الشيخ سعيد مسفر القحطاني
مقدمة:
الشيخ سعيد مسفر القحطاني، أحد أبرز علماء الدين الإسلامي في المملكة العربية السعودية. ولد عام 1928م في محافظة بيشة، وتلقى تعليمه الديني في معاهد ومدارس المملكة، ثم حصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة أم القرى. شغل العديد من المناصب الدينية والعلمية الرفيعة، من بينها إمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس جامعة أم القرى، وعضو مجلس الشورى السعودي. كما كان عضواً في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ورابطة العالم الإسلامي. عرف عنه علمه الغزير، وورعه وتقواه، واعتداله في الفتوى، ودعوته إلى الوسطية والاعتدال.
مسيرته العلمية:
1- نشأته وتعليمه:
ولد الشيخ سعيد مسفر القحطاني في محافظة بيشة عام 1928م. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيب القرية. ثم انتقل إلى مدينة الرياض للدراسة في معهد إعداد الدعاة، وتخرج منه عام 1954م. ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج منها عام 1958م.
2- الدراسات العليا:
بعد تخرجه من كلية الشريعة، التحق الشيخ سعيد مسفر القحطاني بجامعة أم القرى في مكة المكرمة لدراسة الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية. حصل على درجة الماجستير عام 1962م، ثم درجة الدكتوراه عام 1965م. وكانت أطروحته للدكتوراه بعنوان “أحكام الجنايات في الشريعة الإسلامية”.
3- التدريس والبحث العلمي:
بعد حصوله على الدكتوراه، عُين الشيخ سعيد مسفر القحطاني مدرساً في كلية الشريعة في جامعة أم القرى. ثم ترقى في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذاً متفرغاً. شغل منصب رئيس قسم الشريعة، ثم عميد كلية الشريعة، ثم وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية. كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
مناصبه الدينية والعلمية:
1- إمام وخطيب المسجد الحرام:
في عام 1979م، عُين الشيخ سعيد مسفر القحطاني إماماً وخطيباً للمسجد الحرام في مكة المكرمة. شغل هذا المنصب لمدة 10 سنوات، حتى عام 1989م. وخلال هذه الفترة، كان يخطب الجمعة في المسجد الحرام، ويصلي بالناس صلاة الجماعة.
2- رئيس جامعة أم القرى:
في عام 1989م، عُين الشيخ سعيد مسفر القحطاني رئيساً لجامعة أم القرى في مكة المكرمة. شغل هذا المنصب لمدة 12 عاماً، حتى عام 2001م. وخلال هذه الفترة، شهدت الجامعة تطوراً كبيراً على جميع الأصعدة الأكاديمية والعلمية والبحثية.
3- عضو مجلس الشورى السعودي:
في عام 2001م، عُين الشيخ سعيد مسفر القحطاني عضواً في مجلس الشورى السعودي. شغل هذا المنصب لمدة 10 سنوات، حتى عام 2011م. وخلال هذه الفترة، كان يشارك في مناقشة القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية التي تهم المملكة العربية السعودية.
آراؤه ومواقفه:
1- الوسطية والاعتدال:
كان الشيخ سعيد مسفر القحطاني يدعو إلى الوسطية والاعتدال في الفتوى والخطاب الديني. وكان يرى أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، وأن عليه أن يبتعد عن التطرف والغلو.
2- الحوار بين الأديان:
كان الشيخ سعيد مسفر القحطاني من الداعين إلى الحوار بين الأديان والثقافات. وكان يرى أن الحوار هو أفضل وسيلة لنشر السلام والتفاهم بين الشعوب.
3- تجديد الخطاب الديني:
كان الشيخ سعيد مسفر القحطاني يدعو إلى تجديد الخطاب الديني بما يتلاءم مع العصر الحديث. وكان يرى أن الخطاب الديني يجب أن يكون مواكباً للتطورات العلمية والاجتماعية التي يشهدها العالم.
إسهاماته العلمية:
1- التأليف:
ألف الشيخ سعيد مسفر القحطاني العديد من الكتب في مجال الشريعة الإسلامية، من بينها: “أحكام الجنايات في الشريعة الإسلامية”، و”القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية”، و”الأدلة الشرعية في الشريعة الإسلامية”.
2- البحوث العلمية:
نشر الشيخ سعيد مسفر القحطاني العديد من البحوث العلمية في مجلات علمية محكمة، من بينها: “دليل القاضي في الفقه الإسلامي”، و”الاجتهاد في الشريعة الإسلامية”، و”الفتوى في الشريعة الإسلامية”.
3- الدعوة والإرشاد:
كان الشيخ سعيد مسفر القحطاني من الدعاة إلى الله تعالى. وكان يلقي المحاضرات والخطب في المساجد والجامعات والمنتديات الدينية. كما كان يشارك في المؤتمرات والندوات الإسلامية داخل المملكة وخارجها.
وفاته:
توفي الشيخ سعيد مسفر القحطاني في مدينة مكة المكرمة عام 2017م، عن عمر يناهز 89 عاماً. وترك خلفه إرثاً علمياً ودعوياً كبيراً، أفاد منه المسلمون في جميع أنحاء العالم.
الخاتمة:
كان الشيخ سعيد مسفر القحطاني عالماً جليلاً، وداعيةً إلى الله تعالى، ومصلحاً اجتماعياً. شغل العديد من المناصب الدينية والعلمية الرفيعة، وأسهم في نشر العلم والمعرفة والفكر الإسلامي الوسطي المعتدل في جميع أنحاء العالم. ترك خلفه إرثاً علمياً ودعوياً كبيراً، أفاد منه المسلمون في جميع أنحاء العالم.