مقدمة:
“اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد” هذا الدعاء العظيم من الأدعية الهامة التي لها فضل كبير ومكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، حيث يشتمل على العديد من المعاني والأسماء الحسنى لرب العزة والجلال، وفي هذا المقال سوف نتعرف على فضل هذا الدعاء، وما تحتويه أسماء الله الحسنى الواردة فيه.
فضل دعاء اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد:
1. ورد في الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أعطاه الله ما سأل، وإن لم يسأله شيئاً أعطاه أفضل ما يعطي أحداً من عباده”.
2. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتدرون أي دعاء هو أسرع إجابة، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هو هذا الدعاء اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”.
3. كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قال حين يمسى اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أعطاه الله ما سأل، وإن لم يسأله شيئاً أعطاه أفضل ما يعطي أحداً من عباده”.
أسماء الله الحسنى في دعاء اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد:
“الله”: هو الاسم الجامع لجميع صفات الكمال والجلال، وهو الاسم الأعظم الذي لا يشاركه فيه أحد.
“الأحد”: أي الواحد الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، ولا ند له، وهو الذي لا ينقسم ولا يتجزأ.
“الصمد”: أي السيد الذي لا يحتاج إلى أحد، والذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها، وهو الذي لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يمرض ولا يموت.
القدرة المطلقة لله سبحانه وتعالى:
1. الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في السماوات والأرض، وهو الذي خلق الكون وما فيه بقدرته، وهو الذي يدبر أمور الخلق ويقدر الأقدار.
2. قال تعالى: “لا يسأله أحد عن شيء إلا سأله وهو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا أحد أقرب إلى أحد منكم إلى ربه، قالوا: يا رسول الله أو ليس الله في السماء، قال: بلى، قالوا: فكيف يكون أقرب إلى أحد منا من أحدنا إلى نفسه، قال: ألم تجدوا أنفسكم في ملكه لا تملكون لأنفسكم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإن الله أقرب إليكم من ذلك”.
العلم المحيط لله سبحانه وتعالى:
1. الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء، يعلم السر والعلن، ويعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، ويعلم ما في صدور العباد وما تخفي أنفسهم.
2. قال تعالى: “وهو العليم بذات الصدور”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة”.
الحكمة البالغة لله سبحانه وتعالى:
1. الله سبحانه وتعالى حكيم في أفعاله وأقواله، لا يفعل شيئاً عبثاً أو ظلماً أو بغير حكمة، وإن كانت بعض الأمور لا يعلمها العباد.
2. قال تعالى: “لا يسأل عما يفعل وهم يسألون”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله حكيم لا يفعل إلا حكمة”.
العدل المطلق لله سبحانه وتعالى:
1. الله سبحانه وتعالى عادل في أفعاله وأحكامه، لا يظلم أحداً ولا يحيف عليه، وهو الذي يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
2. قال تعالى: “ووضع الموازين بالقسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة”.
الرحمة الواسعة لله سبحانه وتع تعالى:
1. الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، يرحمهم ويحبهم ويغفر لهم ذنوبهم، وهو الذي أنزل عليهم الكثير من النعم والخيرات.
2. قال تعالى: “كتب ربكم على نفسه الرحمة”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله رءوف رحيم يحب العباد أكثر مما تحب الأم ولدها”.
الغفران العظيم لله سبحانه وتعالى:
1. الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يغفر الذنوب لعباده التائبين الراجعين إليه، وهو الذي يقبل التوبة عنهم ويستر عليهم ذنوبهم.
2. قال تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.
الخاتمة:
إن دعاء اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد هو من الأدعية العظيمة التي لها فضل كبير ومكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وهو من الأدعية التي يكثر المسلمون من ترديدها في أوقات مختلفة من اليوم والليل، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الدعاء سبباً في تقربنا إليه ورحمته ومغفرته.