استطاع جعفر ان يقنع النجاشي بالدفاع عن المسلمين

استطاع جعفر ان يقنع النجاشي بالدفاع عن المسلمين

المقدمة:

كان جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من أوائل المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، ومعه مجموعة من أصحابه، هربًا من ظلم واضطهاد قريش، وقد استقبلهم النجاشي ملك الحبشة استقبالاً حسنًا، وأمن لهم اللجوء في بلاده، وسمع منهم عن دين الإسلام، فتعاطف معهم وأعجب بدينهم.

موقف جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي:

1. خطاب جعفر بن أبي طالب:

وقف جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي، وتحدث إليه بلسان فصيح وبليغ، وعرض عليه الإسلام ودعاه إليه.

شرح جعفر لرسالة الإسلام، وبيّن له أنه دين التوحيد ونبذ الشرك والوثنية، وأن الله تعالى هو الواحد الأحد الفرد الصمد، ليس له شريك ولا مثيل.

تحدث جعفر عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين والمرسلين، وأنه جاء لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

2. رد النجاشي على خطاب جعفر:

استمع النجاشي إلى خطاب جعفر بن أبي طالب باهتمام شديد، ونظر في وجوه أصحابه المسلمين، فرأى عليهم أمارات الصدق والتقوى.

سأل النجاشي جعفرًا عن بعض الأمور التي ذكرها في خطابه، مثل معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض ما جاء في القرآن الكريم، فأجابه جعفر عن أسئلته وأقنعه بما قاله.

قال النجاشي لجعفر وأصحابه: “قد أجرتكم وأمنتكم في بلادي، فلا تخافوا من أحد”.

3. إعجاب النجاشي بدين الإسلام:

أعجب النجاشي بدين الإسلام، وأثنى على جعفر وأصحابه، وقال: “لقد سمعت كلامًا حسنًا، ودينًا قيمًا”.

قال النجاشي: “لو لم أكن ملكًا لأسلمت معكم، ولكن يكفيني أن أكون مناصرًا لكم وداعمًا لدينكم”.

دعا النجاشي شعبه إلى الإسلام، وقال لهم: “هذا دين الحق، فأسلموا فيه”.

4. موقف قريش من هجرة المسلمين إلى الحبشة:

علمت قريش بانتقال المسلمين إلى الحبشة، فغضبت لذلك وأرسلت وفدًا إلى النجاشي يطلب منه تسليم المسلمين إليهم.

قابل وفد قريش النجاشي، وحاولوا إقناعه بتسليم المسلمين إليهم، وقالوا له: “إن هؤلاء قد تركوا دين آبائهم وأجدادهم، واتبعوا دينًا جديدًا”.

رفض النجاشي تسليم المسلمين إلى قريش، وقال لهم: “لقد جاء هؤلاء إليّ مستجيرين، ولن أسلمهم إليكم”.

5. حماية النجاشي للمسلمين:

أمر النجاشي المسلمين بالانتقال إلى مكان آمن في الحبشة، بعيدًا عن متناول أيدي قريش.

وفر النجاشي للمسلمين الحماية والأمن، وأمر شعبه بمساعدتهم ورعايتهم.

مكث المسلمون في الحبشة عدة سنوات، في أمان واستقرار، حتى عادوا إلى المدينة المنورة بعد فتح مكة.

6. دور جعفر بن أبي طالب في الدفاع عن الإسلام:

لعب جعفر بن أبي طالب دورًا كبيرًا في الدفاع عن الإسلام ونشره في الحبشة، وكان له تأثير كبير على النجاشي وشعبه.

كان جعفر خطيبًا مفوهًا، وله القدرة على التأثير في النفوس، وكان يتحدث عن الإسلام بطريقة جذابة ومقنعة.

استطاع جعفر أن يقنع النجاشي بالإسلام، وأن يحميه وأصحابه من بطش قريش.

7. مكانة جعفر بن أبي طالب عند المسلمين:

يحظى جعفر بن أبي طالب بمكانة عظيمة عند المسلمين، فهو من السابقين إلى الإسلام، ومن المجاهدين في سبيل الله.

استشهد جعفر في معركة مؤتة، ودفن في مدينة البلقاء في الأردن.

ينظر المسلمون إلى جعفر بن أبي طالب كقدوة ومثال يُحتذى به في الجهاد والدفاع عن الإسلام.

الخاتمة:

كان جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من أبرز الشخصيات الإسلامية التي لعبت دورًا كبيرًا في الدفاع عن الإسلام ونشره في الحبشة، وكان له تأثير كبير على النجاشي وشعبه، واستطاع أن يقنعهم بالإسلام وحمايتهم من بطش قريش.

أضف تعليق