المقدمة
يشعر الناس بالغياب والشوق دائمًا في حياتهم، سواء كان غيابًا عن الأحبة أو عن الوطن أو عن أي شيء آخر عزيز عليهم. ولقد عبر الشعراء عن هذا الشعور بالغياب والشوق في كثير من القصائد. ففي هذه المقالة، سنلقي نظرة على بعض من أشهر قصائد الغياب والشوق في اللغة العربية.
فراق الأحبة
1. أبو فراس الحمداني:
يقول أبو فراس الحمداني في قصيدته “أراك عصي الدمع”:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
متى عهدنا والعيش إلا مسرة
ونلهو وليس الشيب منا ولا الكبر
يعبر أبو فراس الحمداني في هذه الأبيات عن حزنه الشديد لفراق الأحبة، ويقول إنه لا يملك أن يبكي، لأن الصبر هو طبيعته. ويتساءل متى كانوا سعداء وملذين ولم يكونوا شيبًا ولا كبيرًا.
2. المتنبي:
يقول المتنبي في قصيدته “وا ذكراه”:
وا ذكراه عهد عهده لي زمان
أعاد على قلبي ماضيه وبياني
أما لصبابة قلبي من مجيب
أم كيف أسلو وذاك هو الهجراني
يعبر المتنبي في هذه الأبيات عن شوقه الشديد لحبيبته، ويقول إنه يتذكرها دائمًا ويتمنى أن تعود إليه. ويتساءل عما إذا كان هناك من سيجيب على صبابته، وكيف يمكنه أن ينسى حبيبته وهي التي هجرته.
فراق الوطن
1. محمود درويش:
يقول محمود درويش في قصيدته “إلى أمي”:
يا أمي مالي غير بيتك سكنًا
يا أمي لا تتركيني وحيدًا
فأنا خائف من هذا العالم الواسع
يعبر محمود درويش في هذه الأبيات عن شوقه الشديد لوطنه، ويقول إنه لا يملك سوى بيت والدته يلجأ إليه. ويتوسل إلى والدته ألا تتركه وحيدًا، لأنه خائف من هذا العالم الواسع.
2. نزار قباني:
يقول نزار قباني في قصيدته “إلى دمشق”:
إلى دمشق، أراكِ بعيني فكري
لأني مشتاقٌ إليكِ كثيرًا
وأسمع صوتكِ، وأشمُّ عبيركِ
وعندما أغمض عيني، أراكِ من بعيد
يعبر نزار قباني في هذه الأبيات عن شوقه الشديد لدمشق، ويقول إنه يراها في عينيه وعقله، لأنه مشتاق إليها كثيرًا. ويسمع صوت دمشق ويشم عبقها، وعندما يغمض عينيه، يرى دمشق من بعيد.
فراق الأشياء الجميلة
1. أبو الطيب المتنبي:
يقول المتنبي في قصيدته “أضحى التنائي”:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
لو كنت تعلم ما بي من جوى شوق
فلا تحاول سلوي أو تعزينا
يعبر المتنبي في هذه الأبيات عن حزنه الشديد لفراق حبيبته، ويقول إن البعد حل محل التقارب بينهما، وأن تجافيهم حل محل لقاءاتهم الطيبة. ويتوسل إلى حبيبته ألا تحاول تسلية أو تعزيته، لأنه يعلم ما بداخله من شوق وحزن.
2. عمر بن أبي ربيعة:
يقول عمر بن أبي ربيعة في قصيدته “ألا يا رسولي بالحمى فاعلما”:
ألا يا رسولي بالحمى فاعلما
إلى جنب رسم الدار كيف أقاما
أصارع وجدي بالحمى وصبابتي
وأمضي الليالي مستهامًا غرامى
يعبر عمر بن أبي ربيعة في هذه الأبيات عن حزنه الشديد لفراق حبيبته، ويقول إنه يصارع وجده وصبابته في الحمى، وأنه يقضي الليالي هائمًا في غرامه.
الخاتمة
لقد رأينا في هذه المقالة بعضًا من أشهر قصائد الغياب والشوق في اللغة العربية. وقد عبر الشعراء في هذه القصائد عن مشاعرهم الجياشة بالفراق والحنين إلى الأحبة والوطن والأشياء الجميلة التي فقدوها. وهذه القصائد هي شهادة على قوة اللغة العربية وجمالها، وقدرتها على التعبير عن أعمق مشاعر الإنسان.