العنوان: اللهم اصرف عنا الوباء والبلاء
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده أن صرف عنهم الوباء والبلاء، فاللهم اصرف عنا الوباء والبلاء، اللهم احفظنا من كل سوء ومكروه، اللهم ارحمنا وارحم جميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
أولا: تعريف الوباء والبلاء:
– الوباء: هو مرض معدٍ ينتشر بسرعة بين الناس ويصيب أعدادًا كبيرة منهم، وقد يكون فتاكًا أو لا.
– البلاء: هو كل ما يصيب الإنسان من مكروه أو أذى، وقد يكون ماديًا أو معنويًا، وقد يكون عامًا أو خاصًا.
ثانيًا: أسباب الوباء والبلاء:
– غضب الله عز وجل: قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30].
– الذنوب والمعاصي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكبائر سبع: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) [البخاري ومسلم].
– الجهل والتخلف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا، ولكن ينتزعه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) [البخاري ومسلم].
ثالثًا: أنواع الوباء والبلاء:
– الأوبئة والأمراض المعدية: مثل الطاعون والكوليرا والأنفلونزا والملاريا والإيدز وفيروس كورونا.
– الكوارث الطبيعية: مثل الزلازل والفيضانات والعواصف والأعاصير والحرائق.
– الحروب والصراعات: وهي من أكبر مصادر البلاء والوباء، لأنها تؤدي إلى موت الكثير من الناس وتدمير البنية التحتية والاقتصاد.
رابعًا: آثار الوباء والبلاء:
– الخسائر البشرية: حيث يؤدي الوباء والبلاء إلى وفاة الكثير من الناس، وقد تصل هذه الخسائر إلى ملايين الأشخاص.
– الخسائر الاقتصادية: حيث يتسبب الوباء والبلاء في توقف الأعمال التجارية والصناعية، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
– الخسائر الاجتماعية: حيث يؤدي الوباء والبلاء إلى تدمير النسيج الاجتماعي، وزيادة الفقر والجريمة، وانتشار الأمراض النفسية.
خامسًا: الوقاية من الوباء والبلاء:
– التقرب إلى الله عز وجل بالطاعة والعبادة: قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5].
– الالتزام بالنظافة الشخصية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان) [مسلم].
– الحرص على سلامة الغذاء والماء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) [ابن ماجه].
– تجنب الأماكن المزدحمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد) [البخاري ومسلم].
سادسًا: علاج الوباء والبلاء:
– الدعاء إلى الله عز وجل: قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 49].
– التداوي بالأدوية والأعشاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله) [ابن ماجه].
– الصبر على البلاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) [مسلم].
سابعًا: الوباء والبلاء في الإسلام:
– يعتبر الوباء والبلاء من سنن الله في الكون، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].
– الوباء والبلاء من أسباب تكفير الذنوب ورفع الدرجات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) [البخاري ومسلم].
– الوباء والبلاء فرصة للتوبة والعودة إلى الله عز وجل: قال تعالى: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا هُمْ يَمْكُرُونَ بِآيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) [يونس: 21].
الخاتمة:
اللهم اصرف عنا الوباء والبلاء، اللهم احفظنا من كل سوء ومكروه، اللهم ارحمنا وارحم جميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم إنك أنت الرحمن الرحيم، وأنت أرحم الراحمين، فاكشف عنا هذا البلاء وأعنا على شكرك وطاعتك، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.