اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،
فإن من أعظم ما يبتلى به الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو قلق النفس وعدم اطمئنانها، وذلك بسبب كثرة الهموم والمشاكل التي تواجهه، مما يجعله يشعر بالضيق والتوتر والإحباط. ولعل من أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الإنسان ربه في مثل هذه الحالات هو قول الله تعالى: “اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك”. ففي هذا الدعاء عظيم الفوائد والمنافع التي تعود على الإنسان في حياته الدنيا وآخرته.
المحتوى:
1. الرضا بقضاء الله وقدره:
– الرضا بقضاء الله وقدره هو من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالّذِينَ صَبَرُواْ وَاسْتَغْفَرُواْ وَالّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة: 153].
– الرضا بقضاء الله وقدره لا يعني السكوت عن الظلم أو القبول به، وإنما يعني التسليم لإرادة الله تعالى واليقين بأن ما قدره الله لعباده هو خير لهم، وإن كانوا لا يعلمون ذلك.
– الرضا بقضاء الله وقدره يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
2. التسليم لأمر الله تعالى:
– التسليم لأمر الله تعالى هو من أعظم درجات الإيمان، وهو يعني أن الإنسان يقبل بقضاء الله وقدره ويسلم لأمره، حتى وإن كان ذلك مخالفًا لهواه ورغباته.
– التسليم لأمر الله تعالى لا يعني الاستسلام للظلم أو القبول به، وإنما يعني الثقة الكاملة في الله تعالى واليقين بأن ما قدره لعباده هو خير لهم، وإن كانوا لا يعلمون ذلك.
– التسليم لأمر الله تعالى يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
3. التوكل على الله تعالى:
– التوكل على الله تعالى هو من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].
– التوكل على الله تعالى يعني الاعتماد عليه وحده في جميع الأمور، والثقة الكاملة بأنه وحده القادر على نصر عباده وتفريج كروبهم.
– التوكل على الله تعالى يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
4. الصبر على أقدار الله تعالى:
– الصبر على أقدار الله تعالى هو من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَاصْبِرُواْ وَمَا صَبْرُكُمْ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل: 127].
– الصبر على أقدار الله تعالى يعني تحمل المصائب والشدائد بصبر جميل، وعدم الجزع والتذمر والشكوى.
– الصبر على أقدار الله تعالى يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
5. الشكر لله تعالى على نعمه:
– الشكر لله تعالى على نعمه هو من صفات المتقين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].
– الشكر لله تعالى على نعمه يعني الإقرار بها والاعتراف بفضله وإحسانه، والتعبير عن ذلك باللسان والقلب والجوارح.
– الشكر لله تعالى على نعمه يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
6. الدعاء إلى الله تعالى:
– الدعاء إلى الله تعالى هو من أعظم العبادات وأفضلها، وهو من أفضل الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
– الدعاء إلى الله تعالى يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
– الدعاء إلى الله تعالى يرفع البلاء ويدفع المصائب ويفرج الكروب ويقضي الحاجات.
7. الأخذ بالأسباب:
– الأخذ بالأسباب من أهم الأمور التي يجب على الإنسان القيام بها، وذلك لكي يحقق أهدافه في الحياة الدنيا.
– الأخذ بالأسباب لا يعني الاعتماد على الأسباب وحدها، وإنما يعني الاعتماد على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب.
– الأخذ بالأسباب يجلب للإنسان السعادة والطمأنينة والسكينة، ويجعله يشعر بالراحة والسلام الداخلي، ويجنبه الوقوع في اليأس والقنوط.
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،
فقد وضحنا في هذا المقال أهمية الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليم لأمره، والتوكل عليه، والصبر على أقداره، والشكر له على نعمه، والدعاء إليه، والأخذ بالأسباب. ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الراضين بقضائه، والصابرين على أقداره، والش