اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك، اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب ولا ننتظر، اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، وارزقنا من فضلك الواسع، اللهم لا تجعلنا ممن يلهث وراء الحرام، ولا تجعلنا ممن يتوسل إلى الرزق بغير الطرق المشروعة.
الرضا بالقضاء والقدر:
الرضا بالقضاء والقدر من أهم سمات المؤمن، فعندما يرضى المؤمن بقضاء الله وقدره، فإنه بذلك يثبت إيمانه ويقينه بأن الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنه لا يحدث في الكون شيء إلا بإذنه ومشيئته، وأن كل ما يصيب الإنسان في هذه الدنيا هو خير له، وإن لم يعلم الإنسان ذلك.
قال تعالى: “وَرَضُواْ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ \”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”من رضي بما قسم الله له بورك له فيه وجعل غناه في نفسه\”.
الزهد في الدنيا:
الزهد في الدنيا إحدى الصفات الحميدة التي يتحلى بها المؤمن، فعندما يزهد المؤمن في الدنيا، فإنه بذلك يقلل من تعلقه بها، وينقطع طمعه عنها، وبالتالي يسهل عليه الصبر على المصائب والابتلاءات، ويستقبلها بقلب راضٍ مطمئن.
قال تعالى: “وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر ماذا يرجع بها\”.
التوكل على الله تعالى:
التوكل على الله تعالى من أهم أركان الإيمان، فعندما يتوكل المؤمن على الله تعالى، فإنه بذلك يثق به ويعتمد عليه، ويطمئن قلبه ويستريح باله، ويعلم أن الله تعالى هو وحده القادر على تدبير أموره، وأن الله تعالى لن يضيعه ولن يخذله.
قال تعالى: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز\”.
الدعاء إلى الله تعالى:
الدعاء إلى الله تعالى من أهم الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فعندما يدعو العبد إلى الله تعالى، فإنه بذلك يعترف بضعفه وفاقته، ويرجو من الله تعالى أن يغيثه ويكفيه ويحقق له أمانيه.
قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”الدعاء هو العبادة\”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”لا يرد القدر إلا الدعاء\”.
طلب الرزق من الله تعالى:
طلب الرزق من الله تعالى من أهم حقوق العبد على ربه، فعندما يطلب العبد الرزق من الله تعالى، فإنه بذلك يعترف بفقره وحاجته إلى الله تعالى، ويرجو من الله تعالى أن يرزقه من فضله وكرمه.
قال تعالى: “وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”من طلب الدنيا حلالاً، شبع وعف وغنيه الله عن الناس، ومن طلب الدنيا من غير حلها، كثر ماله وضاقت نفسه، ولم يشبع منها شيئًا، ولم يغنيه عن الناس شيئًا\”.
الشكر لله تعالى:
الشكر لله تعالى على نعمه من أهم واجبات العبد تجاه ربه، فعندما يشكر العبد ربه على نعمه، فإنه بذلك يثني على ربه ويعترف بفضله وإحسانه، ويطلب من الله تعالى أن يزيده من فضله وكرمه.
قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”، وقال عليه الصلاة والسلام: \”من صنع إليه معروفاً فكافأه فقد شكره، ومن عجز عنه فليدع له، فقد شكره\”.
الخاتمة:
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك، اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب ولا ننتظر، اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، وارزقنا من فضلك الواسع، اللهم لا تجعلنا ممن يلهث وراء الحرام، ولا تجعلنا ممن يتوسل إلى الرزق بغير الطرق المشروعة.