اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
المقدمة:
الدعاء هو من أعظم العبادات، وهو سلاح المؤمن، يدفعه عن الشرور، وينزل عليه البركات، ويقربه إلى الله تعالى. ومن الأدعية العظيمة التي وردت في السنة النبوية، دعاء “اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم”.
1. فضل دعاء اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم:
روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قيل له: كفيت وهديت ووقيت، فتنحى الشيطان عنه، ثم قال: هذه كلها لك، ثم قال: يا عبد الله، ومالك؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فهذه لك”.
وفي رواية أخرى عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يخرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قيل له: كفيت وهديت ووقيت، فتنحى عنه الشيطان، ثم قال: هذه كلها لك، ثم قال: يا عبد الله، ومالك؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فهذه لك”.
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يخرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قيل له: كفيت وهديت ووقيت، فتنحى عنه الشيطان، ثم قال: هذه كلها لك، ثم قال: يا عبد الله، ومالك؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فهذه لك”.
2. معنى كلمة نحورهم:
كلمة “نحورهم” جمع نحرة، وهي أعلى الصدر وأعلاه.
يقال: “ضرب فلان فلانًا على نحره”، أي على صدره.
قال تعالى: {وإن كان مريضًا أو على سفر أو كان أحد منكم جاء من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدًا طيبًا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوًا غفورًا} [المائدة: 6].
3. معنى كلمة شرورهم:
كلمة “شرورهم” جمع شر، والشر هو كل ما يكرهه الله تعالى، وينافي الفطرة السليمة.
يقال: “هذا العمل شر”، أي أنه عمل قبيح ومكروه.
قال تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن له وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين} [الحج: 11].
4. أقسام الشرور:
الشرور الدنيوية: وهي الشرور التي تصيب الإنسان في دنياه، مثل الفقر والمرض والحوادث.
الشرور الأخروية: وهي الشرور التي تصيب الإنسان في آخرته، مثل عذاب القبر وعذاب النار.
شرور النفس: وهي الشرور التي تصدر من النفس البشرية، مثل الكبر والحسد والبغضاء.
5. أسباب الشرور:
أسباب الشرور الدنيوية:
المعاصي والذنوب.
الكفر بالله تعالى.
الظلم والسحر.
أسباب الشرور الأخروية:
الكفر بالله تعالى.
الشرك بالله تعالى.
الفسوق والعصيان.
أسباب شرور النفس:
ضعف الإيمان.
سوء التربية.
صحبة السوء.
6. الوقاية من الشرور:
الوقاية من الشرور الدنيوية:
الإكثار من ذكر الله تعالى.
الإكثار من الاستغفار والتوبة.
أداء الصلوات في وقتها.
إخراج الزكاة.
صلة الرحم.
الإحسان إلى الآخرين.
الوقاية من الشرور الأخروية:
الإيمان بالله تعالى.
الإخلاص لله تعالى.
اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مجاهدة النفس والأهواء.
الوقاية من شرور النفس:
تقوية الإيمان.
حسن التربية.
صحبة الصالحين.
7. دعاء اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم:
هذا الدعاء من الأدعية العظيمة التي وردت في السنة النبوية، وهو من الأدعية الجامعة التي تحفظ الإنسان من كل شر.
يشتمل هذا الدعاء على ثلاثة أقسام:
جعْل الله تعالى في نحور الأعداء.
التوجه إلى الله تعالى والاستعاذة منه من شرور الأعداء.
التوكل على الله تعالى والتفويض إليه.
هذا الدعاء من الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بها، خاصة في أوقات الشدة والفتن.
الخاتمة:
دعاء “اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم” من الأدعية العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بها، وهو من الأدعية الجامعة التي تحفظ الإنسان من كل شر، وتدفع عنه البلاء والفتن.