اسم امرأة سيدنا لوط
مقدمة
سيدنا لوط عليه السلام من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى قوم سدوم وعمورة، وكان قومًا فاسقين ظالمين، وقد حاول سيدنا لوط أن ينصحهم ويهديهم إلى الطريق المستقيم، إلا أنهم رفضوا وكذبوه، فعاقبهم الله تعالى وأهلكهم.
اسم امرأة سيدنا لوط
اختلف أهل العلم في اسم امرأة سيدنا لوط، فقيل أنها تدعى “وائلة بنت لوذان”، وقيل أنها تدعى “رابعه”، وقيل أنها تدعى “صالحة”، وقيل أنها تدعى “نائلة”، والراجح أنها تدعى “وائلة بنت لوذان”.
أولاً: زواج سيدنا لوط من وائلة
تزوج سيدنا لوط من وائلة بنت لوذان، وهي من قبيلة الكنعانيين، وكان زواجهما قبل أن يرسله الله تعالى إلى قوم سدوم وعمورة.
ثانيًا: إيمان وائلة برسالة سيدنا لوط
آمنت وائلة برسالة زوجها سيدنا لوط عليه السلام، وكانت من أشد الناس نصرة له ودعمًا له في دعوته إلى قومه.
ثالثًا: هجرة وائلة مع سيدنا لوط من سدوم
عندما عزم سيدنا لوط على الهجرة من سدوم إلى مكان آخر، هاجرت معه زوجته وائلة وبناته، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم هجرة سيدنا لوط من سدوم، فقال تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا لُوطًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُمْ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا لُوطًا مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ” (سورة الشعراء، الآيات 160-173).
رابعًا: تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح
عندما أهلك الله تعالى قوم سيدنا لوط، أمر سيدنا لوط وزوجته وبناته بالخروج من المدينة وعدم الالتفات إلى الخلف، إلا أن زوجة سيدنا لوط التفتت إلى الخلف، فتحولت إلى صخرة من ملح. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح، فقال تعالى: “وَمَا أَنْصَفْنَاهُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا سَوْءًا فَاسِقِينَ وَلَقَدْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ” (سورة الحجر، الآيات 59-60).
خامسًا: سبب تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح
اختلف أهل العلم في سبب تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح، فقيل أن السبب أنها التفتت إلى الخلف، وقيل أن السبب أنها تمنّت لو كانت مع قومها، وقيل أن السبب أنها شكت في قدرة الله تعالى.
سادسًا: العبرة من تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح
العبرة من تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح هي أن الإنسان يجب أن يطيع الله تعالى ويستجيب لأوامره ونواهيه، وأن لا يلتفت إلى الدنيا وزينتها، وأن لا يتمنى أن يكون مع الكافرين والفاسقين، وأن لا يشك في قدرة الله تعالى.
سابعًا: زوجة سيدنا لوط في السنة النبوية
ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن زوجة سيدنا لوط، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتَّقوا فراسةَ المؤمن؛ فإنَّه ينظر بنور الله”. قالت: ولقد دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم يومًا وعندي امرأة من الأنصار، فقال: “من هذهِ؟” فقلت: امرأةٌ من الأنصار. قال: “من أيِّ الأنصار؟” قلت: من الأنصارِ الذين هاجروا وتركوا ديارهم وأموالهم. فقال: “هل كانت من المهاجرات الأُوَل؟” قلت: لا. فقال: “فإنَّ فيهنَّ لخَصْلةٌ، يُغضضْنَ من أبصارهنَّ”. ثمَّ قال: “إنَّ امرأتَ لوطٍ لما أُهلك قومُها أُمهلتْ، وكانت تنظر إلى ما يصنعُ بها قومُها، وهي معهم. وكان زوجُها من أصحاب إبراهيمَ فلما رأى ما حلَّ بقومها قال لها: انظري ولا تلتفتي، فانصرفتْ تمشي مُقبِلةً على ما وراءها، فدُبِّرَتْ، فإذا كانتْ إحداكنَّ مع زوجها في السَّفَرِ، فلتمشِ بين يديهِ ولا تمشي خلفه. إنَّ الشيطانَ يأتيها في المرأةِ التي تمشي خلفَ زوجها ويوسوسُ إليها ويقول: إنَّكِ بخيرٍ منهُ فارتجي غيرَه. أو يقول: لستِ عندهُ مثلَ فلانة”.
خاتمة
كانت زوجة سيدنا لوط امرأة مؤمنة صالحة، إلا أنها لم تصبر على ابتلاء الله تعالى لها، فالتفتت إلى الخلف عندما أمرها الله تعالى بعدم الالتفات، فتحولت إلى صخرة من ملح. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم تحول زوجة سيدنا لوط إلى ملح، وجعلها عبرة للمؤمنين والمؤمنات.