اللهم إني أسألك حسن الخاتمة
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما يسعى إليه المسلم في حياته أن يختم له بخاتمة حسنة، وأن يتوفاه الله وهو راضٍ عنه، وأن يدخله جنات النعيم. وهناك العديد من الأدعية والأذكار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد، ومنها قوله: “اللهم إني أسألك حسن الخاتمة”.
أهمية حسن الخاتمة:
1. إن حسن الخاتمة هو غاية المؤمنين ورجائهم، قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27-30].
2. إن حسن الخاتمة هو سبب لدخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من مات على شيء دخل الجنة عليه” [رواه مسلم].
3. إن حسن الخاتمة هو سبب لسعادة المؤمن في الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء” [رواه البخاري].
أسباب حسن الخاتمة:
1. الإيمان بالله تعالى والإخلاص له، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [البينة: 7-8].
2. الاستقامة على طاعة الله تعالى واجتناب معاصيه، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
3. كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يختم له بخاتمة حسنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أكثر من دعاء لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” [رواه البخاري].
علامات حسن الخاتمة:
1. أن يموت المسلم على التوحيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة” [رواه مسلم].
2. أن يموت المسلم وهو تائب من ذنوبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “التوبة قبل الموت بساعة خير من عمل الدنيا كله” [رواه الترمذي].
3. أن يموت المسلم وهو راضٍ عن الله تعالى وعن قضائه وقدره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من مات على شيء دخل الجنة عليه” [رواه مسلم].
كيف نختم بخاتمة حسنة؟
1. علينا أن نكثر من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
2. علينا أن نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا” [رواه مسلم].
3. علينا أن نكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
آثار حسن الخاتمة:
1. دخول الجنة ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة: 10-12].
2. النجاة من النار والعذاب الأليم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82].
3. الفوز برضا الله تعالى وحبه، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يختم لنا جميعًا بخاتمة حسنة، وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا، وأن يدخلنا جنات النعيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.