اللهم اشفي مرضانا حالات واتس

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد،،

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، نعمة الصحة والعافية، فالمريض يشتاق إلى الصحة والعافية، ويكون مريض الروح أشد مرارة من مريض الجسد، وإن مما يعين المريض على تخطي محنته ومرضه هو الدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن، والدعاء ينفع – بإذن الله – للمريض ولمن يدعو للمريض، فالدعاء يرد القضاء، ويدفع البلاء، ويشفي المريض.

دعاء شفاء المريض من القرآن الكريم والسنة النبوية:

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدعو إلى الدعاء للمريض وشفائه، منها:

– قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].

– قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].

أما سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد جاءت بالأدعية والأذكار التي تقرأ عند زيارة المريض والدعاء له بالشفاء، منها:

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، فيقول: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك” [رواه مسلم].

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى على المريض قال: أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما” [رواه مسلم].

فضل الدعاء للمريض:

إن الدعاء للمريض له فضل عظيم، وأجر كبير، ومن فضل الدعاء للمريض:

– أن الدعاء للمريض يرد القضاء، ويدفع البلاء، ويشفي المريض، فالدعاء سلاح المؤمن.

– أن الدعاء للمريض سبب لحصول الأجر والثواب للمدعو له، والداعي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب، قال ملك: ولك بمثل” [رواه مسلم].

– أن الدعاء للمريض سبب لرفع درجات الداعي في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يعود مسلماً في يوم، أو ليلة، إلا بعثه الله – عز وجل – إليه ملكين يدعوان له فيقولان: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً” [رواه مسلم].

أدعية للشفاء من المرض:

إن من أعظم الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم لشفاء المريض هي:

– الدعاء بأن يشفي الله المريض، ويزيل عنه المرض والبلاء، فيقول: “اللهم اشفي عبدك [اسم المريض]، وارفع عنه البلاء، واشفه شفاءً لا يغادر سقماً”.

– الدعاء بأن يرزق الله المريض الصبر على المرض، وأن يثبته على دينه، فيقول: “اللهم ارزق عبدك [اسم المريض] الصبر على المرض، وثبته على دينك، ولا تمكن الشيطان منه”.

– الدعاء بأن يرحم الله المريض، ويغفر له ذنوبه، فيقول: “اللهم ارحم عبدك [اسم المريض]، واغفر له ذنوبه، وأنزل عليه شفاءً من عندك”.

زيارة المريض والدعاء له:

من أعظم صور الدعاء للمريض، زيارته والدعاء له بالشفاء، ففي زيارة المريض ثواب عظيم، وأجر كبير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضاً لم يحن أجله، قال له ملك: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً” [رواه مسلم].

فضل الدعاء للمريض في جماعة:

إن الدعاء للمريض في جماعة له فضل عظيم، وأجر كبير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك: آمين، ولك بمثل” [رواه مسلم].

الدعاء للمريض الميت:

ينبغي على المسلم الدعاء للمريض الميت بالرحمة والمغفرة، فيقول: “اللهم ارحم عبدك [اسم المريض]، واغفر له ذنوبه، وأدخله الجنة بغير حساب ولا عذاب”.

الخاتمة:

إن الدعاء للمريض من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فالدعاء للمريض سبب لحصول الأجر والثواب للمدعو له، والداعي، وسبب لرفع درجات الداعي في الجنة، فينبغي للمسلم أن يدعو للمريض بالشفاء والصحة والعافية، وأن يزوره ويدعو له بالشفاء، وأن يدعو له في جماعة، وأن يدعو له بعد موته بالرحمة والمغفرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *