اشتقت لك شعر فصيح

اشتقت لك شعر فصيح

اشتقت لك: شعر فصيح

مقدمة:

في عالم المشاعر الجياشة والأشواق الملتهبة، يبرز الشعر الفصيح كأداة تعبيرية قوية عن مشاعر الحنين والشوق، ويجتاح شغاف القلوب بأرقى الكلمات وأعذبها، فتنساب أبياته رقيقة كنسيم الصباح، حاملة على أجنحتها عبق الذكريات الجميلة، وعطر الأيام الخوالي. فالشوق هو نيران مشتعلة في أعماق الروح، لا تطفئها إلا لوعة اللقاء والوصل، والشعر هو ماء الحياة الذي يروي ظمأ المحبين، ويخفف من آلام الفراق ويبعث في النفس الأمل والفرح.

1. أشواق متوهجة:

يفيض القلب بأشواق متوهجة وشوق ملتهب يعتصر الروح، فيتحول الشوق إلى قصائد شعرية تنثر عبقها بين ثنايا الكلمات، وتبوح بمكنونات النفس بأبلغ العبارات وأصدقها، فيقول الشاعر:

أشواق في القلب لا تهدأ ولا تنام

تطير بي في عالم الأحلام

وترسم في سمائي ألف ابتسامة.

تفيض الروح بأشواق جارفة وحنين عميق، تشعل في القلب نيران الحب والرغبة في الوصال، فيتوق الشاعر إلى لقاء محبوبته بلهفة وشوق لا يوصف، ويقول:

أشتاق إليك حد الجنون

أريد أن أراك في الحلم والعيان

أريد أن أغرق في عينيك.

يدفع الشوق الشاعر إلى استحضار صورة الحبيب في مخيلته، فيراها في كل مكان وفي كل شيء، فيرى وجهها في مرآة الماء، ويسمع صوتها في همس الريح، ويشعر بلمساتها في نسمات الهواء، فيقول:

أراك في كل مكان

في الزهور المتفتحة

وفي نسيم الصباح العليل.

2. ليالٍ بلا نوم:

يطول الليل على الشاعر المفعم بالشوق، فيتحول إلى جحيم لا يطاق، يسكنه الأرق والقلق والتفكير في الحبيب الغائب، فيقول:

ليالٍ بلا نوم

تطول كأنها الدهر

أقلب فيها على الجمر.

يتمنى الشاعر لو كانت له أجنحة ليطير بها إلى حبيبته ويحتضنها بين ذراعيه، فيخفف من آلام الشوق ويطفئ نيران الحنين، ويقول:

لو كنت لي أجنحة

لطرت إليك في لمح البصر

واحتضنتك بين ذراعي.

يصلي الشاعر إلى الله أن يعجل بلقاء حبيبته، فيدعوه أن يمن عليه بنعمة اللقاء والوصل، ويفك كربته ويشفيه من آلام الشوق، ويقول:

إلهي أسرع باللقاء

واكفني عذاب الشوق

وارحم دمعاتي التي لا تنضب.

3. نفحات الذكريات:

في لحظات الخلوة مع النفس، تتدفق نفحات الذكريات الجميلة التي جمعت الشاعر بحبيبته، فيستعيدها بفرح وسرور، ويستنشق عطر تلك الأيام الخوالي، فيقول:

أستعيد ذكرياتنا الجميلة

كأنها حلم سعيد

يطاردني في يقظتي ومنامي.

تتراءى صورة الحبيب في مخيلة الشاعر واضحة وجلية، كأنها حاضرة أمامه، فيراها تبتسم إليه بعذوبة، وينظر إليها بعينين مليئتين بالحب والشوق، ويقول:

أراك في أحلامي

تبتسمين إليّ بعذوبة

وتحتضنينني بحنان.

يحن الشاعر إلى الأماكن التي جمعته مع حبيبته، فيتوق إلى زيارة تلك الأماكن مرة أخرى، ليستعيد ذكرياته الحلوة ويعيشها من جديد، ويقول:

أحن إلى الأماكن التي جمعتنا

إلى مقعدنا تحت الشجرة

وإلى نزهتنا على شاطئ البحر.

4. وجع الفراق:

يعتصر الفراق قلب الشاعر فيكاد ينفطر من شدة الألم، فيتأوه ويئن، ويستغيث بالله أن يخفف عنه آلامه ويداويه من جراح الفراق، ويقول:

يا فراق يا قاتل الروح

يا جرحًا لا يندمل

يا نيرانًا تحرق قلبي.

يضيق العالم في عيني الشاعر بعد فراق حبيبته، فلا يرى شيئًا سوى الظلام والوحشة، ويقول:

العالم مظلم بدونك

والحياة لا طعم لها

والأيام تمر كأنها كابوس.

يفتقد الشاعر حبيبته في كل شيء، فيفتقد صوتها وضحكتها ورائحتها، ويفقد الأمل في الحياة بدونها، ويقول:

أفتقدك في كل شيء

في همسي وفي أنفاسي

في يقظتي وفي منامي.

5. رسائل الشوق:

يرسل الشاعر إلى حبيبته رسائل عشق وشوق محملة بالكلمات الرقيقة والمشاعر الجياشة، فيبوح لها بما يعتمل في قلبه من ألم الفراق وشوق اللقاء، ويقول:

إليك يا حبيبتي

أرسل رسائل الشوق والحنين

المحمولة على أجنحة الريح.

يصف الشاعر لوعة الشوق والحنين التي تنهش روحه، ويطلب من حبيبته أن ترحم قلبه وتعود إليه، ويقول:

الشوق إليك يا حبيبتي

نار مشتعلة في قلبي

أرجوك أطفئي هذه النار.

يتوسل الشاعر إلى حبيبته أن تعجل باللقاء والوصل، فيخفف من آلامه ويشفي جراح قلبه، ويقول:

تعالي إلي يا حبيبتي

واحتضني قلبي المتعب

واشفي جراح روحي.

6. آهات الشوق:

تتحول آهات الشوق إلى قصائد شعرية حزينة، يصدح بها الشاعر في كل مكان، فيملأ الدنيا أنينًا وبكاءً، ويقول:

آهات الشوق تملأ الدنيا

صراخ القلب الجريح

أنين الروح المعذبة.

يضيق صدر الشاعر من شدة الشوق، فيشعر أنه على وشك الانفجار، فيصرخ بأعلى صوته: “اشتقت إليك”، ويقول:

اشتقت إليك يا حبيبتي

اشتياقًا يقتلني

اشتياقًا يحرق قلبي.

يعلن الشاعر استسلامه للشوق، فيقول:

استسلمت للشوق يا حبيبتي

لا أملك حيلة

لا أملك إلا أن أشتاق إليك.

7. أمل اللقاء:

في خضم آلام الفراق وشوق اللقاء، يتشبث الشاعر بأمل اللقاء والوصل، فيرى في هذا الأمل ضوءًا في نهاية النفق، ويقول:

أتمسك بأمل اللقاء

كالغريق يتمسك بقشة

إنه الأمل الذي يبقيني على قيد الحياة.

يدعو الشاعر الله أن يعجل باللقاء والوصل، فيقول:

إلهي أسرع باللقاء

واكفني عذاب الشوق

وارحم دمعاتي التي لا تنضب.

يؤمن الشاعر بأن اللقاء قادم لا محالة، وينتظره بفارغ الصبر، ويقول:

سأنتظرك يا حبيبتي

حتى يجمعنا القدر

حتى تلتقي أرواحنا.

خاتمة:

الشوق والحنين هما أغنى وأصدق المشاعر الإنسانية، وقد تغنى بهما الشعراء في كل العصور والأزمان، فالشعر هو اللغة الوحيدة التي يمكنها أن تعبر عن هذه المشاعر الجياشة بأرقى الكلمات وأعذبها، وأن تنقلها من القلب إلى القلب، من الروح إلى الروح، فتلامس أوتار القلوب وتثير فيها أعمق المشاعر والعواطف. فالشعر هو مرآة الروح، وهو ديوان الحياة، وهو سجل المشاعر الإنسانية، وهو الخلود الذي يبقى بعد فناء الجسد.

أضف تعليق