مقدمة
التوحد هو اضطراب معقد يصعب تشخيصه وإدارته. لحسن الحظ، فإن دقة تشخيص التوحد قد تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة؛ وذلك بفضل تزايد الوعي به ودقة المعايير المستخدمة لتشخيصه.
أنواع التوحد
ينقسم التوحد إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:
التوحد الكلاسيكي: وهو أشد أنواع التوحد حدةً، ويتميز بضعف شديد في مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل، بالإضافة إلى سلوكيات متكررة ومحدودة.
متلازمة أسبرجر: وهو نوع من التوحد يتميز بصعوبات أقل في التواصل الاجتماعي والتفاعل، ولكن مع وجود سلوكيات متكررة ومحدودة.
اضطراب النمو الشامل غير المحدد (PDD-NOS): وهو نوع من التوحد يتميز بصعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل، بالإضافة إلى سلوكيات متكررة ومحدودة، ولكنها لا تتوافق تمامًا مع معايير التوحد الكلاسيكي أو متلازمة أسبرجر.
أسباب التوحد
لا يوجد سبب واحد مؤكد للتوحد، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية.
العوامل الجينية: أظهرت العديد من الدراسات أن هناك ارتباطًا بين التوحد والجينات، ولكن لم يتم تحديد جينات معينة مسؤولة عن التوحد.
العوامل البيئية: يُعتقد أن بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للسموم أثناء الحمل أو الولادة المبكرة، قد تلعب دورًا في الإصابة بالتوحد.
أعراض التوحد
تتفاوت أعراض التوحد من طفل لآخر، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، وهي:
ضعف التواصل الاجتماعي: صعوبة في فهم وفك رموز الإشارات الاجتماعية، وعدم القدرة على التواصل بشكل طبيعي مع الآخرين.
سلوكيات متكررة ومحدودة: تكرار نفس السلوكيات أو الحركات بشكل متكرر، مثل التأرجح أو التصفيق أو الرفرفة باليدين.
اهتمامات محدودة: الاهتمام الشديد بموضوع أو نشاط واحد فقط لدرجة استبعاد أي شيء آخر.
الحساسية الحسية: تفاعل مفرط أو غير طبيعي للمحفزات الحسية، مثل الضوء أو الصوت أو اللمس.
تشخيص التوحد
لا يوجد اختبار طبي واحد يمكنه تشخيص التوحد، ولكن يتم تشخيصه عادةً من خلال تقييم شامل للأعراض، والذي قد يشمل:
المقابلة السريرية: سيقوم الطبيب النفسي أو أخصائي التوحد بإجراء مقابلة مع الطفل ووالديه أو مقدمي الرعاية الآخرين لمعرفة تاريخه الطبي والنفسي.
ملاحظات السلوك: سيراقب الطبيب النفسي أو أخصائي التوحد الطفل في مواقف مختلفة للتقييم سلوكه وتفاعله مع الآخرين.
اختبارات التشخيص: قد يتم إجراء اختبارات تشخيصية معينة، مثل اختبارات الذكاء أو اختبارات اللغة أو اختبارات الحسية، للمساعدة في تشخيص التوحد.
علاج التوحد
لا يوجد علاج نهائي للتوحد، ولكن يمكن أن تساعد بعض التدخلات العلاجية في تحسين الأعراض وإدارة السلوكيات الصعبة.
العلاج السلوكي: يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل والسلوكيات المتكررة والمحدودة.
العلاج المهني: يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين المهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الإجمالية والمهارات الحياتية اليومية.
العلاج بالنطق: يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين مهارات التواصل اللغوي واللغوي.
العلاج الطبي: قد يتم وصف بعض الأدوية للمساعدة في إدارة الأعراض الشديدة، مثل فرط النشاط ونقص الانتباه أو القلق أو الاكتئاب.
الوقاية من التوحد
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من التوحد، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن للأمهات الحوامل القيام بها لتقليل خطر إصابة أطفالهن بالتوحد، وهي:
الحصول على الرعاية الطبية المناسبة: يجب على الأم الحامل الحصول على الرعاية الطبية المناسبة قبل الولادة وأثناءها وبعدها لضمان صحة طفلها.
تجنب التعرض للمواد السامة: يجب على الأم الحامل تجنب التعرض للمواد السامة، مثل الرصاص والزئبق والإشعاع والمبيدات الحشرية، والتي قد تزيد من خطر إصابة طفلها بالتوحد.
الحفاظ على نظام غذائي صحي: يجب على الأم الحامل الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن لضمان صحة طفلها.
الخلاصة
التوحد هو اضطراب معقد ولكنه قابل للعلاج، فمع التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالتوحد تحقيق إمكاناتهم الكاملة والعيش حياة سعيدة وناجحة.