الفتوى بغير علم
مقدمة
الفتوى هي إبداء الرأي الشرعي في مسألة معينة، وهي من أهم وسائل هداية المسلمين وتبصيرهم بأحكام دينهم، وقد حث الإسلام على طلب العلم والفتوى، وجعل ذلك من أفضل القربات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة”.
أسباب الفتوى بغير علم
1. الجهل: الجهل بأحكام الدين من أهم أسباب الفتوى بغير علم، وقد يقع الجهل بأحكام الدين بسبب عدم الدراسة أو عدم فهم النصوص الدينية أو عدم الاستفادة من العلماء.
2. التعصب: التعصب المذهبي أو الحزبي أو القومي قد يدفع بعض الناس إلى إصدار فتاوى غير صحيحة من أجل خدمة أغراضهم الخاصة.
3. حب الشهرة: قد يفتي بعض الناس بغير علم من أجل كسب الشهرة والظهور في وسائل الإعلام، وقد يكون هذا الدافع وراء بعض الفتاوى الغريبة التي نسمع عنها.
4. حب المال: قد يفتي بعض الناس بغير علم مقابل الحصول على المال أو المنفعة، وقد يكون هذا الدافع وراء بعض الفتاوى التي تُبيح ما حرم الله أو تحرم ما أحل الله.
5. الخوف: قد يفتي بعض الناس بغير علم خوفًا من بطش الحكام أو السلطات، وقد يكون هذا الدافع وراء بعض الفتاوى التي تُبيح الظلم والطغيان.
6. التقليد الأعمى: قد يفتي بعض الناس بغير علم تقليدًا لأشخاص أو جماعات معينة، وقد يكون هذا الدافع وراء بعض الفتاوى التي تُبيح البدع والخرافات.
7. الاستهزاء بالدين: قد يفتي بعض الناس بغير علم من أجل الاستهزاء بالدين أو تشويه صورته، وقد يكون هذا الدافع وراء بعض الفتاوى التي تُبيح الفواحش والمنكرات.
أضرار الفتوى بغير علم
1. تضليل الناس: الفتوى بغير علم تضلل الناس وتجعلهم يعتقدون أن ما يُفتي به هو حكم الله، وقد يؤدي ذلك إلى ارتكاب المعاصي والابتعاد عن طاعة الله.
2. إفساد الدين: الفتوى بغير علم تُفسد الدين وتشوه صورته، وقد تؤدي إلى ابتعاد الناس عن الإسلام أو كرههم له.
3. إشعال الفتن: الفتوى بغير علم تُشعل الفتن بين المسلمين وتفرق بينهم، وقد تؤدي إلى الحروب والاقتتال والنزاعات.
4. إضعاف المسلمين: الفتوى بغير علم تُضعف المسلمين وتجعلهم فريسة سهلة لأعدائهم، وقد تؤدي إلى استعمارهم ونهب ثرواتهم.
5. إساءة إلى العلماء: الفتوى بغير علم تُسيء إلى العلماء وتجعلهم محل سخرية واستهزاء، وقد تؤدي إلى انصراف الناس عنهم وعدم الاستفادة من علمهم.
6. إهانة للإسلام: الفتوى بغير علم تُهين الإسلام وتجعله محل سخرية واستهزاء، وقد تؤدي إلى كره الناس له وعدم قبولهم به.
7. عذاب يوم القيامة: الفتوى بغير علم تُعذب صاحبها يوم القيامة، وقد توعد الله الذين يفتون بغير علم بعذاب شديد.
حكم الفتوى بغير علم
الفتوى بغير علم حرام شرعًا، وقد توعد الله الذين يفتون بغير علم بعذاب شديد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض”.
شروط المفتي
1. العلم بأحكام الدين: يجب أن يكون المفتي عالماً بأحكام الدين من خلال دراسة العلوم الشرعية والتخصص فيها.
2. الفهم الصحيح للنصوص الدينية: يجب أن يكون المفتي قادرًا على فهم النصوص الدينية بشكل صحيح واستنباط الأحكام منها.
3. الإتقان للأصول والقواعد الفقهية: يجب أن يكون المفتي متقنًا للأصول والقواعد الفقهية التي تساعده على استنباط الأحكام من النصوص الدينية.
4. القدرة على التعامل مع الواقع: يجب أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع الواقع والتطبيق العملي للأحكام الشرعية على وقائع الحياة المختلفة.
5. القدرة على التعبير عن الرأي بشكل واضح: يجب أن يكون المفتي قادرًا على التعبير عن رأيه بشكل واضح ومفهوم للناس.
آداب المفتي
1. التواضع: يجب أن يكون المفتي متواضعًا ولا يتكبر على الناس، وأن يتعامل معهم بلطف ورحمة.
2. الإنصاف: يجب أن يكون المفتي منصفًا ولا يميل إلى طرف دون آخر، وأن يحكم بالعدل والإنصاف بين الناس.
3. الحكمة: يجب أن يكون المفتي حكيمًا، وأن يتجنب إصدار فتاوى متطرفة أو متشددة، وأن يراعي المصالح والمفاسد في فتواه.
4. مراعاة الواقع: يجب أن يكون المفتي مراعيًا للواقع، وأن يراعي الظروف والأحوال التي يعيش فيها الناس عند إصدار فتواه.
5. عدم التعصب: يجب أن يكون المفتي غير متعصب لمذهبه أو حزبه أو جماعته، وأن يفتي بما يقتضيه الدليل الشرعي بغض النظر عن انتماءاته.
الخلاصة
الفتوى بغير علم حرام شرعًا، وهي من أعظم الجرائم التي يمكن أن يرتكبها الإنسان، وقد توعد الله الذين يفتون بغير علم بعذاب شديد، لذلك يجب على الناس الحذر من الفتاوى التي تصدر عن غير العلماء، وأن يتأكدوا من صحة المعلومات التي يتلقونها من خلال الرجوع إلى العلماء الموثوقين.