اللهم اشف أمي

اللهم اشف أمي

اللّهم أشفي أمي

المقدمة:

الأم هي شمس العائلة وقمرها، سند الحياة وقوتها، هي التي تمنحنا الحياة والحب والاهتمام، وهي التي تجعل أيامنا مشرقة وسعيدة، لكن عندما تمرض الأم وتكون بحاجة إلى الشفاء، فإننا نلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء والابتهال، سائلينه أن يمن عليها بالشفاء والعافية، ففي هذا المقال سنناقش أهمية الدعاء للأم المريضة وكيفية الدعاء لها وما هي الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى.

أولاً: فضل الدعاء للأم المريضة:

1. إن الدعاء للأم المريضة هو من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض” (رواه الترمذي)، وإن الدعاء للأم المريضة يعتبر من أسمى أنواع الدعاء وأكثرها استجابة بإذن الله تعالى.

2. إن الدعاء للأم المريضة هو من علامات بر الوالدين، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا” (الإسراء: 23)، وإن الدعاء للأم المريضة هو من أعظم أنواع الإحسان إليها، فهو يعتبر نوعًا من الاهتمام بها والتخفيف عنها.

3. إن الدعاء للأم المريضة هو من أسباب شفائها بإذن الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الدعاء ينفع المحتضر والمبتلى في بدنه” (رواه الترمذي)، وإن الدعاء للأم المريضة يعتبر من أسباب جلب الشفاء لها بإذن الله تعالى.

ثانيًا: شروط استجابة الدعاء للأم المريضة:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء للأم المريضة خالصًا لله تعالى، ولا يكون فيه أي شرك أو نفاق، وأن يكون الهدف منه هو مرضاة الله تعالى فقط.

2. اليقين بالله تعالى: يجب أن يكون الداعي للأم المريضة على يقين تام بأن الله تعالى هو وحده القادر على شفائها، وأن لا أحد غيره يستطيع ذلك.

3. حضور القلب: يجب أن يكون الداعي للأم المريضة حاضر القلب أثناء الدعاء، وأن لا يكون مشتتًا بأي شيء آخر، وأن يكون قلبه متعلقًا بالله تعالى فقط.

ثالثًا: آداب الدعاء للأم المريضة:

1. رفع اليدين: ينبغي للداعي للأم المريضة أن يرفع يديه إلى السماء أثناء الدعاء، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله حيي كريم يستحي أن يرد يد عبده خائبة” (رواه الترمذي).

2. استقبال القبلة: ينبغي للداعي للأم المريضة أن يستقبل القبلة أثناء الدعاء، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعوت فأقبل على القبلة” (رواه الترمذي).

3. الدعاء بصوت خافت: ينبغي للداعي للأم المريضة أن يدعو بصوت خافت، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يستجيب دعاء من جهر به” (رواه الترمذي).

رابعًا: أوقات استجابة الدعاء للأم المريضة:

1. الدعاء في الثلث الأخير من الليل: يعتبر الثلث الأخير من الليل من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” (رواه البخاري ومسلم).

2. الدعاء عند السفر: يعتبر السفر من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر” (رواه الترمذي).

3. الدعاء عند الصلاة: يعتبر الدعاء عند الصلاة من الأوقات المستجابة للدعاء، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في السجود” (رواه مسلم).

خامسًا: أدعية مستجابة للأم المريضة:

1. اللهم اشفي أمي شفاءً لا يغادر سقما، اللهم عافها في بدنها، اللهم اجعلها من عبادك الصالحين.

2. اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشفي أمي، أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما.

3. اللهم يا من أبرأ أيوب من مرضه، وأخرج يوسف من السجن، واشفى إبراهيم من النار، اشفي أمي شفاءً لا يغادر سقما، أنت الشافي المعافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما.

سادسًا: نصائح هامة عند الدعاء للأم المريضة:

1. يجب التوكل على الله تعالى وعدم اليأس من رحمته، فالله تعالى هو وحده القادر على شفاء الأم المريضة، وعلى الداعي أن يثق بأن الله تعالى سيستجيب دعائه.

2. يجب الدعاء بشكل مستمر للأم المريضة، ولا يجب أن ييأس الداعي من الدعاء، فعلى الرغم من أن الله تعالى قد لا يستجيب الدعاء في البداية، إلا أن الاستمرار في الدعاء هو ما يجلب الشفاء بإذن الله تعالى.

3. يجب الدعاء للأم المريضة علانية وسرًا، فعلى الداعي أن يدعو لها بصوت عالٍ، وأن يدعو لها أيضًا في سره، فالدعاء السري أقرب إلى الاستجابة بإذن الله تعالى.

الخاتمة:

ختامًا، فإن الدعاء للأم المريضة هو من أفضل الأعمال الصالحة وأكثرها استجابة بإذن الله تعالى، وهو من علامات بر الوالدين، ومن أسباب شفائها بإذن الله تعالى، ويجب على الداعي للأم المريضة أن يكون مخلصًا لله تعالى، وأن يكون على يقين تام بأن الله تعالى هو وحده القادر على شفائها، وأن يكون حاضر القلب أثناء الدعاء، وأن يستقبل القبلة، وأن يرفع يديه إلى السماء، وأن يدعو بصوت خافت، وأن يدعو في الثلث الأخير من الليل، وعند السفر، وعند الصلاة، وأن يقرأ الأدعية المستجابة للأم المريضة، وأن يتوكل على الله تعالى، وألا ييأس من رحمته، وأن يدعو لها علانية وسرًا، وأن يستمر في الدعاء لها حتى يستجيب الله تعالى دعائه.

أضف تعليق