التجاهل والاهمال

التجاهل والاهمال

المقدمة

التجاهل والاهمال يعدان من أكثر الأمور السلبية التي يمكن أن تحدث في العلاقة بين شخصين، سواء كانت علاقة زوجية أو علاقة صداقة أو علاقة عائلية، حيث إن التجاهل هو نقيض الاهتمام، ويؤثر سلبًا على نفسية الطرف المتجاهل والطرف الذي يتعرض للتجاهل، لذلك فإنه من الضروري معرفة الأسباب والدوافع التي تكمن وراء حدوث التجاهل أو الاهمال، وكيفية التغلب عليها من أجل الحفاظ على العلاقات الاجتماعية السليمة.

أسباب التجاهل والاهمال

1. فقدان الاهتمام:

قد يكون فقدان الاهتمام بالطرف الآخر هو السبب الرئيسي لحدوث التجاهل والاهمال، والذي يحدث نتيجة الملل والروتين في العلاقة، أو نتيجة ظهور شخص آخر أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام.

كما يمكن أن يكون بسبب تغير الظروف والحالات المحيطة، مثل تغير الحالة المادية أو الاجتماعية أو الصحية لأحد الطرفين، مما يتسبب في حدوث فجوة بينهما.

2. الخلافات والمشاكل:

الخلافات والمشاكل التي تحدث بين الأشخاص، والتي قد تكون بسبب اختلاف وجهات النظر أو الآراء أو بسبب سوء التفاهم، يمكن أن تؤدي إلى حدوث التجاهل والاهمال.

ففي كثير من الأحيان، يتجاهل أحد الطرفين الطرف الآخر كنوع من العقاب أو الانتقام، أو كوسيلة للتعبير عن الغضب أو الاستياء.

3. ضغوط الحياة اليومية:

ضغوط الحياة اليومية المتزايدة، مثل ضغوط العمل أو الدراسة أو المشاكل المالية أو الصحية، يمكن أن تؤدي إلى التجاهل والاهمال.

فتلك الضغوط تجعل لدى الأشخاص وقتًا أقل للآخرين، وقد تؤدي إلى انشغالهم بأمورهم الشخصية، مما يجعلهم يتجاهلون أو يهملون احتياجات الآخرين.

4. مشاكل نفسية:

يمكن أن تكون المشاكل النفسية التي يعاني منها أحد الطرفين، مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الشخصية، سببًا في التجاهل والاهمال.

فالأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل النفسية غالبًا ما يكون لديهم صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو في تكوين علاقات اجتماعية صحية.

5. اختلاف توقعات الطرفين:

اختلاف توقعات الطرفين من العلاقة قد يؤدي إلى التجاهل والاهمال، فكل طرف يتوقع من الآخر أن يتصرف وفقًا لتوقعاته الخاصة.

فعندما لا تتحقق توقعات أحد الطرفين، قد يشعر بالإحباط والغضب، مما قد يؤدي إلى التجاهل أو الاهمال.

6. الإهمال العاطفي:

الإهمال العاطفي هو أحد أشكال التجاهل والاهمال التي يمكن أن تحدث في العلاقات، والتي تتمثل في عدم تقديم الدعم العاطفي أو الرعاية أو الحنان للطرف الآخر.

وقد يكون هذا الإهمال مقصودًا أو غير مقصود، ولكنه يؤثر سلبًا على نفسية الطرف الذي يتعرض له.

7. السلوك العدواني السلبي:

السلوك العدواني السلبي هو أحد أشكال التجاهل والاهمال التي يمكن أن تحدث في العلاقات، والتي تتمثل في إظهار الغضب أو الاستياء من خلال سلوكيات غير مباشرة، مثل التجاهل أو الصمت أو التهرب من المسؤوليات.

وهذا السلوك يكون أكثر ضررًا من السلوك العدواني المباشر، لأنه يجعل من الصعب حل المشاكل والتغلب على الخلافات.

تأثير التجاهل والاهمال على النفس

1. انعدام الثقة بالنفس:

التجاهل والاهمال يمكن أن يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس لدى الطرف الذي يتعرض له، حيث يشعر بأنه غير مرغوب فيه أو غير مهم بالنسبة للطرف الآخر.

وقد يؤدي ذلك إلى ضعف تقدير الذات والشعور بالدونية والانطواء الاجتماعي.

2. الاكتئاب والقلق:

التجاهل والاهمال يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق لدى الطرف الذي يتعرض له، حيث يشعر بالوحدة والحزن واليأس.

وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات النوم والشهية وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل.

3. مشاكل جسدية:

التجاهل والاهمال يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جسدية لدى الطرف الذي يتعرض له، مثل الصداع والآلام العضلية واضطرابات الجهاز الهضمي.

وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى انخفاض المناعة وتعرض الجسم للأمراض والالتهابات.

كيف تتغلب على التجاهل والاهمال؟

1. حدد أسباب التجاهل والاهمال:

الخطوة الأولى للتغلب على التجاهل والاهمال هي تحديد أسباب حدوثه، سواء كانت أسبابًا خارجية مثل ضغوط الحياة اليومية أو أسبابًا داخلية مثل الخلافات والمشاكل.

بمجرد تحديد الأسباب، يمكنك البدء في اتخاذ خطوات لمعالجتها والتغلب عليها.

2. عبر عن مشاعرك بصراحة:

إذا كنت تشعر بالتجاهل أو الاهمال، فمن المهم أن تعبر عن مشاعرك بصراحة مع الطرف الآخر، سواء كان شريكك أو صديقك أو أحد أفراد عائلتك.

تحدث معه بهدوء واحترام، واشرح له كيف يؤثر تجاهله أو إهماله عليك.

3. حاول إيجاد حلول مشتركة:

بعد التعبير عن مشاعرك، حاول إيجاد حلول مشتركة مع الطرف الآخر من أجل التغلب على التجاهل والاهمال.

ناقش معه الحلول الممكنة وكيفية تطبيقها، وتأكد من أن الحلول مرضية للطرفين.

4. خذ بعض الوقت لنفسك:

إذا كنت تشعر بالإرهاق والتعب بسبب التجاهل والاهمال، فمن المهم أن تأخذ بعض الوقت لنفسك من أجل الاسترخاء والراحة.

مارس أنشطة تساعدك على تهدئة أعصابك وتقليل التوتر، مثل التأمل أو اليوجا أو ممارسة الرياضة.

5. ابحث عن الدعم الاجتماعي:

إذا كنت تشعر بأنك وحيدًا وتعاني من التجاهل والاهمال، فلا تتردد في طلب الدعم الاجتماعي من الأصدقاء أو العائلة أو المعالج النفسي.

تحدث معهم عن مشاعرك واحصل على الدعم الذي تحتاجه من أجل التغلب على هذه المشاعر السلبية.

6. اعمل على بناء علاقة صحية:

إذا كنت في علاقة مع شخص يتجاهلك أو يهملك باستمرار، فمن المهم أن تعمل على بناء علاقة صحية معه.

تحدث معه عن توقعاتك واحتياجاتك، وتأكد من أنه على استعداد لتلبية هذه التوقعات والاحتياجات.

7. لا تخف من إنهاء العلاقة:

إذا كانت العلاقة التي أنت فيها لا يمكن إصلاحها، فلا تخف من إنهاءها.

البقاء في علاقة غير صحية يمكن أن يكون أكثر ضررًا من تركها، لذلك فمن المهم أن تتخذ القرار الذي يناسبك ويحافظ على صحتك النفسية.

الخاتمة

التجاهل والاهمال من المشاكل شائعة التي يمكن أن تحدث في أي نوع من العلاقات، لكن من المهم معرفة أسبابها وكيفية التغلب عليها من أجل الحفاظ على العلاقات الاجتماعية السليمة. إذا كنت تعاني من التجاهل أو الاهمال، فمن المهم أن تتحدث مع الطرف الآخر وتعبّر عن مشاعرك بصراحة، وأن تحاول إيجاد حلول مشتركة للتغلب على هذه المشكلة. إذا لم تنجح هذه الحلول، فلا تخف من إنهاء العلاقة من أجل الحفاظ على صحتك النفسية.

أضف تعليق