اللهم اغننى بحلالك عن حرامك

اللهم اغننى بحلالك عن حرامك

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

“اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك” من الأدعية التي يرددها المؤمنون في صلواتهم وتضرعاتهم لله عز وجل، وهي تعكس رغبتهم في أن يرزقهم الله من الحلال، ويصرف عنهم الحرام، ويغنهم عن سؤال أحد من خلقه.

فضل الدعاء بالغنى

1- الغنى من نعم الله تعالى على عباده، وهو بيده وحده، يرزق من يشاء بقدر ما يشاء.

2- الدعاء بالغنى مستجاب، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، استجاب الله له”.

3- الغنى يقي صاحبه من ذل الحاجة إلى الناس، ويجعله في معزل عن الوقوع في الحرام.

الحرام يؤدي إلى الفقر

1- الحرام مفسدة عظيمة، وهو سبب لوقوع الإنسان في الفقر المدقع، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الحرام لا ينبت لحماً، وأن كل لحم نبت من حرام، فالنار أولى به”.

2- الحرام يجر إلى الحرام، فمن تعود على ارتكاب الحرام، صعب عليه تركه، وأصبح في دوامة لا يعرف مخرجًا منها.

3- الحرام يمحق البركة، فإذا دخل الحرام في مال المرء، أو في حياته، تلاشى البركة فيها، وحل محلها الفقر والفاقة.

خصائص الغنى الحلال

1- الغنى الحلال راحة البال، وصفاء الذهن، وطمأنينة القلب، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نعم المال الصالح للرجل الصالح”.

2- الغنى الحلال بركة في المال والولد، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا بني، إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا ازددت بها غنى، وما منع عبد شيئًا من البخل، إلا زاده الله عز وجل بخلاً، وما سمح عبد بشيء، إلا زاده الله سمحًا”.

3- الغنى الحلال زينة للحياة الدنيا، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أعطاه الله مالاً وجمالاً وحسبًا، ثم لم يتواضع لله، كان عند الله من الأشرار”.

سعي المرء وراء الغنى الحلال

1- الاجتهاد في العمل: على المرء أن يجتهد في عمله ويكون متفانيًا فيه، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”.

2- التوكل على الله: على المرء أن يتوكل على الله في رزقه، ويرض بما قسمه له، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب”.

3- الدعاء: على المرء أن يدعو الله تعالى أن يرزقه من الحلال، ويصرف عنه الحرام، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم إني أسألك رزقًا حلالًا طيبًا، ورزقًا واسعًا مباركًا، ورزقًا كثيرًا طيباً”.

أسباب الحرمان من الغنى الحلال

1- الكسب الحرام: إن من أهم أسباب الحرمان من الغنى الحلال هو الكسب الحرام، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من اكتسب مالًا من حرام، لم يبارك له فيه، وكان سببًا إلى النار”.

2- عدم بذل الجهد: إن من أسباب الحرمان من الغنى الحلال أيضًا هو عدم بذل الجهد والاجتهاد في العمل، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده”.

3- عدم التوكل على الله: إن من أسباب الحرمان من الغنى الحلال أيضًا هو عدم التوكل على الله في الرزق، والاعتماد على الأسباب المادية وحدها.

الغنى الحقيقي هو غنى النفس

1- إن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس”.

2- غنى النفس هو الرضا بما قسمه الله تعالى، وعدم التطلع إلى ما في أيدي الناس.

3- غنى النفس هو الزهد في الدنيا والتقرب إلى الله تعالى.

الخاتمة

اللهم اغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، واجعلني من عبادك الشاكرين الراضين بقضائك وقدرك. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق