اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واجعل كيدهم في نحورهم

المقدمة:

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واجعل كيدهم في نحورهم، هو دعاء يطلقه المسلمون في مواجهة الظلم والاضطهاد الذي يتعرضون له، فيدعون الله أن ينصرهم على الظالمين ويجعلهم ينهزمون أمامهم، كما يدعون الله أن يوقع بين الظالمين فتنةً وشقاقًا حتى يضعفوا وينهاروا.

1. الظلم وأسبابه:

الظلم هو التعدي على حقوق الآخرين وافتئاتهم عليها، وينشأ الظلم عن الجهل والطمع والشهوة، فالجاهل لا يعرف حقوق الآخرين ولا يحترمها، والطماع يريد الاستحواذ على حقوق الآخرين لنفسه، والشهواني يريد إشباع رغباته على حساب الآخرين.

وقد يكون الظلم فرديًا أو جماعيًا، والظلم الفردي هو الذي يصدر عن شخص واحد، بينما الظلم الجماعي هو الذي يصدر عن جماعة أو مؤسسة أو دولة.

والظلم من أخطر الكبائر التي نهى عنها الله ورسوله، وقد توعد الله الظالمين بأشد العذاب في الدنيا والآخرة.

2. آثار الظلم على الفرد والمجتمع:

الظلم يسبب الألم والمعاناة للأفراد والمجتمعات، فهو يقوض أسس العدل والمساواة وينشر الفساد والإفساد.

كما يؤدي الظلم إلى تفكك المجتمعات وانهيارها، فهو يولد روح الكراهية والانتقام بين الناس، ويجعلهم يعيشون في خوف وقلق دائم.

والظلم أيضًا يهدم الأخلاق ويقضي على القيم النبيلة، فهو يجعل الناس أنانيين ومنافقين ومدعين، ويجعلهم لا يبالون بحقوق الآخرين ولا يحترمونها.

3. مقاومة الظلم:

إن مقاومة الظلم واجب شرعي وأخلاقي، يجب على كل مسلم أن يقوم به، فالله تعالى يأمرنا بأن نقاوم الظلم وندافع عن حقوقنا وحقوق الآخرين.

وهناك العديد من الطرق لمقاومة الظلم، منها الدعاء إلى الله تعالى أن ينصرنا على الظالمين، والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق والعدل، والتصدي للظالمين ومواجهتهم بكل الوسائل السلمية والقانونية المتاحة.

كما يجب علينا التعاون والتكاتف لمقاومة الظلم، فوحدتنا هي قوتنا، وبالتعاون والتكاتف نستطيع أن نهزم الظالمين ونحقق العدل والمساواة.

4. عدالة الله:

إن الله تعالى عادل لا يظلم أحدًا، وهو يمهل الظالمين ولا يهملهم، بل ينتقم منهم في الوقت المناسب.

وقد وعد الله تعالى المؤمنين بالنصر على الظالمين، فقال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.

كما قال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

5. كيد الظالمين:

إن الظالمين يمكرون ويدبرون المكائد من أجل إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن الله تعالى يحيط بهم من كل جانب، وهو يعلم مكرهم ويحبطه.

وقد قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾.

6. عاقبة الظالمين:

إن عاقبة الظالمين وخيمة، فهم سيعاقبون في الدنيا والآخرة.

أما في الدنيا، فإن الله تعالى قد وعد بإنزال عقابه على الظالمين، فقال تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.

وأما في الآخرة، فإن الظالمين سيعذبون في النار خالدين فيها أبدًا، فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

7. الاستعاذة بالله من الظلم:

يجب على المسلم أن يستعيذ بالله تعالى من الظلم، وأن يكثر من الدعاء بأن يرزقه الله العدل والإنصاف.

كما يجب عليه أن يجتنب الظلم بكل أشكاله، وأن يكون عادلاً ومنصفًا مع الآخرين.

قال تعالى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾.

الخاتمة:

إن اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واجعل كيدهم في نحورهم، هو دعاء يطلقه المسلمون في مواجهة الظلم والاضطهاد الذي يتعرضون له، وهو دعاء مشروع أمر الله تعالى به عباده، وقد وعد الله تعالى المؤمنين بالنصر على الظالمين، لذلك يجب علينا أن نكثر من الدعاء بأن ينصرنا الله على الظالمين، وأن نجاهد في سبيل الله حتى نرفع الظلم والاضطهاد عن أنفسنا وعن غيرنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *