العنوان: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين
المقدمة:
إن الله تعالى غالب على أمره، لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الذي قال في محكم كتابه: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 120]، ومن أعظم أنواع الظلم، ظلم العباد لبعضهم البعض، وفي هذه المقالة سوف نتناول بالشرح حديث: “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”.
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أظهرهم سالمين
– هذا الدعاء هو من الأدعية المأثورة، التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يدعو به أيضًا للمظلومين من أصحابه، الذين كانوا يتعرضون للظلم والاضطهاد من المشركين.
– وفي هذا الدعاء، يتضرع العبد إلى الله تعالى، أن ينتقم من الظالمين المتجبرين الذين يعتدون على حقوق الآخرين، ويظلمونهم بشتى أنواع الظلم، وأن ينصر المظلومين ويخرجهم من بين أظهر الظالمين سالمين.
– وقد استجاب الله تعالى لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم، وأهلك الظالمين من المشركين، ونصر المسلمين وأخرجهم من بين أظهرهم سالمين غانمين.
الظالمون لا يفلتون من عقاب الله
– إن الظالمين لا يفلتون من عقاب الله تعالى، مهما طال الزمن أو قصر، فالله تعالى لا يظلم أحدًا، وهو عادل في حكمه وقضائه.
– وقد ضرب الله تعالى في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على عقاب الظالمين، ففي قصة قوم نوح، أهلكهم الله تعالى بالطوفان بسبب ظلمهم وتكذيبهم لرسول الله نوح.
– وفي قصة قوم عاد وثمود، أهلكهم الله تعالى بالرياح العاتية والصيحة بسبب ظلمهم وتكذيبهم لرسلي الله هود وصالح.
الظلم ظلمات يوم القيامة
– إن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.
– وهذا الحديث يدل على أن الظلم من أعظم الذنوب التي يجب الحذر منها والابتعاد عنها، لأنه من الأمور التي تحبط الأعمال الصالحة، وتدخل صاحبها النار.
– وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم الظالمين من عذاب الله تعالى في الآخرة، فقال في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: “من ظلم قيد شبر من الأرض، طوقه الله إياه من سبع أرضين يوم القيامة”.
المظلومون ينالون النصرة من الله تعالى
– إن المظلومين ينالون النصرة من الله تعالى، مهما كان ظالمهم قويًا أو متجبرًا، فالله تعالى هو ناصر المظلومين، وهو الذي قال في محكم كتابه: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19].
– وقد ضرب الله تعالى في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على نصر المظلومين، ففي قصة موسى عليه السلام، نصره الله تعالى على فرعون وملئه، وأخرج بني إسرائيل من ظلمهم واستعبادهم.
– وفي قصة يوسف عليه السلام، نصره الله تعالى على إخوته الحاقدين، وجعله عزيز مصر، وأنقذ يعقوب وأبناءه من المجاعة.
الدعاء على الظالمين مستجاب بإذن الله تعالى
– إن الدعاء على الظالمين مستجاب بإذن الله تعالى، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان كافرًا”.
– وهذا الحديث يدل على أن دعوة المظلوم مجابة عند الله تعالى، حتى وإن كان المظلوم كافرًا، فكيف إذا كان المظلوم مؤمنًا؟
– وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على الدعاء على الظالمين، ففي الحديث الذي رواه الإمام الترمذي عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.
كيف يحمي المظلوم نفسه من ظلم الظالمين؟
– يمكن للمظلوم أن يحمي نفسه من ظلم الظالمين من خلال عدة طرق، منها:
– اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال إليه أن ينصره على الظالمين.
– اللجوء إلى القضاء والعدل، ومحاولة استرداد الحقوق من خلال القنوات القانونية.