اللهم اجعلني من التوابين

اللهم اجعلني من التوابين

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ

المقدمة:

إن التوبة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي ركن أساسي من أركان الإسلام، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على التوبة والإنابة إليه، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور: 31]، وقال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيَكم العذاب ثم لا تُنصرون} [الزمر: 54].

مفهوم التوبة:

التوبة لغةً هي الرجوع، وفي الاصطلاح الشرعي هي الرجوع عن المعصية إلى الطاعة، والتوبة واجبة على كل مسلم ارتكب معصية، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، قال تعالى: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].

أركان التوبة:

1- الإقلاع عن المعصية: وهو ترك المعصية والابتعاد عنها تمامًا، قال تعالى: {وأنيبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور: 31].

2- الندم على المعصية: وهو الشعور بالأسف والحزن على ارتكاب المعصية، قال تعالى: {وأنزلنا من السماء ماءً طهورًا لنُحيي به بلدةً ميتًا ونسقيَ منه مما خلقنا أنعامًا وأنفسًا كثيرة} [النور: 45].

3- العزم على عدم العودة إلى المعصية: وهو أن يُعزم العبد على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى، قال تعالى: {فأولئك الذين تاب الله عليهم وأولئك هم المهتدون} [الأنعام: 54].

4- رد المظالم إلى أهلها: وهو رد الحقوق إلى أصحابها، إذا كانت المعصية قد ترتبت عليها أضرار للآخرين، قال تعالى: {وإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} [التوبة: 11].

5- التوبة النصوح: وهي التوبة التي تكون خالصة لله تعالى، ولا تكون من أجل الخوف من العقاب أو الرغبة في الثواب، قال تعالى: {فإن تابوا وأصلحوا فإن الله غفور رحيم} [المائدة: 39].

أسباب التوبة:

1- خوف العبد من عذاب الله تعالى: قال تعالى: {والذين يعملون السيئات ثم يتوبون من بعدها ويؤمنون إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف: 153].

2- رجاء العبد في رحمة الله تعالى: قال تعالى: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].

3- محبة العبد لله تعالى: قال تعالى: {الذين تابوا من بعد ظلمهم وأصلحوا إن الله من بعدها لغفور رحيم} [المائدة: 39].

4- الشعور بالندم على المعصية: قال تعالى: {وأنزلنا من السماء ماءً طهورًا لنُحيي به بلدةً ميتًا ونسقيَ منه مما خلقنا أنعامًا وأنفسًا كثيرة} [النور: 45].

5- الرغبة في العودة إلى الله تعالى: قال تعالى: {فأولئك الذين تاب الله عليهم وأولئك هم المهتدون} [الأنعام: 54].

أثار التوبة:

1- مغفرة الذنوب: قال تعالى: {والذين يعملون السيئات ثم يتوبون من بعدها ويؤمنون إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف: 153].

2- محو السيئات: قال تعالى: {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم} [الفرقان: 70].

3- دخول الجنة: قال تعالى: {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم} [الفرقان: 70].

4- محبة الله تعالى: قال تعالى: {إن الله يحب التوابين} [البقرة: 222].

5- علو الدرجات: قال تعالى: {وإن الله لرافع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة: 11].

الوسائل المعينة على التوبة:

1- الإكثار من ذكر الله تعالى: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله كثيرًا وسبحوه بكرةً وأصيلاً} [الأحزاب: 41].

2- تلاوة القرآن الكريم: قال تعالى: {وتتلو عليهم آياتنا بينات فما أغنى عنهم آياتنا إلا كفورًا} [الأعراف: 101].

3- الدعاء إلى الله تعالى: قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60].

4- الاستغفار والتوبة: قال تعالى: {وأنتم تستغفرون الله مما عملتم} [آل عمران: 155].

5- الصحبة الصالحة: قال تعالى: {وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتيَ أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10].

الخاتمة:

التوبة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي واجبة على كل مسلم ارتكب معصية، كبيرة أم صغيرة، والتوبة لها شروط وأركان يجب على العبد أن يلتزم بها، حتى تكون توبته مقبولة عند الله تعالى، وللتوبة آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، فهي تُغفر الذنوب وتحو السيئات إلى حسنات، وتدخل العبد الجنة وتحظى بمحبة الله تعالى، والتوبة ميسرة لكل عبد، فلا ينبغي له أن يقنط من رحمة الله تعالى، مهما عظمت ذنوبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *