المقدمة
أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي شاعر عربي، يعتبر من أشهر الشعراء في تاريخ الأدب العربي، وقد لُقب بالمتنبي لادعائه النبوة، واشتهر المتنبي بشعره الحكيم الذي تميز بالعمق والجزالة والصور البلاغية القوية، وقد تناول المتنبي في شعره العديد من الموضوعات كالحكمة والحب والمدح والهجاء والرثاء.
فصاحة وإبداع في شعر المتنبي
اتسم شعر المتنبي بالإبداع والابتكار، فقد كان ماهرًا في استخدام الصور البيانية والتشبيهات والاستعارات، كما كان قادرًا على التعبير عن أفكاره ومشاعره بلغة فصيحة وواضحة، ويُعد المتنبي من أكثر الشعراء العرب استخدامًا للمجاز والاستعارات، فقد كان قادرًا على استخدامها بشكل مبتكر وجديد، مما أضفى على شعره جمالًا وعمقًا.
حكم المتنبي قمة في البلاغة والفصاحة
تميز شعر المتنبي بالحكمة، وكان يستخدمه لتقديم النصائح والإرشادات، وقد أصبحت بعض حكمه وأقواله من الأمثال الشعبية المتداولة، مثل قوله: “وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام”، وقوله: “واعلم بأنك بعد الموت لاقيه فانظر بعينيك ما تبصر به رمش”، وقوله: “أرى الناس قد أحبوا الذين أحبهم ولا سيما أهل العراقين والعجم”، وقوله: “أرى صورةً حسناءَ ليست بطالعةٍ وما أمرُ صُورٍ إنْ لم تُبْدِ الصَّوَرُ”، وقوله: “وخير جليس في الزمان كتابٌ، وشرّ عدوٍ في الزمان خليل”.
الحكمة في شعر المتنبي ثرية ومتنوعة
تناولت حكم المتنبي العديد من الجوانب الحياتية، كالسياسة والحرب والموت والصداقة والحب، كما تناولت بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومن حكمه في هذا الصدد قوله: “ومن ذا الذي ما ساءهُ سوءُ حاله”، وقوله: “لو كان يُنفعُني بث اللَّعنِ لعنْتُهم”، وقوله: “كما تدين تُدانُ”، وقوله: “كُلُّ فَتًىً مِنْ نَوْعِ مَا تَجْعَلُهُ فَكُلُّ شَيْءٍ مَا حَوَى قَدْ حَاوَرَا”، وقوله: “على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعلم ما في القلب إلاّ ذوي النهى ولا علم إلا ما علمت العواقب”.
حكم المتنبي تعالج وتحفز العقول
تتميز حكم المتنبي بأنها تعالج وتحفز العقول، وتدعو إلى التأمل والتفكير، وقد تأثر العديد من الشعراء والكتاب بحكمه وأقواله، كما استخدمت بعض حكمه في الدراسات والبحوث العلمية، ومن حكمه في هذا الصدد قوله: “وما الدّهرُ إلاّ ليلةٌ قصيرةٌ إذا جنَّ أخلدَ بالأُلى لم يَنِمْ فيها”، وقوله: “كفى بك داءً أن ترى الموتَ شافيًا وحسبُ المنايا أن يكنّ أمانيا”، وقوله: “إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا”، وقوله: “إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا”، وقوله: “ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوًا له ما من صداقته بد”.
الخيال والإبداع ركيزتان أساسيتان في شعر المتنبي
تميز شعر المتنبي بخياله الخصب وإبداعه الواسع، فقد كان قادرًا على ابتكار صور شعرية جديدة ومدهشة، كما كان قادرًا على استخدام اللغة العربية بطريقة مبتكرة وجديدة، ويُعد المتنبي من أكثر الشعراء العرب استخدامًا للمجاز والاستعارات، فقد كان قادرًا على استخدامها بشكل مبتكر وجديد، مما أضفى على شعره جمالًا وعمقًا، ومن حكمه في هذا الصدد قوله: “فما السعي إلا خبَرٌ عن قصورنا وما الحظ إلا شاهد لغرورنا”، وقوله: “عجبتُ لمَن يرجو الحياةَ سرورَهُ وإِنَّ الحياةَ الموتُ غير مؤخرِ”، وقوله: “إذا لم تكن في الناس إلاّ معاشِرًا فبعدك خيرٌ من دنوكَ وقد قربَا”، وقوله: “عليَّ زماني بالأنامل ناعسٌ ولا خمر عندي أشربها في سُهيل”.
حِكَم المتنبي سُلمٌ من الكلمات إلى الحقيقة
تُعد حكم المتنبي سلمًا من الكلمات إلى الحقيقة، حيث أنها تقدم رؤية عميقة ودقيقة لحياة الإنسان، وتساعد على فهم الحياة بطريقة أفضل، وقد تأثر العديد من الشعراء والكتاب بحكمه وأقواله، كما استُخدمت بعض حكمه في الدراسات والبحوث العلمية، ومن حكمه في هذا الصدد قوله: “وإذا أتى الأحمقُ مُلكًا فإنما ما فعلهُ حتفُ الصغيرِ بوالدهِ”، وقوله: “إذا لم تستطع شيئًا فدعهُ وجاوزهُ إلى ما تستطيعهِ”، وقوله: ” إذا المرءُ أعياهُ المقامُ بأرضهِ فلا بدَّ يوماً أنْ يكون له وطنٌ”، وقوله: “وإذا أردتَ مجداً ليس يُدركهُ فما أنتَ مجدٌ في الذي يطلبُ النَّاسُ”.
الخاتمة
يُعد المتنبي من أهم الشعراء العرب الذين أثروا في الأدب العربي، وقد تميز شعره بالحكمة والجزالة والصور البلاغية القوية، وقد تناول المتنبي في شعره العديد من الموضوعات كالحكمة والحب والمدح والهجاء والرثاء، وقد أصبحت بعض حكمه وأقواله من الأمثال الشعبية المتداولة، وقد تأثر العديد من الشعراء والكتاب بحكمه وأقواله، كما استُخدمت بعض حكمه في الدراسات والبحوث العلمية.