أفضل صوت قرآن
مقدمة
يعتبر القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وقد أنزل الله القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على فترات متقطعة دامت 23 عامًا، وقد تم تدوينه في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومنذ ذلك الحين والمسلمون يتدارسون القرآن الكريم ويتعبدون بتلاوته، ويعتبر تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على تلاوته وتدبره، قال تعالى: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا” (المزمل: 4)، وقال تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” (محمد: 24).
أسباب تفضيل بعض القراء على غيرهم
هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض القراء مفضلين على غيرهم في تلاوة القرآن الكريم، ومن أهم هذه الأسباب:
حسن الصوت وجودة الأداء: يتمتع القراء المفضلون بحسن الصوت وجودة الأداء، مما يجعل تلاوتهم للقرآن الكريم أكثر تأثيرًا في النفوس، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من نبي إلا وقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود، فحسنوا أصواتكم بالقرآن فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا” (رواه أبو داود والترمذي).
التجويد وإتقان مخارج الحروف: يهتم القراء المفضلون بالتجويد وإتقان مخارج الحروف، مما يجعل تلاوتهم للقرآن الكريم أكثر وضوحًا ودقة، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “زينوا القرآن بأصواتكم” (رواه أحمد والترمذي).
التحسين والتجميل: يضيف القراء المفضلون إلى تلاوتهم للقرآن الكريم بعض التحسينات والتجميلات، مثل الترنم والتغني بالقرآن الكريم، مما يزيد في تأثيره في النفوس، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتغنَّ بِالْقُرْآنِ” (رواه أحمد والترمذي).
أفضل القراء في التاريخ الإسلامي
هناك العديد من القراء الذين اشتهروا بحسن أصواتهم وجودة أدائهم في تلاوة القرآن الكريم، ومن أشهر هؤلاء القراء:
الإمام الشاطبي: هو أحد أشهر القراء في التاريخ الإسلامي، ويعتبر من مؤسسي علم التجويد، وقد ألف كتابًا في هذا العلم سماه “حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع”، وقد كان الإمام الشاطبي يتمتع بحسن الصوت وجودة الأداء، وكان يقرأ القرآن الكريم بترتيل وتغني، وقد قال عنه الإمام الذهبي: “كان حسن الصوت، جليل القدر، عالي الذكر، مشهورًا بالعلم والعمل”.
الإمام الجزري: هو أحد أشهر القراء في التاريخ الإسلامي أيضًا، ويعتبر من أشهر علماء التجويد، وقد ألف كتابًا في هذا العلم سماه “النشر في القراءات العشر”، وقد كان الإمام الجزري يتمتع بحسن الصوت وجودة الأداء، وكان يقرأ القرآن الكريم بترتيل وتغني، وقد قال عنه الإمام ابن كثير: “كان حسن الصوت، جليل القدر، عالي الذكر، مشهورًا بالعلم والعمل”.
القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي: هو أحد أشهر القراء في العصر الحديث، وقد اشتهر بحسن صوته وجودة أدائه في تلاوة القرآن الكريم، وكان الشيخ المنشاوي يقرأ القرآن الكريم بترتيل وتغني، وقد قال عنه الشيخ الشعراوي: “كان الشيخ المنشاوي معجزة من معجزات الله تعالى، وقد وهبه الله صوتًا حسنًا وجودة أداء”.
أفضل القراء المعاصرين
القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد: هو أحد أشهر القراء المعاصرين، وقد اشتهر بحسن صوته وجودة أدائه في تلاوة القرآن الكريم، ويتميز الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بصوته الجهوري القوي، وقد قال عنه الشيخ الشعراوي: “كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد معجزة من معجزات الله تعالى، وقد وهبه الله صوتًا حسنًا وجودة أداء”.
القارئ الشيخ محمود خليل الحصري: هو أحد أشهر القراء المعاصرين أيضًا، وقد اشتهر بحسن صوته وجودة أدائه في تلاوة القرآن الكريم، ويتميز الشيخ محمود خليل الحصري بصوته العذب الشجي، وقد قال عنه الشيخ الشعراوي: “كان الشيخ محمود خليل الحصري معجزة من معجزات الله تعالى، وقد وهبه الله صوتًا حسنًا وجودة أداء”.
القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي: هو أحد أشهر القراء المعاصرين أيضًا، وقد اشتهر بحسن صوته وجودة أدائه في تلاوة القرآن الكريم، ويتميز الشيخ محمد صديق المنشاوي بصوته الرخيم العذب، وقد قال عنه الشيخ الشعراوي: “كان الشيخ محمد صديق المنشاوي معجزة من معجزات الله تعالى، وقد وهبه الله صوتًا حسنًا وجودة أداء”.
أهمية الاستماع إلى القرآن الكريم
يعتبر الاستماع إلى القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على الاستماع إلى القرآن الكريم، قال تعالى: “فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الأعراف: 204)، وقال تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الأعراف: 204)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري ومسلم).
فضل الاستماع إلى القرآن الكريم
هناك العديد من الفضائل التي تعود على من يستمع إلى القرآن الكريم، ومن أهم هذه الفضائل:
زيادة الإيمان وتقوية اليقين: الاستماع إلى القرآن الكريم يزيد من إيمان العبد ويقينه، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وقد قال تعالى: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” (الإسراء: 9).
غفران الذنوب ومحو الخطايا: الاستماع إلى القرآن الكريم يغفر الذنوب ويمحو الخطايا، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وقد قال تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء: 82).
دخول الجنة: الاستماع إلى القرآن الكريم يدخل العبد الجنة، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وقد قال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا” (النساء: 122).
الخلاصة
إن تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه، فينبغي على المسلم أن يحرص على تلاوة القرآن الكريم يوميًا وأن يتدبر معانيه، وأن يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت حسن، وأن يقرأ القرآن الكريم في الصلاة وفي غير الصلاة، وأن يجعله قرين حياته وأنس جليسه.