القناعه اقوال

المقدمة:

إن القناعة هي حالة نفسية وعقلية يدرك فيها الشخص حدود قدراته وإمكانياته ويتقبل وضعه الحالي دون تذمر أو شكوى، بل على العكس يرى أن هذا الوضع هو الأفضل له وأن عليه أن يتقبله ويسعى لتحسينه. والقناعة هي فضيلة أخلاقية عظيمة لأنها تمنح الفرد القوة والشجاعة والصبر على مواجهة مشاكل الحياة وتحدياتها، كما أنها تجعله يشعر بالرضا والسعادة في حياته لأنها تحرره من القلق والتوتر.

الرضا بالقضاء والقدر:

– إن الرضا بالقضاء والقدر هو أحد أهم مظاهر القناعة، وهو يعني أن الفرد يتقبل ما يكتبه الله له سواء كان هذا الشيء ساراً أم مكروهاً، دون أن يشكو أو يتذمر، بل على العكس يشكر الله على ما أعطاه ويسأله المزيد من الخير.

– ومن أعظم مظاهر الرضا بالقضاء والقدر هو قبول الموت، فالمؤمن الحق يعلم أن الموت هو حق على كل نفس، وأن أجله مكتوب عنده الله، لذلك فهو لا يخاف الموت ولا يجزع منه، بل يستقبله برحابة صدر ورضاً تام.

– إن الرضا بالقضاء والقدر لا يعني الاستسلام للواقع أو قبول الظلم، بل يعني أن الفرد يعتمد على الله عز وجل ويؤمن بأن الله غالب على أمره، وأنه مهما جرت الأمور فإنها ستكون خيراً في النهاية.

القناعة في المال:

– إن القناعة في المال تعني أن الفرد يرضى بما قسمه الله له من مال، ولا يتطلع إلى المزيد، بل يشكر الله على ما أعطاه ويسعى لتنميته وإدارته بحكمة.

– ومن أهم مظاهر القناعة في المال هو عدم التبذير والإسراف، فالمؤمن الحق يعلم أن المال أمانة يجب أن يحفظها ويصرفها في وجوه الخير، ولا يبددها في الأمور التافهة والمحرمة.

– إن القناعة في المال لا تعني الفقر أو الحرمان، بل تعني أن الفرد يعيش في حدود دخله وينفق بحكمة وتدبير، ولا يتطلع إلى ما في أيدي الآخرين.

القناعة في الجاه والمناصب:

– إن القناعة في الجاه والمناصب تعني أن الفرد لا يتطلع إلى الشهرة والسلطة، ولا يسعى للحصول عليها بكل الطرق، بل يكتفي بما قسمه الله له من جاه ومكانة، ويسعى لإتقان عمله والنهوض به.

– ومن أهم مظاهر القناعة في الجاه والمناصب هو عدم التكبر والتعالي على الآخرين، فالمؤمن الحق يعلم أن الجاه والمناصب زائلة وأنها لا تدوم، لذلك فهو يتعامل مع الآخرين بتواضع ولطف.

– إن القناعة في الجاه والمناصب لا تعني الانعزال عن المجتمع أو عدم المشاركة في الحياة العامة، بل تعني أن الفرد يتولى المناصب ويشارك في الحياة العامة إذا كان ذلك في مصلحة المجتمع، ولكن دون أن يتعلق بها أو يتطلع إليها.

القناعة في العلم:

– إن القناعة في العلم تعني أن الفرد يرضى بما حصله من علم، ولا يتطلع إلى المزيد، بل يسعى لإتقان ما تعلمه ونشره بين الناس.

– ومن أهم مظاهر القناعة في العلم هو عدم التكبر على الآخرين أو التقليل من شأنهم، فالمؤمن الحق يعلم أن العلم نعمة من الله عز وجل، وأن الجميع يستطيع أن يتعلم وهذا العلم لا ينتهي, وأن من تعلم منه القليل فقط لا يمكنه أن ينتقص من شأن الآخرين.

– إن القناعة في العلم لا تعني الجمود الفكري أو التوقف عن التعلم، بل تعني أن الفرد يواصل التعلم والتزود بالمعارف المختلفة دون أن يتكبر على الآخرين أو يتطلع إلى الشهرة أو السلطة.

القناعة في الزوجة والأولاد:

– إن القناعة في الزوجة والأولاد تعني أن الفرد يرضى بما قسمه الله له من زوجة وأولاد، ولا يتطلع إلى الأفضل، بل يشكر الله على ما أعطاه ويسعى لتربية أولاده على القيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة.

– ومن أهم مظاهر القناعة في الزوجة والأولاد هو حسن معاشرة الزوجة والرفق بها، وتربية الأولاد على طاعة الله عز وجل واحترام الوالدين.

– إن القناعة في الزوجة والأولاد لا تعني التهاون في تربيتهم أو التخلي عن مسؤولية رعايتهم، بل تعني أن الفرد يربي أولاده على القيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة ويسعى لتربيتهم أحسن تربية.

القناعة في الصحة:

– إن القناعة في الصحة تعني أن الفرد يرضى بما قسمه الله له من صحة، ولا يتطلع إلى المزيد، بل يشكر الله على ما أعطاه ويسعى للحفاظ عليها باتباع نمط حياة صحي سليم.

– ومن أهم مظاهر القناعة في الصحة هو الحفاظ على الصحة باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب العادات الضارة مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول.

– إن القناعة في الصحة لا تعني الاستسلام للمرض أو عدم السعي للعلاج، بل تعني أن الفرد يسعى للعلاج ويبذل قصارى جهده للحفاظ على صحته، لكنه يقبل مشيئة الله عز وجل مهما كانت النتيجة.

القناعة في النفس:

– إن القناعة في النفس تعني أن الفرد يرضى بما قسمه الله له من نفس، ولا يتطلع إلى المزيد، بل يشكر الله على ما أعطاه ويسعى لتهذيبها وتزكيتها.

– ومن أهم مظاهر القناعة في النفس هو الرضا بما قسمه الله عز وجل للفرد من صفات وقدرات ومواهب، والسعي لتنميتها واستثمارها في الخير.

– إن القناعة في النفس لا تعني الاستسلام للرذائل والعيوب، بل تعني أن الفرد يسعى لتهذيب نفسه وتزكيتها ومحاربة الرذائل والعيوب فيها.

الخاتمة:

إن القناعة فضيلة أخلاقية عظيمة لها أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع، فهي تمنح الفرد القوة والشجاعة والصبر على مواجهة مشاكل الحياة وتحدياتها، كما أنها تجعله يشعر بالرضا والسعادة في حياته لأنها تحرره من القلق والتوتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *