اللهم استودعتك اهلي في سفرهم

اللهم استودعتك أهلي في سفرهم: دعاء وتضرع

المقدمة

السفر هو أحداث الحياة التي تتطلب الكثير من الاستعدادات والتجهيزات، سواءً النفسية أو الجسدية أو المادية، وهو أيضًا أحداث التي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر، لذلك يحرص المسافرون على الدعاء إلى الله تعالى وتضرعه إليه بحمايتهم ورعايتهم وتيسير أمورهم في سفرهم، ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم استودعتك أهلي في سفرهم”.

1. أهمية الاستوداع بالله تعالى

الاستوداع بالله تعالى يعني تسليمه وإسناده الأمر إليه، مع اليقين التام بأنه هو القادر على حماية عباده ورعايتهم وتدبير أمورهم، والاستوداع بهذه الصورة عبادة عظيمة، لها فضائل عديدة، منها:

– طمأنينة القلب وراحته، فمن استودع الله أمره فهو مطمئن إلى أن الله لن يضيعه ولن يتركه وحيدًا.

– دفع الشرور والمخاطر، فالله تعالى هو خير الحافظين، وهو القادر على درء البلاء والشرور عن عباده.

– تيسير الأمور وتسهيلها، فإذا استودع المسافر أمره إلى الله تعالى فإن الله ييسر له طريقه ويذلل له الصعاب.

2. فضل الدعاء لحفظ المسافرين

الدعاء لحفظ المسافرين من الأعمال المستحبة في الإسلام، ولها فضل عظيم عند الله تعالى، ومن ذلك:

– الدعاء للغير من الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.

– الدعاء للمسافرين من مظاهر الرحمة والإحسان إليهم.

– الدعاء للمسافرين سبب في أن يحفظ الله المسلم في سفره وييسر له أموره.

3. كيفية الاستوداع بالله تعالى

هناك عدة طرق للاستوداع بالله تعالى، منها:

– الدعاء بلسان الحال والقلب، بأن يقول المسافر في نفسه: “اللهم استودعتك أهلي في سفرهم”.

– الدعاء بلسان المقال، بأن يقول المسافر لأهله: “استودعتكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع”.

– الدعاء في صلاة الجماعة، بأن يدعو المسافر لأهله في دعاء القنوت أو في دعاء السفر.

– الدعاء في الأماكن المباركة، مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.

4. دعاء السفر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة دعاءات يستحب للمسافر أن يقولها في سفره، منها:

– “اللهم إني استودعتك نفسي ومالي وأهلي وولدي وديارنا وما رزقتني في غيبتي وحضرتي فإنك أنت لا تضيع وديعة ولا تضيع عندك شيء”.

– “اللهم يا ودود، ويا ذا العرش المجيد، يا رحمن يا رحيم، أسألك بكل اسم هو لك أن تحفظني في سفري هذا وتيسره وتذلل لي الصعاب وتعينني على ما ينفعني فيه”.

– “اللهم احفظني من كل مكروه، واصرف عني السوء والشر، ويسر لي سفري وبارك لي فيه، وارزقني العودة إلى أهلي سالمًا غانمًا”.

5. آداب الاستوداع بالله تعالى

هناك عدة آداب ينبغي للمسافر أن يتحلى بها عند استوداعه أهله وماله بالله تعالى، منها:

– أن يكون المسافر صادقًا في دعائه وتضرعه إلى الله تعالى.

– أن يكون المسافر حسن الظن بالله تعالى، ويقينًا بأن الله سيحفظ أهله وماله في غيابه.

– أن يكون المسافر متيقظًا في سفره، ويتخذ جميع التدابير اللازمة لحفظ نفسه وأهله وماله.

6. حفظ الله للمؤمنين في سفرهم

لقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين أن يحفظهم في سفرهم وفي حضرهم، قال تعالى: {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (الأحقاف: 13).

وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث في هذا المعنى، منها: “من سلك طريقًا يلتمس فيها علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده”.

الخاتمة

يسر الله تعالى السفر على عباده المؤمنين وجعله سببًا لزيادة إيمانهم وتقواهم، وقد وعدهم بحفظه ورعايتهم في سفرهم وفي حضرهم، فمن سلك طريقًا يلتمس فيها علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، ومن اجتمع في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، ومن اجتمع في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *