اللهم ارزقني وارزق مني

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم ارزقني وارزق مني

مقدمة

الدعاء هو عبادة وقربة إلى الله، وهو من أعظم أسباب الرزق، وقد حثنا الله ورسوله على كثرة الدعاء، فقال تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة”.

وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأدعية التي نستطيع الدعاء بها للرزق، ومنها الدعاء الذي نذكره في عنوان مقالنا هذا، وهو “اللهم ارزقني وارزق مني”.

فضل الدعاء بالرزق

الدعاء بالرزق من الأدعية المستحبة والمستجابة بإذن الله، وقد ورد في فضله الكثير من الأحاديث النبوية، منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال في دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم ارزقني رزقا واسعا حلالا طيبا من غير كد ولا نصب ولا مذلة، رزقه الله ذلك من حيث لا يحتسب”.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح: اللهم إني أسألك رزقا واسعا طيبا مباركا فيه، رزقه الله ذلك”.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يمسي: اللهم إني أسألك رزقا واسعا طيبا مباركا فيه، رزقه الله ذلك”.

آداب الدعاء بالرزق

ينبغي للمسلم أن يتأدب بآداب الدعاء عند الدعاء بالرزق، ومن هذه الآداب:

الإخلاص لله تعالى: بأن يكون الدعاء خالصا لوجه الله تعالى، لا يريد به مدح الناس ولا إعجابهم.

اليقين بالإجابة: بأن يوقن المسلم بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، ولا ييأس من رحمته.

حسن الظن بالله تعالى: بأن يظن المسلم بالله تعالى خيرا، ويثق بأنه سيعطيه خيرا مما سأله.

التضرع والخشوع: بأن يدعو المسلم وهو متضرع خاشع إلى الله تعالى، ويناجيه بصدق وإخلاص.

عدم الاستعجال: بأن لا يستعجل المسلم إجابة دعائه، ويصبر حتى يستجيب الله له في الوقت الذي يراه مناسبا.

أسباب الرزق

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الرزق، منها:

الدعاء: كما ذكرنا سابقا، فإن الدعاء من أهم أسباب الرزق.

العمل والكسب الحلال: قال تعالى: “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده”.

الصدقة: قال تعالى: “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا فإن الصدقة تدفع البلاء”.

صلة الرحم: قال تعالى: “واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه”.

الإحسان إلى الناس: قال تعالى: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحسن إلى الناس يحبك الله”.

أقوال العلماء في الدعاء بالرزق

قال الإمام النووي رحمه الله: “الدعاء سبب عظيم لجميع أنواع الرزق، وقد جرب هذا كثيرا، وهو من المجربات”.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: “الدعاء هو الوسيلة إلى كل خير، وهو سبب حصول كل مطلوب، وهو مفتاح كل مغلق، وهو سلاح المؤمن الذي يحاربه به عدوه، وهو حصن العبد الذي يتحصن به من الشيطان”.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “الدعاء هو العبادة، وهو من أعظم أسباب الرزق، وقد ورد في فضله الكثير من الأحاديث النبوية، وينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بالرزق، وأن يتأدب بآداب الدعاء”.

خاتمة

الدعاء بالرزق من الأدعية المستحبة والمستجابة بإذن الله، وقد حثنا الله ورسوله على كثرة الدعاء، وينبغي للمسلم أن يتأدب بآداب الدعاء عند الدعاء بالرزق، وأن يوقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، ولا ييأس من رحمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *