اللهم اصرف عنا شر ما قضيت
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اصرف عنا شر ما قضيت هو دعاء يتضرع به المسلم إلى الله تعالى ليصرف عنه شر ما قضاه، فإن الله تعالى هو وحده الذي بيده الخير والشر، وهو القادر على أن يحمي عباده من كل سوء.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير” (الشورى: 30).
أي أن المصائب التي تصيب الإنسان هي بسبب ذنوبه ومعاصيه، لكن الله تعالى يعفو عن كثير من الذنوب والسيئات، ولذلك يجب على المسلم أن يتضرع إلى الله تعالى أن يصرف عنه شر ما قضى، وأن يمنحه العفو والمغفرة.
أسباب نزول المصائب
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نزول المصائب على الإنسان، ومنها:
الذنوب والمعاصي: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” (الروم: 41).
أي أن الفساد الذي ينتشر في الأرض والبحر هو بسبب ذنوب ومعاصي الناس، وهذا الفساد يؤدي إلى نزول المصائب على الناس حتى يتوبوا ويعودوا إلى الله تعالى.
الكفر والشرك: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم” (الشورى: 30).
أي أن المصائب التي تصيب الإنسان هي بسبب ذنوبه ومعاصيه، ومن أكبر الذنوب والمعاصي الكفر والشرك بالله تعالى، فالكافر والمشرك يعرض نفسه لغضب الله تعالى وعقابه، وقد ينزل الله تعالى عليه مصائب الدنيا والآخرة.
أنواع المصائب
هناك العديد من أنواع المصائب التي قد تصيب الإنسان، ومنها:
المصائب الصحية: مثل المرض والإعاقة والداء والضعف.
المصائب النفسية: مثل الاكتئاب والقلق والحزن والتوتر.
المصائب المالية: مثل الفقر والعوز والحاجة.
المصائب الاجتماعية: مثل الظلم والقهر والاضطهاد والتشريد.
المصائب الطبيعية: مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والعواصف.
حكم المصائب
المصائب حكمها أنها بلاء من الله تعالى، لكنها قد تكون أيضًا رحمة من الله تعالى، وذلك لأنها قد تكون سببًا في توبة الإنسان ورجوعه إلى الله تعالى، وقد تكون سببًا في رفع درجاته في الجنة.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين” (البقرة: 155).
أي أن الله تعالى يبتلي عباده بالمصائب والشدائد ليختبر صبرهم وإيمانهم، ومن صبر واحتسب كان له الأجر والثواب العظيم.
كيفية التعامل مع المصائب
هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان أن يتعامل بها مع المصائب، ومنها:
الصبر: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون” (البقرة: 177).
أي أن الصابرين في المصائب والشدائد هم الذين صدقوا إيمانهم وتقوا الله تعالى، والصبر هو مفتاح الفرج، فمن صبر على المصائب والشدائد فرج الله عنه كربه وأصلح حاله.
الدعاء: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” (غافر: 60).
أي أن الله تعالى أمر عباده أن يدعوه ويتضرعوا إليه، ووعدهم بالإجابة والاستجابة، لذلك يجب على الإنسان أن يدعو الله تعالى أن يصرف عنه شر ما قضى، وأن يمنحه الفرج والفرج.
فضل الدعاء بصرف الشر
هناك العديد من الفضائل والدروس التي يمكن أن يتعلمها الإنسان من الدعاء بصرف الشر، ومنها:
تعظيم الله تعالى: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض” (الأنعام: 65).
أي أن الله تعالى هو القادر على أن ينزل المصائب والشدائد على العباد، لذلك يجب على الإنسان أن يعظم الله تعالى ويخشاه ويتقيه
خاتمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اصرف عنا شر ما قضيت، وامنن علينا برحمتك، وفرج عنا كربنا، وارزقنا من فضلك، وتقبل منا صالح أعمالنا، وتجاوز عن سيئاتنا، اللهم آمين.