اللهم اصبحنا بخيرك الدائم
مقدمة:
يطل علينا الصباح الباكر حاملاً معه نسائم الأمل والتفاؤل، فيضيء بنوره الدافئ سماواتنا وقلوبنا، نستيقظ على تغريدات العصافير وهمسات النسيم العليل، ونلهج ألسنتنا بالدعاء والشكر لله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، قائلين: “اللهم أصبحنا بخيرك الدائم”.
1. فضل قول “اللهم اصبحنا بخيرك الدائم”:
• تُعد هذه العبارة من الأدعية الواردة في السنة النبوية المطهرة، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قولها عند الاستيقاظ من النوم، لاشتمالها على معاني عظيمة ودعاء شامل بخير الدنيا والآخرة.
• تُعبّر هذه العبارة عن شكر لله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، فهي إقرار من العبد بربوبية الله وتوحيده، واعتراف بفضله ورحمته، فهي دعاء بالخير في جميع نواحي الحياة.
• تُساعد هذه العبارة على بدء اليوم بطاقة إيجابية وتفاؤل، فهي تذكر العبد بنعم الله عليه، وتجعله مُدركًا لعظمها، وهذا يبعث في نفسه شعور بالسعادة والرضا، ويدفعه إلى استغلال وقته في أعمال الخير والعبادة.
2. شكر الله على نعمه:
• من أهم معاني قول “اللهم اصبحنا بخيرك الدائم” هو شكر الله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، فالله هو الذي خلقنا وأرزقنا وهدانا إلى سواء السبيل، فهو المُنعم علينا بكل شيء، من الطعام والشراب والمسكن، إلى الصحة والعافية والأمن والأمان.
• يجب أن يكون شكر الله على نعمه مستمرًا، في كل وقت وحين، وليس فقط عند الاستيقاظ من النوم، فالشكر لله عز وجل هو عبادة عظيمة، وهو من أسباب زيادة النعم ودفع البلاء.
• قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَإِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (سورة آل عمران، الآية: 103).
3. الدعاء بالخير في الدنيا والآخرة:
• تُعد عبارة “اللهم اصبحنا بخيرك الدائم” دعاء شامل بخير الدنيا والآخرة، فهي دعاء بالصحة والعافية والرزق الوفير والتوفيق في جميع الأمور في الدنيا، وهي دعاء بالجنة والرضوان في الآخرة.
• يجب أن ندعو الله عز وجل بالخير في الدنيا والآخرة بكل صدق وإخلاص، وأن نثق في إجابته لدعائنا، قال الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” (سورة غافر، الآية: 60).
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، فالدعاء من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو مفتاح الفرج وسبب نزول الرحمات.
4. أهمية التفاؤل في الحياة:
• يُساعد التفاؤل في الحياة على مواجهة الصعوبات والتحديات بعزيمة وإصرار، فالشخص المتفائل يرى دائمًا النصف المليء من الكأس، ويبحث عن الحلول بدلًا من الشكوى، ويتحلى بالأمل والثقة في المستقبل.
• يُساعد التفاؤل أيضًا على تحسين الصحة الجسدية والنفسية، فالشخص المتفائل يكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض الجسدية، ويكون أكثر سعادة ورضا عن حياته.
• يُعد التفاؤل من الصفات المحببة إلى الله عز وجل، فالمتفائل هو الذي يرى عظمة الله وقدرته، ويتوكل عليه في جميع أموره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
5. حسن الخلق في التعامل مع الآخرين:
• من أهم ما يعكس الخير في حياة الإنسان هو حسن الخلق في التعامل مع الآخرين، فالإنسان الحسن الخلق هو الذي يتعامل مع الناس بالرفق واللين والرحمة، ويبتسم في وجوههم، ويحرص على إدخال السرور إلى قلوبهم.
• يُعد حسن الخلق من أهم أسباب محبة الناس، فالإنسان الحسن الخلق يُحب الناس ويحبونه، وهو قدوة يُحتذى بها في المجتمع.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم أحسنكم خلقًا”، فحسن الخلق من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم.
6. سبل تحقيق الخير في الحياة:
• يُمكن تحقيق الخير في الحياة من خلال اتباع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ففي الدين الإسلامي كل الخير والصلاح، قال الله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (سورة النحل، الآية: 97).
• يُمكن تحقيق الخير في الحياة أيضًا من خلال مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم، ففعل الخير لا يقتصر على العبادة فقط، بل يشمل أيضًا كل عمل صالح يُفيد الناس وينفعهم.
• يُمكن تحقيق الخير في الحياة أيضًا من خلال نشر العلم والمعرفة، فالعلم هو نور يُضيء حياة الإنسان ويُخرجه من الظلمات إلى النور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العلم نور، يهدي به الله من يشاء”.
7. دعاء الصباح:
• يُعد دعاء الصباح من الأدعية المهمة التي يجب أن يحرص المسلم على مداومة قراءته، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء عند الاستيقاظ من النوم: “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور”.
• يُمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء أيضًا: “اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده”.
• يُمكن للمسلم أن يدعو أيضًا بهذا الدعاء: “اللهم ارزقني في يومي هذا رزقًا حلالًا طيبًا”.
خاتمة:
في ختام هذا المقال، نؤكد على أهمية قول “اللهم اصبحنا بخيرك الدائم” عند الاستيقاظ من النوم، لما لها من فضل عظيم ومعاني جليلة، فهي دعاء شامل بخير الدنيا والآخرة، وهي بمثابة تذكير بنعم الله عز وجل علينا، وهي سبب لبدء اليوم بطاقة إيجابية وتفاؤل. كما نؤكد على أهمية شكر الله عز وجل على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، واللجوء إليه بالدعاء بالخير في الدنيا والآخرة، وحسن الخلق في التعامل مع الآخرين، واتباع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والإكثار من قراءة دعاء الصباح. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خير الدنيا والآخرة، وأن يجعل أيامنا كلها خيرًا.