الإيمان هو الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، وهو شرط أساسي لدخول الجنة. وهناك مراتب مختلفة للإيمان، وهي تبدأ من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إلى الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من أحكام وتعاليم.
وللإيمان درجات ومراتب متعددة، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز بعض هذه المراتب في قوله: “والذين آمنوا أشد حباً لله”، فالإيمان يزداد بالقرب من الله تعالى والاستجابة لأوامره ونواهيه، وفي الحديث الشريف “الإيمان يزيد وينقص”.
وفي هذا المقال، سوف نتعرف على أعلى مراتب الإيمان، وما هي الصفات التي يتحلى بها المؤمن الذي بلغ هذه الدرجة العالية من الإيمان.
1. الإيمان بالغيب
أولى درجات الإيمان وأعلاها هو الإيمان بالغيب، وذلك بالإيمان بكل ما أخبرنا الله ورسوله به من أمور الغيب، مثل الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وهذا النوع من الإيمان يتطلب من المؤمن أن يسلم بكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن يوقن بأن هذه الأمور حق، وإن لم يكن يدركها بحواسه.
2. اليقين
الدرجة الثانية من الإيمان هي اليقين، وهو معرفة قلبية جازمة لا يشوبها شك ولا تردد، بأن الله تعالى واحد أحد، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل عليه.
وهذه المعرفة القلبية الجازمة لا تقوم على الأدلة والبراهين العقلية فحسب، بل تقوم أيضاً على الإيمان والإذعان بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى ولو كان مخالفاً للعقل والعادة.
3. الإخلاص
الدرجة الثالثة من الإيمان هي الإخلاص، وهو أن يكون المؤمن مخلصاً في عبادته لله تعالى، وأن يكون عمله كله لله وحده لا شريك له، وأن لا يبتغي بذلك ثناء الناس أو مدحهم أو أي غرض دنيوي آخر.
والمخلص هو الذي لا يشرك مع الله أحداً في عبادته، ولا يطلب من غيره حاجة أو غوثاً أو دعاء، ولا يرجو من غيره ثواباً أو جزاء، بل يكون عمله كله خالصاً لوجه الله تعالى وحده.
4. الخوف من الله تعالى
الدرجة الرابعة من الإيمان هي الخوف من الله تعالى، وهو خوف المؤمن من عقاب الله تعالى، ومن الوقوع في سخطه وغضبه، وذلك بسبب تقصيره في طاعته أو مخالفته لأوامره ونواهيه.
وهذا الخوف هو خوف محبة وخشية، لا خوف مذلة وإهانة، فهو خوف يمنع المؤمن من الوقوع في المعاصي والذنوب، ويحثه على طاعة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات والعبادات.
5. الرجاء في الله تعالى
الدرجة الخامسة من الإيمان هي الرجاء في الله تعالى، وهو رجاء المؤمن في رحمة الله تعالى ومغفرته وعفوه، وذلك بسبب حسناته وعمله الصالح، حتى ولو كان مقصراً في طاعة الله تعالى أو مخالفاً لأوامره ونواهيه.
وهذا الرجاء هو رجاء محبة وتعلق، لا رجاء طمع واستكبار، فهو رجاء يحث المؤمن على العفو والصفح عن الناس، ويدعوه إلى التفاؤل والاطمئنان والثقة بأن الله تعالى سيتقبل توبته ويغفر له ذنوبه.
6. الحب في الله تعالى
الدرجة السادسة من الإيمان هي الحب في الله تعالى، وهو حب المؤمن لله تعالى حباً خالصاً لا يشوبه أي غرض دنيوي، وذلك بسبب معرفته لله تعالى وصفاته الكاملة، وإيمانه بأن الله تعالى هو المستحق وحده للحب والتقديس والتعظيم.
وهذا الحب هو حب محبة واشتياق، لا حب شهوة وعبادة، وهو حب يدفع المؤمن إلى طاعة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات والعبادات، ويدعوه إلى نشر الخير والمحبة والسلام بين الناس.
7. المحبة لله تعالى فوق كل شيء
الدرجة السابعة من الإيمان وأعلاها هي المحبة لله تعالى فوق كل شيء، حتى فوق الحب للنفس والمال والولد والزوجة والأهل والأصدقاء، وذلك بسبب معرفة المؤمن بأن الله تعالى هو المستحق وحده للحب والتقديس والتعظيم.
وهذا الحب هو حب محبة مطلقة لا حدود لها، وهو حب ينطوي على الخضوع والطاعة والتسليم والإذعان، وهو حب يدفع المؤمن إلى التضحية بكل شيء في سبيل الله تعالى، حتى ولو كان ذلك النفس أو المال أو الولد أو الزوجة أو الأهل أو الأصدقاء.
الخاتمة
الإيمان هو الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، وهو شرط أساسي لدخول الجنة. وهناك مراتب مختلفة للإيمان، تبدأ من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إلى الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من أحكام وتعاليم.
وفي هذا المقال، تعرفنا على أعلى مراتب الإيمان، وما هي الصفات التي يتحلى بها المؤمن الذي بلغ هذه الدرجة العالية من الإيمان. وهذه المراتب هي: