استوداع النفس

استوداع النفس

المقدمة

الحياة أمانة، وهي محطة انتقالية قصيرة بين عالمين، ويجب أن يعيش الإنسان فيها على هذا الأساس، وأن يعي جيدًا أنه ضيف على هذه الأرض، وسيغادرها عاجلًا أو آجلًا، وأن ما يكسبه فيها من أعمال صالحة أو سيئة سيبقى معه إلى يوم القيامة، يقول الله تعالى: ﴿وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64].

حقيقة استوداع النفس

استوداع النفس هو أن يعيش الإنسان في هذه الحياة على أنه ضيف مؤقت، وأن يدرك أن الدنيا دار زوال وفناء، وأن الآخرة هي دار البقاء والدوام، وأن ما يكسبه فيها من أعمال صالحة أو سيئة سيبقى معه إلى يوم القيامة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأةُ الصَّالِحَةُ” [مسلم].

آداب استوداع النفس

هناك العديد من الآداب التي يجب على الإنسان مراعاتها في استوداع نفسه، ومن أهمها:

تقوى الله تعالى: التقوى هي أساس كل عمل صالح، وهي مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 194].

الإحسان إلى الآخرين: الإحسان إلى الآخرين هو من أعظم الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، ويجزي عليها أجزل الجزاء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كانَ في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَنْ فَرَّجَ عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كُرَبِ يوم القيامة” [مسلم].

اجتناب المحرمات: اجتناب المحرمات واجب على كل مسلم ومسلمة، والمحرمات هي كل ما نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز أو على لسان رسوله الكريم، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المائدة: 93].

أهمية استوداع النفس

لاستوداع النفس أهمية كبيرة، ومن أهمها:

الفلاح في الدنيا والآخرة: إن الإنسان الذي يستودع نفسه لله تعالى، ويحافظ على آداب الاستوداع، فإنه يحقق الفلاح في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: 15-18].

كسب محبة الله تعالى: إن الإنسان الذي يستودع نفسه لله تعالى، ويحافظ على آداب الاستوداع، فإنه يكسب محبة الله تعالى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد به حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار” [البخاري].

النجاة من عذاب الآخرة: إن الإنسان الذي يستودع نفسه لله تعالى، ويحافظ على آداب الاستوداع، فإنه ينجو من عذاب الآخرة، يقول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَوِيَّةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ [القارعة: 6-11].

أمثلة على استوداع النفس

هناك العديد من الأمثلة على استوداع النفس، ومن أهمها:

الأنبياء عليهم السلام: الأنبياء عليهم السلام هم أفضل الخلق وأكرمهم على الله تعالى، وقد استودعوا أنفسهم لله تعالى، وحافظوا على آداب الاستوداع، فكانوا قدوة حسنة للناس في أقوالهم وأفعالهم.

الصالحون من المؤمنين: الصالحون من المؤمنين هم الذين اتبعوا الأنبياء عليهم السلام، واستودعوا أنفسهم لله تعالى، وحافظوا على آداب الاستوداع، فكانوا خيرًا للناس، ونفعًا للعباد.

المؤمنون الصابرون على البلاء: المؤمنون الصابرون على البلاء هم الذين استودعوا أنفسهم لله تعالى، وحافظوا على آداب الاستوداع، فصبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *