اسم مدرج روماني عملاق وسط مدينة روما

اسم مدرج روماني عملاق وسط مدينة روما

العنوان: اسم مدرج روماني عملاق وسط مدينة روما

المقدمة:

في قلب مدينة روما الخالدة، يتربع اسم مدرج روماني عملاق، شاهداً على عراقة الحضارة الرومانية وقوتها. يعتبر هذا المدرج واحداً من أشهر المعالم التاريخية في العالم، ويعرف باسم “الكولوسيوم” أو “مدرج فلافيان”، ويحمل في طياته الكثير من القصص والحكايات التي تعود إلى قرون مضت.

1. تاريخ الكولوسيوم:

يعود تاريخ بناء الكولوسيوم إلى القرن الأول الميلادي، حيث بدأ الإمبراطور الروماني فيسباسيان في تشييده عام 72 م، واستمر العمل فيه حتى عام 80 م في عهد ابنه الإمبراطور تيتوس.

تم افتتاح الكولوسيوم رسمياً في عام 80 م، وكان يعتبر أكبر مدرج تم بناؤه في الإمبراطورية الرومانية، حيث كان يتسع لنحو 50 ألف متفرج.

كان الكولوسيوم مخصصًا في الأصل لعروض المصارعة والقتال بين المصارعين والوحوش، بالإضافة إلى عروض الإعدام العام.

2. تصميم الكولوسيوم:

تم بناء الكولوسيوم على شكل بيضاوي، يبلغ طوله 188 متراً وعرضه 156 متراً وارتفاعه 48 متراً.

يتكون الكولوسيوم من أربعة طوابق، كل طابق يحتوي على 80 قوساً، ويُعتقد أن الطابقين الأولين كانا مخصصين للطبقات العليا من المجتمع الروماني، بينما كان الطابقان العلويان مخصصين للطبقات الدنيا.

في وسط الكولوسيوم توجد ساحة كبيرة، يبلغ قطرها حوالي 86 متراً، كانت تُستخدم لإجراء العروض المختلفة.

3. استخدامات الكولوسيوم:

كان الكولوسيوم يستخدم في الأصل لعروض المصارعة والقتال بين المصارعين والوحوش.

بالإضافة إلى ذلك، كان يُستخدم لعروض الإعدام العام، حيث كان يُحكم على المجرمين والعبيد بالإعدام في الكولوسيوم.

في بعض الأحيان، كان يُستخدم الكولوسيوم لعروض المسرحيات والحفلات الموسيقية.

4. تدمير الكولوسيوم:

تعرض الكولوسيوم للعديد من الحرائق والزلازل على مر السنين، مما أدى إلى تدميره بشكل تدريجي.

في القرن الثالث الميلادي، تعرض الكولوسيوم لحريق كبير دمر جزءًا كبيرًا منه.

في القرن الخامس الميلادي، تعرض الكولوسيوم لزلزال قوي أدى إلى تدمير جزء آخر منه.

5. الكولوسيوم في العصور الوسطى:

بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، تحول الكولوسيوم إلى مكان مهجور.

في العصور الوسطى، استخدم الكولوسيوم كمقلع للحجارة، حيث كان يتم استخراج الأحجار منه واستخدامها في بناء المباني الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، كان يتم استخدام الكولوسيوم كمكان لإقامة الحفلات والمهرجانات.

6. الكولوسيوم في عصر النهضة:

في عصر النهضة، بدأ الاهتمام بالكولوسيوم يتزايد مرة أخرى.

في القرن الخامس عشر، قام البابا بولس الثاني باستخراج العديد من الأحجار من الكولوسيوم واستخدامها في بناء قصر فينيسيا.

في القرن السادس عشر، قام البابا سيكستوس الخامس بإغلاق الكولوسيوم وتحويله إلى مكان للرعي.

7. الكولوسيوم في العصر الحديث:

في القرن التاسع عشر، بدأ الاهتمام بالكولوسيوم يتزايد مرة أخرى.

في عام 1870، تم ضم الكولوسيوم إلى مملكة إيطاليا، وبدأ العمل على ترميمه وإعادة بنائه.

في الوقت الحاضر، يعتبر الكولوسيوم أحد أشهر المعالم السياحية في العالم، ويُزوره ملايين السياح كل عام.

الخاتمة:

الكولوسيوم هو أحد أهم المعالم التاريخية في العالم، وهو شاهد على عراقة الحضارة الرومانية وقوتها. على الرغم من أنه تعرض للعديد من الحرائق والزلازل على مر السنين، إلا أنه لا يزال صامداً حتى يومنا هذا، ويعتبر رمزاً لمدينة روما ولتاريخ الإمبراطورية الرومانية.

أضف تعليق