إطعام ستين مسكينًا: فضل عظيم وثواب جزيل
مقدمة:
يُعد إطعام ستين مسكينًا من الأعمال الخيرية التي لها فضل عظيم وثواب جزيل عند الله عز وجل، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث التي تحث على إطعام الطعام للمحتاجين والفقراء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم ستين مسكينًا كان له عند الله جنة أو عتق رقبة أو اعتَق رقبة، فأعتقَ الله منه ستين رقبة”.
أولًا: فضل إطعام ستين مسكينًا:
1. غفران الذنوب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم ستين مسكينًا غفر الله له ستين ذنبًا، كل ذنب مثل جبل أُحد”.
2. دخول الجنة: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم ستين مسكينًا دخل الجنة من أي باب شاء”.
3. زيادة الرزق والبركة: فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم ستين مسكينًا زاد الله في رزقه وبارك له في أهله وماله”.
ثانيًا: شروط إطعام ستين مسكينًا:
1. أن يكون الطعام حلالًا طيبًا: فلا يجوز إطعام المساكين طعامًا محرّمًا أو فاسدًا أو نجسًا.
2. أن يكون المساكين فقراء محتاجين: فلا يجوز إطعام المساكين الأغنياء أو الذين لا يحتاجون إلى الطعام.
3. أن يكون الإطعام بنية التقرب إلى الله تعالى: فلا يجوز إطعام المساكين رياءً أو سمعة أو من أجل الحصول على مقابل مادي.
ثالثًا: كيفية إطعام ستين مسكينًا:
1. إطعامهم في مكان عام: وذلك لكي يتسنى لهم تناول الطعام بحرية وكرامة.
2. تقديم الطعام لهم بطريقة لائقة: وذلك بأن يكون الطعام نظيفًا ومرتّبًا وجاهزًا للأكل.
3. إكرامهم وتقديرهم: وذلك بأن يعاملوا بالحسنى واللطف والاحترام.
رابعًا: من هم المساكين الذين يجب إطعامهم:
1. الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لشراء الطعام.
2. المحتاجون: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لشراء الطعام أو الذين لا يستطيعون العمل بسبب المرض أو الإعاقة.
3. العُمال: وهم الذين يعملون بأجر زهيد ولا يكفيهم لشراء الطعام.
4. الطلاب: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لشراء الطعام.
5. الأيتام: وهم الذين فقدوا آباءهم ولا يعيلهم أحد.
6. الأرامل: وهن النساء اللاتي فقدن أزواجهن ولا يعيلهن أحد.
7. المسافرون: وهم الذين يسافرون إلى مكان بعيد ولا يملكون ما يكفيهم من المال لشراء الطعام.
خامسًا: متى يُستحب إطعام ستين مسكينًا:
1. في شهر رمضان المبارك: وذلك لأن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والمغفرة.
2. في يوم عرفة: وذلك لأن يوم عرفة هو يوم عظيم عند المسلمين وهو يوم مغفرة الذنوب.
3. في يوم عاشوراء: وذلك لأن يوم عاشوراء هو يوم نجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون.
4. في يوم الجمعة: وذلك لأن يوم الجمعة هو يوم عيد للمسلمين وهو يوم مغفرة الذنوب.
5. في المناسبات السعيدة: وذلك مثل الزواج والولادة والشفاء من المرض.
سادسًا: فوائد إطعام ستين مسكينًا للمجتمع:
1. القضاء على الفقر والجوع: وذلك لأن إطعام المساكين يساعد على توفير الغذاء لهم ويقيهم من الجوع والفقر.
2. نشر روح التكافل الاجتماعي: وذلك لأن إطعام المساكين يعزز روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ويساعد على إشاعة المحبة والرحمة بينهم.
3. نشر ثقافة الخير والإحسان: وذلك لأن إطعام المساكين يعزز ثقافة الخير والإحسان في المجتمع ويشجع الناس على مساعدة المحتاجين.
سابعًا: قصص واقعية عن فضل إطعام ستين مسكينًا:
1. قصة الرجل الذي أطعم ستين مسكينًا وكان له جنة: روى الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن عنبسة قال: “كان رجل يطعم ستين مسكينًا كل يوم، وكان له جنة فيها قصر من ذهب، فبينما هو واقف في جنته إذ جاءه ملك الموت، فقال له: يا عبد الله، إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: ادخل الجنة. قال: يا ملك الموت، دعني حتى أودّع أهلي وأولادي. قال: لا، إنك لن تخرج منها أبدًا. فدخل الجنة وهو يقول: الحمد لله الذي أطعموني ستين مسكينًا كل يوم”.
2. قصة المرأة التي أطعمت ستين مسكينًا وكان لها عتق رقبة: روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “امرأة دخلت النار فأخرجها ستون مسكينًا أطعمتهم التمر”.
3. قصة الرجل الذي أطعم ستين مسكينًا وزاد الله في رزقه: روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم ستين مسكينًا زاد الله في رزقه وضاعف له في ماله”.
الخاتمة:
إن إطعام ستين مسكينًا من الأعمال الخيرية التي لها فضل عظيم وثواب جزيل عند الله عز وجل، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث التي تحث على إطعام الطعام للمحتاجين والفقراء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم ستين مسكينًا كان له عند الله جنة أو عتق رقبة أو اعتَق رقبة، فأعتقَ الله منه ستين رقبة”.