اللهم اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس

اللهم أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس

مقدمة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإن العبد المؤمن يتوجه إلى ربه جل وعلا في كل أحواله، يدعوه ويلجأ إليه ويشكو إليه ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس، وهذا من تمام التوكل على الله والاعتماد عليه والثقة به، وفي هذا المقال نتناول معنى التوجه إلى الله بالشكوى والدعاء، وكيف يكون ذلك، وما هي ثمرات وأسباب وثمار ذلك.

الأسباب التي تدعو العبد للشكوى إلى الله عز وجل

الضعف البشري: الإنسان ضعيف بطبعه، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه شرًا أو يجلب لها خيرًا إلا بإذن الله تعالى.

قلة الحيلة: الإنسان قليل الحيلة أمام مصاعب الحياة وتحدياتها، لا يستطيع أن يواجهها أو يتغلب عليها بمفرده.

هوان المرء على الناس: قد يتعرض الإنسان للإهانة والازدراء من قبل الآخرين، مما يجعله يشعر بالضعف والهوان.

الثمرات المترتبة على الشكوى إلى الله تعالى

الراحة النفسية: يشعر العبد المؤمن بالراحة النفسية والطمأنينة عندما يلجأ إلى الله تعالى ويشكو إليه ضعفه وقلة حيلته.

الاستجابة الإلهية: يستجيب الله تعالى لدعاء عباده الصادقين ويكشف عنهم كربهم ويفرج همهم.

زيادة الإيمان: كلما ازداد العبد إيمانًا بالله تعالى وتوكلًا عليه، كلما زادت ثقته بأن الله تعالى قادر على إزالة همه وكربه.

كيفية الشكوى إلى الله عز وجل

الإخلاص: يجب أن تكون الشكوى إلى الله خالصة لله تعالى، لا يبتغي العبد من ورائها سوى وجه الله الكريم.

الدعاء: الدعاء هو من أهم وسائل الشكوى إلى الله تعالى، فيجب على العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

التضرع: يجب على العبد أن يتضرع إلى الله تعالى ويذلل نفسه بين يديه، وأن يبين له ضعفه وقلة حيلته.

أمثلة على الشكوى إلى الله تعالى في القرآن الكريم

دعاء أيوب عليه السلام: قال تعالى: “وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” (الأنبياء: 83).

دعاء يونس عليه السلام: قال تعالى: “ونادى يونس وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” (الأنبياء: 87).

دعاء زكريا عليه السلام: قال تعالى: “فنادى ربه أن يا رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين” (الأنبياء: 89).

قصص من السيرة النبوية عن الشكوى إلى الله تعالى

شكوى النبي صلى الله عليه وسلم: روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.

شكوى الصحابة رضي الله عنهم: روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتاني الليلة وفد من مزينة، فقالوا: يا رسول الله، إنا قوم ضعفاء، وأرضنا باردة، فهل من رخصة؟ فقال: نعم، لكل ضعفين”.

الخاتمة

إن الشكوى إلى الله عز وجل من أعظم العبادات وأجل القربات، وهي من أسباب النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، فليكثر العبد المؤمن من الشكوى إلى الله تعالى، ولا ييأس من رحمته مهما عظمت ذنوبه وجرائمه، فإن الله تعالى غفور رحيم، يقبل التوبة من عباده ويعفو عنهم ويجيب دعاءهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *