العنوان: اسم تيجان في القرآن الكريم
المقدمة:
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وقد حوى القرآن الكريم في ثناياه الكثير من الأسماء والصفات التي اختص الله بها ذاته المقدسة، ومن بين هذه الأسماء اسم “تيجان”، وفي هذا المقال سوف نتناول بالتفصيل اسم “تيجان” في القرآن الكريم، من حيث معناه ومواضعه ودلالاته.
1. معنى اسم “تيجان”:
– “تيجان” جمع لكلمة “تاج”، والتاج هو غطاء الرأس الذي يوضع على رؤوس الملوك والملكات والأمراء، وهو رمز للسلطة والجاه والرفعة، ويُستعار في العربية للإشارة إلى أفضل شيء أو أعلى مرتبة في شيء ما.
– “تيجان” في اللغة تعني الثقل والرفعة، ويقال فلان يتوج بفلان أي يفتخر به ويتعزز به وينزل منزلته منزلة التاج على الرأس.
– يأتي اسم تيجان مشتقًا من التاج، وهو غطاء الرأس الذي يوضع على رؤوس الملوك والملكات والأمراء.
2. مواضع اسم “تيجان” في القرآن الكريم:
– ورد اسم “تيجان” في القرآن الكريم في موضعين، هما:
– “وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (التغابن: 1)
– “وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (الرعد: 16)
3. دلالات اسم “تيجان” في القرآن الكريم:
– إن ذكر اسم “تيجان” في هذين الموضعين من القرآن الكريم يدل على عظمة الله تعالى وسلطانه وقدرته المطلقة على كل شيء في السماوات والأرض، فهو الذي يملك الملك والسلطان والقوة والقهر في كل مكان.
– اسم “تيجان” للدلالة على رفيع منزلة الله تعالى وسمو قدره، فهو المتفرد بالملك والسلطان والحكم، ولا يشاركه أحد في ذلك.
– “تيجان” في القرآن للدلالة على أن الله تعالى هو المالك الحقيقي لكل شيء في الكون، وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء، فهو الذي يعطي من يشاء، ويمنع عمن يشاء.
4. اسم “تيجان” وأنواع التوحيد:
– إن اسم “تيجان” يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأنواع التوحيد، فالتوحيد في ربوبية الله هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو المالك الحقيقي لكل شيء في الكون، وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء.
– التوحيد في ألوهية الله هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو المستحق وحده للعبادة، ولا يجوز عبادة أحد غيره، وهو الذي يستحق أن يُتوجه إليه بالدعاء.
– التوحيد في أسماء الله وصفاته هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا، وأن هذه الأسماء والصفات لا يشابهه فيها أحد من خلقه.
5. اسم “تيجان” وصفات الله تعالى:
– إن اسم “تيجان” يدل على صفات الله تعالى العظيمة، ومن هذه الصفات:
– العزة: وهو الغلبة والقهر والاستيلاء، وهو من صفات الله تعالى الحسنى، دلت عليه آيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (الملك: 1)
– الحكمة: وهو الإحاطة التامة بالأمور، وتدبيرها على أجمل وجه، وهو من صفات الله تعالى الحسنى، دلت عليه آيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” (النجم: 3-4)
– القدرة: وهي القدرة على فعل كل ما يشاء، وهو من صفات الله تعالى الحسنى، دلت عليه آيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة: 20)
6. اسم “تيجان” ودلائل وجود الله تعالى:
– إن اسم “تيجان” يدل على وجود الله تعالى ووحدانيته، وذلك من خلال النظر في ملك الله تعالى وسلطانه وقدرته المطلقة على كل شيء في الكون، ومن خلال النظر في صفاته العظيمة، مثل العزة والحكمة والقدرة.
– اسم “تيجان” يدعونا إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده، وذلك من خلال النظر في عظمته وقدرته المطلقة على كل شيء في الكون، ومن خلال النظر في صفاته العظيمة.
– اسم “تيجان” يدعونا إلى السعي للفوز بمرضاته تعالى، وذلك من خلال طاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
7. اسم “تيجان” ومراتب التدين:
– إن اسم “تيجان” يحمل دلالات عميقة على مراتب التدين، فالتدين له مراتب متعددة، تبدأ من الإيمان بالله تعالى وتوحيده، ثم الإيمان برسله وكتبه وباليوم الآخر، ثم أداء العبادات والطاعات، ثم الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.
– “تيجان” يدل على أعلى مراتب التدين، وهي مرتبة الإحسان، والتي تعني أن يعبد العبد ربه كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يعلم أن ربه يراه.
– “تيجان” يدعونا إلى السعي لبلوغ أعلى مراتب التدين، وهي مرتبة الإحسان، وذلك من خلال الإخلاص في العبادة، والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، ومراقبة الله تعالى في السر والعلن.
الخلاصة:
اسم “تيجان” في القرآن الكريم يدل على عظمة الله تعالى وسلطانه وقدرته المطلقة على كل شيء في السماوات والأرض، وهو يدعو إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده، والسعي للفوز بمرضاته تعالى، وبلوغ أعلى مراتب التدين، وهو مرتبة الإحسان.