مقدمة
“اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي” من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم، وهي دعوة يوجهها المسلم إلى الله تعالى، راجيًا من الله أن يرحمه ويرفق به، وينوّر بصيرته، ويصلح قلبه، ويجعل النور في وجهه، ويغفر له، ويتجاوز عما أساء به إلى نفسه.
الضعف الإنساني:
الضعف هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، فالإنسان مخلوق ضعيف، قليل الحيلة، يحتاج إلى رعاية وحماية من الله تعالى.
يظهر ضعف الإنسان في العديد من المواقف، فعندما يمرض، أو عندما يواجه مشكلة أو أزمة، أو عندما يتعرض لظلم أو اضطهاد، فإنه يشعر بضعفه وقلة حيلته.
إدراك ضعف الإنسان لنفسه هو خطوة مهمة في طريق التقرب إلى الله تعالى، فالإنسان الضعيف هو الذي يلجأ إلى الله تعالى ويطلب منه العون والمساعدة.
رحمة الله تعالى:
رحمة الله تعالى هي صفة من صفات الله الحسنى، وهي من أعظم نعم الله تعالى على عباده.
تتجلى رحمة الله تعالى في خلقه للكون وما فيه من جمال ونظام، وفي رزقه لعباده وإسدائه عليهم من النعم الظاهرة والباطنة.
كما تتجلى رحمة الله تعالى في عفوه عن عباده وتجاوزه عن سيئاتهم، وفي إمهاله إياهم وإعطائهم الفرص للتوبة والعودة إليه.
الدعاء إلى الله تعالى:
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى.
الدعاء هو وسيلة للتواصل مع الله تعالى، وهو فرصة للتعبير عن حاجاتنا ورغباتنا إليه.
يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في كل وقت وفي كل مكان، وأن يلح في دعائه ولا ييأس، فالله تعالى قريب مجيب الدعاء.
آداب الدعاء:
من آداب الدعاء أن يكون العبد متيقنًا من إجابة الله تعالى لدعائه، وأن يكون خاشعًا متضرعًا في دعائه.
من آداب الدعاء أيضًا أن يكون العبد مستقبلاً للقبلة، وأن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء.
من آداب الدعاء كذلك أن يكون العبد حريصًا على اختيار الألفاظ الطيبة والدعاء بما هو خير له ولغيره.
أفضل أوقات الدعاء:
هناك أوقات مستحبة للدعاء، منها الثلث الأخير من الليل، وعند السحر، وعند طلوع الشمس وعند غروبها، وبعد صلاة الفجر، وقبل صلاة العصر، وفي يوم عرفة، وفي ليلة القدر.
الدعاء في هذه الأوقات مستحب لأنه يكون أقرب إلى الإجابة، إلا أن الدعاء جائز ومستحب في أي وقت.
خاتمة
“اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي” دعاء شامل يجمع في ثناياه كل ما يحتاج إليه الإنسان من رحمة الله تعالى وعونه وتوفيقه.
بهذا الدعاء، يعترف الإنسان بضعفه وقلة حيلته، ويلجأ إلى الله تعالى طالبًا من الله أن يرحمه ويرفق به، وأن يصلح حاله، ويقيه من كل سوء.