استغفرالله العظيم واتوب اليه

No images found for استغفرالله العظيم واتوب اليه

مقدمة:

من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويلتمس بها رحمته ومغفرته، ويستجلب بها فضله وبركاته، هي الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في مواضع عديدة من القرآن الكريم بالاستغفار والتوبة، ووعدنا بالمغفرة والرحمة لمن يستغفره ويتوب إليه، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور:31)، وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (التحريم:1).

أولاً: مفهوم الاستغفار:

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى على الذنوب والمعاصي التي اقترفها العبد، وهو اعتراف منه بذنبه وخطئه، فهو إقرار بالتقصير في حق الله تعالى، والتوبة هي الرجوع عن الذنب والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وهي التخلي عن المعاصي والذنوب والرجوع إلى الله تعالى، وهي لازمة للاستغفار، فلا بد لمن يستغفر الله تعالى أن يتوب إليه، وأن يعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

ثانيًا: فضل الاستغفار والتوبة:

للاستغفار والتوبة فضل عظيم، ولها آثار إيجابية عديدة في حياة الفرد والمجتمع، ومن فضائل الاستغفار والتوبة:

1. استجابة الدعاء: الاستغفار من أسباب استجابة الدعاء، قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ” (هود:3).

2. رفع البلاء: الاستغفار والتوبة من أسباب رفع البلاء عن الفرد والمجتمع، قال تعالى: “وَأَنْ لَوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ نُسُوقْهُ لِعَذَابٍ شَدِيدٍ” (الجن:16-17).

3. إدخال الجنة: الاستغفار والتوبة من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى” (النجم:32).

ثالثًا: شروط الاستغفار والتوبة:

للاستغفار والتوبة شروط يجب توافرها حتى يقبلها الله تعالى، ومن هذه الشروط:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الاستغفار والتوبة خالصين لوجه الله تعالى، لا رياء ولا سمعة، قال تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ” (الزمر:54).

2. الندم على الذنب: يجب أن يندم العبد على ذنبه الذي اقترفه، وأن يتمنى لو أنه لم يفعله، وأن يعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، قال تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (آل عمران:135).

3. العزم على عدم العودة إلى الذنب: يجب أن يعزم العبد على عدم العودة إلى الذنب الذي اقترفه مرة أخرى، وأن يبتعد عن كل ما قد يوقعه في هذا الذنب، قال تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ وَاعْتَزِلُوا مَا يَنْهَاكُمْ عَنْهُ” (الأنعام:153).

رابعًا: أسباب عدم قبول التوبة:

هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى عدم قبول التوبة، ومن هذه الأسباب:

1. الاستهزاء بالذنب: إذا استهزأ العبد بذنب اقترفه، ولم يعتبره ذنبًا، ولم يندم عليه، ولم يعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، فإن توبته لا تقبل.

2. التوبة من ذنب والإصرار على ذنب آخر: إذا تاب العبد من ذنب معين، وأصر على ذنب آخر، فإن توبته من الذنب الأول لا تقبل.

3. عدم الندم على الذنب: إذا لم يندم العبد على ذنبه، ولم يتمنى لو أنه لم يفعله، فإن توبته لا تقبل.

خامسًا: علامات قبول التوبة:

هناك علامات تدل على قبول التوبة، ومن هذه العلامات:

1. الشعور بالراحة والسكينة في النفس: يشعر العبد التائب بالراحة والسكينة في نفسه، ويشعر بالاطمئنان إلى الله تعالى، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد:28).

2. الإقبال على طاعة الله تعالى: يقبل العبد التائب على طاعة الله تعالى، ويبتعد عن كل ما يغضبه، قال تعالى: “وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ” (يوسف:53).

3. محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم: يحب العبد التائب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويعظم قدرهما، قال تعالى: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّ

أضف تعليق