الكشف في المعجم عن اتقان

No images found for الكشف في المعجم عن اتقان

المقدمة

يعتبر معجم “اتقان” للعلامة جلال الدين السيوطي من أهم المعاجم اللغوية العربية، وقد حظي باهتمام كبير من العلماء واللغويين منذ ظهوره في القرن التاسع الهجري وحتى يومنا هذا.

ويتميز معجم “اتقان” بجمعه بين الدقة العلمية والشمولية، حيث يضم أكثر من 80 ألف مادة لغوية، مرتبة على حروف الهجاء، وقد اعتمد السيوطي في تأليفه على العديد من المصادر اللغوية السابقة له، مثل معجم “الصحاح” للجوهري ومعجم “اللسان” لابن منظور.

دقة المعجم في ضبط الكلمات

اهتم السيوطي في معجمه بضبط الكلمات ضبطًا دقيقًا، مستعينًا بالروايات اللغوية المعتبرة، وقد استخدم في ذلك العلامات الإعرابية والتجويدية، بالإضافة إلى علامات الترقيم الحديثة.

ومن الأمثلة على دقة المعجم في ضبط الكلمات ما ذكره السيوطي في مادة “أَحَدٌ”، حيث قال: “أَحَدٌ اسْمٌ لِما لَا يُتَجَزَّأُ صِفَةً كَانَ أَوْ نَكِرَةً وَهُوَ اسم مذكر يُصْرَفُ جَمِيعَ صِرَافِهِ حَتى يُصَغَرَ مُرَخَّمًا وَفِي التَّصْغِيرِ خِلَافٌ بَيْنَ الْبَصْرِيِّيْنَ وَالْكُوْفِيِّيْنَ”.

شمولية المعجم في معانيه

تميز معجم “اتقان” بجمعه بين المعاني اللغوية المختلفة لكلمة واحدة، وقد اهتم السيوطي بتفسير هذه المعاني وتوضيحها، مستعينًا بالأمثلة والشواهد الشعرية والنثرية.

ومن الأمثلة على شمولية المعجم في معانيه ما ذكره السيوطي في مادة “أَكَلَ”، حيث قال: “أَكَلَ الشَّيْءَ أَمَرَهُ مِنَ الفَمِ وَاحِدًا كَانَ أَوْ جَمْعًا وَتُسْتَعْمَلُ لِغَيْرِ الآكِلِ حَقِيقَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لّمًا)”.

الاستشهاد في المعجم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية

حرص السيوطي على الاستشهاد في معجمه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وذلك لتأكيد معاني الكلمات وبيان استخداماتها في اللغة العربية الفصيحة.

ومن الأمثلة على استشهاد السيوطي بالآيات القرآنية ما ذكره في مادة “أَحْرَقَ”، حيث قال: “أَحْرَقَ الشَّيْءَ جَعَلَهُ حَرِقًا وَهُوَ فَاعِلٌ مِنْ الْإِحْرَاقِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى (فَأَخْرَجَهُمْ مِّنَ النَّارِ)”.

الاستشهاد في المعجم بالشعر العربي

استشهد السيوطي في معجمه بالعديد من الأبيات الشعرية العربية، وذلك لتوضيح معاني الكلمات وإثبات استخداماتها في اللغة العربية الفصيحة.

ومن الأمثلة على استشهاد السيوطي بالشعر العربي ما ذكره في مادة “أَخَذَ”، حيث قال: “أَخَذَ الشَّيْءَ قَبَضَ عَلَيْهِ بِيَدِهِ كَقَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ: أَخَذْتُ مِنْهُ ثَوْبَهُ فَأَخَذْتُهُ مِنَ الْغِرَارِ”.

الاستشهاد في المعجم بالأمثال والحكم

استشهد السيوطي في معجمه بالعديد من الأمثال والحكم العربية، وذلك لبيان معاني الكلمات وإثبات استخداماتها في اللغة العربية الفصيحة.

ومن الأمثلة على استشهاد السيوطي بالأمثال والحكم ما ذكره في مادة “أَحْمَقَ”، حيث قال: “أَحْمَقَ الرَّجُلُ كَثُرَ حُمْقُهُ وَهُوَ أَنْ يَفْعَلَ فِعْلاً لَا يَفْعَلُهُ إِلَّا مُنْتَهٍ فِي الْحُمْقِ كَقَوْلِهِمْ: أَحْمَقَ مَنْ صَدَّقَ الْوَعْدَ”.

الاستشهاد في المعجم بأقوال العلماء واللغويين

استشهد السيوطي في معجمه بأقوال العلماء واللغويين، وذلك لبيان معاني الكلمات وإثبات استخداماتها في اللغة العربية الفصيحة.

ومن الأمثلة على استشهاد السيوطي بأقوال العلماء واللغويين ما ذكره في مادة “أَقْسَمَ”، حيث قال: “أَقْسَمَ الرَّجُلُ حَلَفَ كَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَقَالَ بَلْ أَقْسَمُوا بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّهُ لَرَسُولٌ كَرِيمٌ)، قَالَ فِي الْكِشَّافِ: أَيْ حَلَفُوا بِاللَّهِ”.

الخاتمة

يعد معجم “اتقان” للعلامة جلال الدين السيوطي من أهم المعاجم اللغوية العربية، وقد حظي باهتمام كبير من العلماء واللغويين منذ ظهوره في القرن التاسع الهجري وحتى يومنا هذا.

ويتميز معجم “اتقان” بدقته العلمية وشموليته، بالإضافة إلى استشهاده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والأمثال والحكم وأقوال العلماء واللغويين، مما يجعله مرجعًا لغويًا غنيًا وثمينًا.

أضف تعليق