اللهم اجعل لي خرجا ومخرجا من امري

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اجعل لي خرجا ومخرجا من أمري

المقدمة:

الحمد لله الذي بيده مقاليد الأمور، وهو على كل شيء قدير، وهو الذي يفرج الكروب، ويزيل الهموم، ويشرح الصدور، وهو الذي جعل لكل ضيق فرجًا، ولكل مشكلة حلاً، وهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، وهو الذي مع العبد إذا دعاه، وهو القريب المجيب، وهو الذي يكشف الضر وينجي من الشدائد، وهو الذي يرزق من يشاء بغير حساب، وهو الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

1. فضل الدعاء بالفرج والمخرج:

الدعاء بالفرج والمخرج من الأمور المستحبة في الإسلام، وقد وردت العديد من الأدعية في القرآن والسنة النبوية الشريفة في هذا الصدد، ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 49].

وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث على الدعاء بالفرج والمخرج، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة”.

2. شروط استجابة الدعاء بالفرج والمخرج:

لاستجابة الدعاء بالفرج والمخرج، لابد من توفر بعض الشروط، ومن أهمها:

أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، وأن لا يكون فيه شرك أو كفر.

أن يكون الدعاء صادقا، وأن ينبع من القلب.

أن يكون الدعاء موافقًا لما شرعه الله تعالى، وأن لا يخالف شرعه.

أن يكون الدعاء مصحوبًا بالإخلاص واليقين، وأن يعتقد العبد أن الله تعالى سيستجيب دعاءه.

أن يكون الدعاء مستمرًا، وأن لا ييأس العبد من الدعاء حتى يستجيب الله تعالى له.

3. مواضع وأدعية الدعاء بالفرج والمخرج:

هناك العديد من المواضع والأدعية التي يمكن أن يدعو فيها العبد بالفرج والمخرج، ومن أهمها:

الدعاء في السجود، وذلك لأن السجود أقرب ما يكون العبد من ربه تعالى.

الدعاء بين الأذان والإقامة، وذلك لأن هذا الوقت من الأوقات المستجابة للدعاء.

الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وذلك لأن هذا الوقت من الأوقات المباركة التي يستجيب فيها الله تعالى للدعاء.

الدعاء عند المطر، وذلك لأن المطر من رحمات الله تعالى، ومن الأوقات المستجابة للدعاء.

الدعاء عند الكرب والشدة، وذلك لأن هذا الوقت من الأوقات التي يحتاج فيها العبد إلى الفرج والمخرج.

4. صفات العبد المستجاب الدعاء:

هناك بعض الصفات التي يتصف بها العبد المستجاب الدعاء، ومن أهمها:

أن يكون العبد متقيا لله تعالى، وأن يكون ملتزمًا بأوامره واجتناب نواهيه.

أن يكون العبد صابرا محتسبا، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.

أن يكون العبد حسن الظن بالله تعالى، وأن يعتقد أن الله تعالى سيستجيب دعاءه.

أن يكون العبد دائم الدعاء، وأن لا يمل من الدعاء حتى يستجيب الله تعالى له.

أن يكون العبد ذا قلب سليم، وأن يكون متواضعًا لله تعالى.

5. آثار الدعاء بالفرج والمخرج:

الدعاء بالفرج والمخرج له العديد من الآثار الإيجابية على العبد، ومن أهمها:

الدعاء بالفرج والمخرج يزيد من إيمان العبد بالله تعالى، ويقوي ثقته بربه.

الدعاء بالفرج والمخرج يفرج الكرب عن العبد، ويزيل الهموم عن قلبه.

الدعاء بالفرج والمخرج يفتح أبواب الفرج واليسر على العبد، ويجعل حياته أكثر سعادة واستقرارًا.

الدعاء بالفرج والمخرج يحفظ العبد من الضيق والشدة، ويحميه من كل شر.

الدعاء بالفرج والمخرج يجلب الرزق للعبد، ويكفيه شر الفقر والحاجة.

6. قصص وأمثلة عن استجابة الدعاء بالفرج والمخرج:

هناك العديد من القصص والأمثلة في التاريخ الإسلامي عن استجابة الدعاء بالفرج والمخرج، ومن ذلك:

قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما ألقي في البئر، ثم بيع إلى مصر، ثم سجن ظلما، ثم أخرجه الله تعالى من السجن، وجعله عزيز مصر.

قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما هرب من فرعون إلى مدين، ثم تزوج ابنة شعيب، ثم أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه، ثم نجاه الله تعالى من فرعون وقومه، وأغرقهم في البحر.

قصة سيدنا يونس عليه السلام، عندما ابتلعه الحوت، ثم دعا الله تعالى في بطن الحوت، فأخرجه الله تعالى إلى البر.

7. الخاتمة:

الدعاء بالفرج والمخرج من الأمور المستحبة في الإسلام، وقد وردت العديد من الأدعية في القرآن والسنة النبوية الشريفة في هذا الصدد، وقد ذكرنا في هذا المقال فضل الدعاء بالفرج والمخرج، وشروط استجابة الدعاء بالفرج والمخرج، ومواضع وأدعية الدعاء بالفرج والمخرج، وصفات العبد المستجاب الدعاء، وآثار الدعاء بالفرج والمخرج، وقصص وأمثلة عن استجابة الدعاء بالفرج والمخرج، ونسأل الله تعالى أن يفرج عنا كربنا، وييسر أمرنا، وأن يخرجنا من ضيقنا إلى فرج، وأن يرزقنا من واسع فضله، وأن يعيننا على شكره، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وأن يجعلنا من عباد