تحفظ المجتمعات من التشتت والضياع.
1. الرفق بالحيوان:
الرفق بالحيوان واجب على كل مسلم، حيث أنه أمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالحيوان هو مخلوق حي له حق علينا، فهو يشعر بالألم، ويحتاج إلى الطعام والشراب والرعاية. قال تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)، كما جاء في الحديث: “رحمة الله على رجل رحم دابة، فحسن ضربتها، وحسن ركوبها”.
2. الرفق بالوالدين:
الرفق بالوالدين من أهم صور الرفق، فحقوقهما عظيمة، كما أمرنا الله تعالى في الكثير من الآيات القرآنية، حيث قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
3. الرفق بالأطفال:
الرفق بالأطفال واجب على كل شخص، سواء كان أحد الوالدين أو أحد الأقارب أو أحد المعلمين أو غيرهم، فهم زينة الحياة الدنيا، فقد قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).
4. الرفق بالجيران:
الرفق بالجيران من الأمور التي أمرنا الله تعالى بها، حيث قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).
5. الرفق بالخدم:
الرفق بالخدم واجب على كل مسلم، فقد قال تعالى: (وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلب”.
6. الرفق بالنفس:
الرفق بالنفس واجب على كل مسلم، حيث قال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
7. الرفق بالضعفاء:
الرفق بالضعفاء واجب على كل مسلم، فقد قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
خاتمة:
الرفق سمة من سمات المؤمنين، وهو خلق عظيم حث عليه الإسلام وأكده الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في جميع تعاملاته، وهو أمر فطري لدى الإنسان، فهو أساس التعامل الجيد بين الناس، فهو خلق يجمع بين اللطف والحنان والرحمة، وهو أمر حث عليه الدين الإسلامي وأكده الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في جميع تعاملاته، وذلك لما فيه من فوائد عديدة، فهو يعزز روح المحبة والتآلف بين أفراد المجتمع، ويحقق السعادة والطمأنينة، ويوفر بيئة آمنة ومستقرة.