استخدام الاستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي

استخدام الاستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي

المقدمة:

يُعد الاستشعار عن بعد تقنية متطورة تسمح بجمع المعلومات عن سطح الأرض من منصات مرتفعة مثل الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والطائرات. وقد أصبح استخدام الاستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي مجالًا مهمًا في علم البيئة وعلوم الأرض، حيث يوفر هذه التقنية معلومات قيمة حول صحة الغطاء النباتي وتوزيعه وتغيراته بمرور الوقت.

1. أساسيات الاستشعار عن بعد:

– مفهوم الاستشعار عن بعد: يشير مصطلح الاستشعار عن بعد إلى عملية جمع المعلومات عن كائن أو منطقة دون الاتصال المباشر به، وذلك باستخدام أجهزة استشعار خاصة من مسافة بعيدة.

– أنواع الاستشعار عن بعد: هناك نوعان رئيسيان من الاستشعار عن بعد، الاستشعار عن بعد النشط والاستشعار عن بعد السلبي. يستخدم الاستشعار عن بعد النشط مصدرًا للطاقة، مثل الرادار أو الليزر، لإرسال إشارات إلى الهدف وجمع البيانات المنعكسة. أما الاستشعار عن بعد السلبي فإنه يعتمد على استقبال الإشعاع المنبعث من الهدف، مثل الأشعة الشمسية المنعكسة من سطح الأرض.

2. منصات الاستشعار عن بعد:

– الأقمار الصناعية: تُستخدم الأقمار الصناعية على نطاق واسع في الاستشعار عن بعد، حيث تدور حول الأرض في مدار ثابت وتجمع البيانات من مسافات عالية.

– الطائرات بدون طيار: تُستخدم الطائرات بدون طيار أيضًا في الاستشعار عن بعد، حيث تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة وتغطية مساحات واسعة.

– الطائرات: تُستخدم الطائرات في الاستشعار عن بعد لكنها أقل انتشارًا من الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار.

3. أنواع بيانات الاستشعار عن بعد:

– الصور متعددة الأطياف: هي صور تُلتقط باستخدام أجهزة استشعار خاصة حساسة لمجموعة واسعة من الأطياف، بما في ذلك المرئية والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.

– البيانات الرادارية: هي بيانات تُجمع باستخدام أجهزة استشعار الرادار، والتي ترسل إشارات رادارية إلى الهدف وتجمع البيانات المنعكسة.

– البيانات الليدارية: هي بيانات تُجمع باستخدام أجهزة استشعار الليدار، والتي ترسل نبضات ليزر إلى الهدف وتجمع البيانات المنعكسة.

4. معالجة بيانات الاستشعار عن بعد:

– تصحيح البيانات: قبل استخدام بيانات الاستشعار عن بعد، يجب تصحيحها لإزالة الأخطاء والتشوهات الناتجة عن عملية الاستشعار.

– استخراج المعلومات: بعد تصحيح البيانات، يتم استخراج المعلومات ذات الصلة بالغطاء النباتي من خلال مجموعة من العمليات الحسابية، بما في ذلك التحليل الطيفي والتصنيف الرقمي.

– التفسير: يتم تفسير المعلومات المستخرجة من البيانات بتحديد أنواع الغطاء النباتي والخصائص الأخرى المرتبطة بالغطاء النباتي.

5. تطبيقات الاستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي:

– مراقبة صحة الغطاء النباتي: يُستخدم الاستشعار عن بعد لمراقبة صحة الغطاء النباتي وتحديد المناطق التي تعاني من الإجهاد أو المرض.

– تقدير إنتاجية المحاصيل: يُستخدم الاستشعار عن بعد لتقدير إنتاجية المحاصيل الزراعية وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخلات إضافية.

– دراسة تغير الغطاء النباتي: يُستخدم الاستشعار عن بعد لدراسة تغير الغطاء النباتي بمرور الوقت، وتحديد المناطق التي تشهد زيادة أو نقصانًا في المساحات الخضراء.

6. مزايا الاستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي:

– التغطية الواسعة: يسمح الاستشعار عن بعد بتغطية مساحات واسعة من الأرض في وقت قصير.

– الدقة العالية: توفر بيانات الاستشعار عن بعد معلومات عالية الدقة حول الغطاء النباتي، بما في ذلك نوع الغطاء النباتي وكثافته.

– التكرار الزمني: يمكن تكرار عمليات الاستشعار عن بعد بانتظام، مما يسمح بمراقبة التغيرات في الغطاء النباتي بمرور الوقت.

7. تحديات الاستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي:

– تكلفة الاستشعار عن بعد: قد تكون تكلفة الاستشعار عن بعد عالية، خاصةً عند استخدام منصات متقدمة مثل الأقمار الصناعية.

– تعقيد معالجة البيانات: تتطلب معالجة بيانات الاستشعار عن بعد مهارات تقنية متقدمة.

– قيود الطقس: قد تؤثر الظروف الجوية غير المواتية، مثل الغيوم والأمطار، على جودة بيانات الاستشعار عن بعد.

الاستنتاج:

يقدم الاستشعار عن بعد أدوات قيمة لدراسة الغطاء النباتي. وتوفر بيانات الاستشعار عن بعد معلومات مفصلة ودقيقة حول صحة الغطاء النباتي وتوزيعه وتغيراته بمرور الوقت. كما أن هذه التقنية لها العديد من التطبيقات العملية في مجالات الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية والتنمية الحضرية. ومع التقدم المستمر في تقنيات الاستشعار عن بعد، من المتوقع أن تزداد أهمية هذا المجال في دراسة الغطاء النباتي وحمايته.

أضف تعليق