No images found for اللهم اغننا بحلالك
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمَّن سواك
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة الغنى، قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26].
وإن من أهم أسباب الغنى الحلال هو العمل الصالح، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَبْخَلُوا بِهِ إِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [الأنبياء: 25].
كيف نطلب من الله الغنى الحلال؟
1. الدعاء إلى الله:
– ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى أن يغنيه بحلاله عن حرامه، وأن يرزقه من فضله وكرمه، قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ [الإسراء: 80].
– ينبغي للمسلم أن يكون صادقًا في دعائه، وأن يوقن بأن الله تعالى قادر على أن يرزقه من حيث لا يحتسب، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
2. العمل الصالح:
– ينبغي للمسلم أن يعمل صالحًا، وأن يجتهد في كسب الرزق الحلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العبد المؤمن المحترف”.
– ينبغي للمسلم أن يكون أمينًا في عمله، وأن يتقي الله تعالى في كل شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء”.
3. التوكل على الله:
– ينبغي للمسلم أن يتوكل على الله تعالى في كل أموره، وأن يوقن بأن الله تعالى هو الرزاق، قال الله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: 6].
– ينبغي للمسلم أن لا يحزن ولا يقلق إذا لم يأتيه الرزق بالسرعة التي يتمنى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يموت عبد حتى يستوفي رزقه، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب”.
4. القناعة:
– ينبغي للمسلم أن يكون قانعًا بما قسمه الله تعالى له، وأن لا يتمنى ما في أيدي الآخرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
– ينبغي للمسلم أن لا يبخل على نفسه وعلى أهله، وأن لا يسرف في الإنفاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا واشربوا وتصدقوا ولا تسرفوا”.
5. البركة في الرزق:
– ينبغي للمسلم أن يستعين بالله تعالى على بركة رزقه، وأن يتصدق من ماله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا ولو بتمرات فإن الصدقة تبارك في القليل والكثير”.
– ينبغي للمسلم أن لا يعتدي على حقوق الآخرين، وأن لا يأكل أموالهم بالباطل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل مال يتيم ظلما فإنما يأكل في بطنه نارًا”.
6. الشكر لله تعالى:
– ينبغي للمسلم أن يشكر الله تعالى على نعمه ظاهرة وباطنة، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].
– ينبغي للمسلم أن لا يرى أنه يستحق نعمة الله تعالى عليه، بل ينبغي له أن يرى أنه لا يستحق إلا العذاب والنار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من فلان، أنا خير من فلان، فإنه لا يدري ما عملوا بعده”.
7. صلة الرحم:
– ينبغي للمسلم أن يصل رحمه، وأن يعامل أقاربه بالمعروف، قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلْتُمْ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
– ينبغي للمسلم أن لا يقطع رحمه، وأن لا يعامل أقاربه بالإساءة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع رحم”.
خاتمة:
الغنى الحلال هو من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، وهو سبب لسعادة الفرد والمجتمع، ولذلك ينبغي للمسلم أن يسعى إلى الغنى الحلال بكل الطرق المشروعة، وأن يدعو الله تعالى أن يغنيه بحلاله عن حرامه، وأن يرزقه من فضله وكرمه.