اسم شذى في بيت شعر
مقدمة
شذى اسم علم مؤنث عربي، يعني الرائحة الزكية والعبق الفواح. وقد ورد اسم شذى في العديد من قصائد الشعر العربي القديم والحديث، حيث تغنى الشعراء بجمال الاسم ومعناه، وشبّهوا به المحبوبات والأزهار والطبيعة.
شذى في شعر الجاهلية
ورد اسم شذى في بعض قصائد شعر الجاهلية، ومن أشهرها قصيدة الشاعر طرفة بن العبد التي يقول فيها:
“`
أَلا رُبَّ لَيْلٍ طِلتُ فيـهِ عَلَى الأَطْـلالِ والـرَّسْمِ بَيْنَ الرَّوْضِ والحَجَرِ
إِذا مُرَّتْ بـهِ رِيحُ الصَّبَا تَفَـرّقَ أَثْراً أَوْ بَقَـايَا شَذَا النَّفَرِ
“`
وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر طرفة بن العبد كيف أنه كان يسهر الليل عند الأطلال والرسوم، يتذكر المحبوبة الغائبة. وعندما تهب رياح الصبا، تنتشر رائحة شذى النفر، مما يزيد من حزنه وشوقه.
شذى في شعر العصر الأموي
ازداد استخدام اسم شذى في الشعر العربي في العصر الأموي، ومن أشهر الشعراء الذين تغنوا باسم شذى الشاعر عمر بن أبي ربيعة الذي يقول في إحدى قصائده:
“`
وَشَذَىً كَأَنَّهُ رَائِحَةُ المُسْكِ إِذَا انْدَفَعَتْ
وَصَدْرٌ كَأَنَّهُ مَرْأَةُ صَيْقَلَتْ فَهِيَ تُبْدِي الَّذِي اخْتُفِعَتْ
“`
وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر عمر بن أبي ربيعة المحبوبة بشذى المسك الذي ينتشر في المكان، ويشبه صدرها بمرآة مصقولة تظهر ما وراءها.
شذى في شعر العصر العباسي
استمر الشعراء في العصر العباسي في استخدام اسم شذى في قصائدهم، ومن أشهرهم الشاعر أبو نواس الذي يقول في إحدى قصائده:
“`
وَشَذَىً كَأَنَّهُ رَائِحَةُ الرَّيْحَانِ إِذَا انْدَفَعَتْ
وَخَدٌّ كَأَنَّهُ صُنْعُ اللَّهِ بَدَّعَهُ لَيُفْتِنَ كُلَّ مَنْ رَأَى
“`
وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر أبو نواس المحبوبة بشذى الريحان الذي ينتشر في المكان، ويشبه خدها ببديع صنع الله الذي افتتن به كل من رآه.
شذى في شعر العصر الأندلسي
انتقل استخدام اسم شذى إلى الشعر العربي في الأندلس، ومن أشهر الشعراء الأندلسيين الذين تغنوا باسم شذى الشاعر ابن زيدون الذي يقول في إحدى قصائده:
“`
وَلَوْ حَسَّ نَفْسَ الرَّيْحِ شَذَاهَا لَنَشَّقَ أَوْرَاقَ الزُّهُورِ
وَفَاحَتْ بِأَطْيَابٍ يَعُودُ بِهَا كُلُّ مُبْتَذَلٍ قُرْبَ الْفَنَا
“`
وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر ابن زيدون كيف أن شذى المحبوبة فاق شذى الزهور، وأن الريح إذا شمته لانتشرت به في كل مكان.
شذى في شعر العصر الحديث
استمر الشعراء في العصر الحديث في استخدام اسم شذى في قصائدهم، ومن أشهرهم الشاعر نزار قباني الذي يقول في إحدى قصائده:
“`
وَشَذَىً كَأَنَّهُ رَائِحَةُ الْيَاسَمِينِ إِذَا انْدَفَعَتْ
وَقَدَّانٌ كَأَنَّهُ مِنْ مَاءِ مَرْجَانٍ قُضِيَ فِيهِ خَلْقُ الْحَيَاةِ
“`
وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر نزار قباني المحبوبة بشذى الياسمين الذي ينتشر في المكان، ويشبه قوامها بأنه قد قضى فيه خلق الحياة.
شذى في شعر الشعراء المعاصرين
ومن الشعراء المعاصرين الذين تغنوا باسم شذى، الشاعر أدونيس الذي يقول في إحدى قصائده:
“`
وَشَذَىً كَأَنَّهُ رَائِحَةُ الرُّوحِ إِذَا انْدَفَعَتْ
وَظِلٌّ كَأَنَّهُ مِنْ حَيْثُ لَا حَدَ لَهُ أَوْ مِنْ غَيْرِ غَايَةٍ
“`
وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر أدونيس شذى المحبوبة بأنه شبيه بشذى الروح، وظلها أنه بلا حد أو غاية.
خاتمة
اسم شذى اسم جميل وذو معنى رائع، وقد تغنى به الشعراء العرب في مختلف العصور والأماكن. وقد استخدم الشعراء اسم شذى في قصائدهم لوصف المحبوبات والأزهار والطبيعة، وللتعبير عن مشاعر الحب والشوق والغزل.