اسماء الانبياء غير الممنوعة من الصرف

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسماء الجامدة هي الأسماء التي لا تقبل التنوين، ولا تتغير حركتها آخرها بتغير العوامل الإعرابية، ومن هذه الأسماء أسماء الأنبياء عليهم السلام، فجميع أسماء الأنبياء غير منصرفة إلا أسماء أربعة وهي: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب عليهم السلام.

أولاً: إبراهيم عليه السلام

إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء والمرسلين، وهو أول من أسس دين الحنيفية، وكان صديقًا لله تعالى، وقد امتحنه الله تعالى بالعديد من الامتحانات، فصبر عليها جميعًا، وأتمها على أكمل وجه.

1- قصة دعوته لقومه

لقد دعا إبراهيم عليه السلام قومه إلى عبادة الله تعالى وحده، ونبذ الأصنام، لكنهم رفضوا دعوته، بل وحاولوا قتله، إلا أن الله تعالى نجاه من شرهم.

2- هجرته إلى فلسطين

بعد ذلك هاجر إبراهيم عليه السلام من العراق إلى فلسطين مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام، واستقر في مدينة الخليل، وهناك بنى الكعبة المشرفة.

3- ولادة إسماعيل وإسحاق عليهما السلام

بعد سنوات طويلة من الزواج رزق إبراهيم عليه السلام بإسماعيل عليه السلام من زوجته هاجر، ثم رزق بإسحاق عليه السلام من زوجته سارة.

ثانيًا: إسماعيل عليه السلام

إسماعيل عليه السلام هو أحد أبناء إبراهيم عليه السلام، وهو الذي بنى الكعبة المشرفة مع أبيه، وهو أبو العرب المستعربة، وقد كان سيدًا كريمًا، وكان مطيعًا لله تعالى ورسوله.

1- ولادته ونشأته

ولد إسماعيل عليه السلام في مكة المكرمة، ونشأ فيها، وكان يتعلم من أبيه إبراهيم عليه السلام دين الحنيفية، وكان مطيعًا لأبيه في كل شيء.

2- بناؤه للكعبة المشرفة

عندما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة المشرفة، كان إسماعيل عليه السلام معه، وساعده في بناء الكعبة، وبعد أن انتهى البناء، أمر الله تعالى إبراهيم وإسماعيل أن يجعلا للناس مقامًا من إبراهيم.

3- ذبحه كأضحية

عندما كان إسماعيل عليه السلام صغيرًا، رأى إبراهيم عليه السلام في منامه أنه يذبحه، فأخبره بذلك، فوافق إسماعيل عليه السلام على ذلك، لكن الله تعالى فداه بذبح عظيم.

ثالثًا: إسحاق عليه السلام

إسحاق عليه السلام هو أحد أبناء إبراهيم عليه السلام، وهو أخو إسماعيل عليه السلام، وهو أبو بني إسرائيل، وقد كان سيدًا كريمًا، وكان مطيعًا لله تعالى ورسوله.

1- ولادته ونشأته

ولد إسحاق عليه السلام في فلسطين، ونشأ فيها، وكان يتعلم من أبيه إبراهيم عليه السلام دين الحنيفية، وكان مطيعًا لأبيه في كل شيء.

2- زواجه من رفقة

عندما بلغ إسحاق عليه السلام سن الزواج، تزوج من رفقة بنت بتوئيل الآرامي، ورزق منها بعيصو ويعقوب عليهما السلام.

3- انتقاله إلى مصر

عندما حدث الجفاف في فلسطين، انتقل إسحاق عليه السلام إلى مصر، وهناك عاش فيها حتى وفاته.

رابعًا: يعقوب عليه السلام

يعقوب عليه السلام هو أحد أبناء إسحاق عليه السلام، وهو أبو الأسباط الاثني عشر، وقد كان سيدًا كريمًا، وكان مطيعًا لله تعالى ورسوله.

1- ولادته ونشأته

ولد يعقوب عليه السلام في فلسطين، ونشأ فيها، وكان يتعلم من أبيه إسحاق عليه السلام دين الحنيفية، وكان مطيعًا لأبيه في كل شيء.

2- انتقاله إلى حران

عندما تزوج يعقوب عليه السلام من ابنتي خاله لابان، انتقل إلى حران، وهناك عاش فيها لمدة عشرين عامًا، ورزق منها بأولاده الاثني عشر.

3- عودته إلى فلسطين

بعد عشرين عامًا، عاد يعقوب عليه السلام إلى فلسطين مع أولاده الاثني عشر، واستقر فيها حتى وفاته.

خامسًا: أسباب عدم صرف أسمائهم

هناك عدة أسباب لعدم صرف أسماء الأنبياء الأربعة غير الممنوعة من الصرف، ومن هذه الأسباب:

1- التعظيم

عدم صرف أسمائهم من باب التعظيم لهم، فهم رسل الله تعالى، وقد اصطفاهم الله تعالى من بين خلقه، فكان من باب التعظيم لهم أن لا تصرف أسماؤهم.

2- كثرة الاستعمال

كثرة استعمال أسمائهم أيضًا من أسباب عدم صرفها، فأسماؤهم تُذكر بكثرة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأيضًا في كتب التاريخ والسيرة النبوية، فكثرة الاستعمال أدت إلى جمودها.

3- العلمية

أسماء الأنبياء الأربعة غير الممنوعة من الصرف هي أسماء علمية، والأسماء العلمية لا تقبل التنوين في الغالب، وذلك لأنها أسماء خاصة لأشخاص معينين، وليس لها معنى عام.

سادسًا: حكم صرف أسمائهم

لا يجوز صرف أسماء الأنبياء الأربعة غير الممنوعة من الصرف، وذلك لأن صرفها يعتبر مخالفة للإجماع، فالإجماع منعقد على عدم صرف أسمائهم.

1- رأي جمهور العلماء

جمهور العلماء على أنه لا يجوز صرف أسماء الأنبياء الأربعة غير الممنوعة من الصرف، وذلك لأن صرفها يعتبر مخالفة للإجماع، فالإجماع منعقد على عدم صرف أسمائهم.

2- رأي بعض العلماء

هناك بعض العلماء الذين أجازوا صرف أسمائهم، لكن هذا الرأي شاذ، والراجح هو عدم صرف أسمائهم.

3- الأدلة على عدم جواز صرف أسمائهم

هناك عدة أدلة على عدم جواز صرف أسمائهم، ومن هذه الأدلة:

– إجماع العلماء على عدم صرف أسمائهم.

– كثرة استعمال أسمائهم في القرآن الكريم والسنة النبوية.

– أن أسمائهم أسماء علمية، والأسماء العلمية لا تقبل التنوين في الغالب.

سابعًا: الخاتمة

وفي الختام، فإن أسماء الأنبياء الأربعة غير الممنوعة من الصرف هي أسماء عظيمة، يجب علينا أن نحترمها وأن نقدرها، ولا يجوز لنا أن نصرفها، وذلك لأن صرفها يعتبر مخالفة للإجماع، فالإجماع منعقد على عدم صرف أسمائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *