اللهم افرجها على كل من ضاق به الحال
مقدمة:
الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، ولكل إنسان نصيبه منها، فمنهم من يواجه صعوبات مادية، ومنهم من يواجه صعوبات صحية، ومنهم من يواجه صعوبات اجتماعية، وغيرها الكثير. وعندما يضيق الحال بالإنسان، فإنه يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع، طالبًا منه الفرج والتيسير. وقد وردت الكثير من الأدعية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي يمكن للمسلم أن يتضرع بها إلى الله تعالى عند ضيق الحال.
1. فضل الدعاء عند ضيق الحال:
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أعظم أسباب الفرج والتيسير، فقد قال الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”. كما أن الدعاء عند ضيق الحال له فضل كبير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ضاق به رزقه فليكثر من الدعاء”. وقال أيضًا: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فاعبدوا الله وأكثروا من الدعاء”.
2. آداب الدعاء عند ضيق الحال:
هناك بعض الآداب التي يجب على المسلم مراعاتها عند الدعاء عند ضيق الحال، منها:
– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، لا يُشرك به أحدًا.
– اليقين بالإجابة: يجب أن يكون المسلم موقنًا بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وأنه لن يرده خائبًا.
– التضرع والخشوع: يجب أن يكون الدعاء بالتضرع والخشوع، والدعاء بصوت منخفض.
– اختيار الأوقات الفاضلة: يجب اختيار الأوقات الفاضلة للدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل، أو بعد صلاة الفجر، أو عند نزول المطر، أو عند السجود.
– الدعاء بالمأثور: يستحب الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة الكرام، أو عن التابعين، ففي ذلك خير كثير.
3. أدعية الفرج والتيسير:
وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يتضرع بها إلى الله تعالى عند ضيق الحال، منها:
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”.
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَرَجًا قَرِيبًا، وَسُرُورًا دَائِمًا، وَنَعِيمًا مُقِيمًا”.
– “اللَّهُمَّ يَا مُفَرِّجَ الْهَمِّ، وَكَاشِفَ الغَمِّ، يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، افْرُجْ هَمِّي، وَاكْشِفْ غَمِّي، وَارْحَمْنِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
4. أسباب ضيق الحال:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ضيق الحال، منها:
– قلة الرزق: قد يكون ضيق الحال بسبب قلة الرزق، وهذا قد يكون بسبب البطالة، أو انخفاض الدخل، أو كثرة المصروفات، وغيرها.
– المرض: قد يكون ضيق الحال بسبب المرض، وهذا قد يكون بسبب تكاليف العلاج الباهظة، أو الإعاقة التي تمنع من العمل، وغيرها.
– المشاكل العائلية: قد يكون ضيق الحال بسبب المشاكل العائلية، وهذا قد يكون بسبب الخلافات الزوجية، أو المشاكل مع الأبناء، أو المشاكل مع الأقارب، وغيرها.
– الكوارث الطبيعية: قد يكون ضيق الحال بسبب الكوارث الطبيعية، وهذا قد يكون بسبب الزلزال، أو الفيضان، أو الحريق، أو غيرها.
5. السعي لتغيير الوضع:
عندما يضيق الحال بالإنسان، عليه أن يسعى لتغيير الوضع، وذلك من خلال:
– البحث عن عمل جديد: إذا كان ضيق الحال بسبب قلة الرزق، فعلى الإنسان أن يبحث عن عمل جديد، أو أن يزيد من دخله من خلال العمل الإضافي، أو أن يبدأ مشروعًا صغيرًا.
– العلاج من المرض: إذا كان ضيق الحال بسبب المرض، فعلى الإنسان أن يسعى لتلقي العلاج المناسب، وذلك من خلال الذهاب إلى الطبيب، وتناول الأدوية، وإجراء العمليات الجراحية، وغيرها.
– حل المشاكل العائلية: إذا كان ضيق الحال بسبب المشاكل العائلية، فعلى الإنسان أن يسعى لحل هذه المشاكل، وذلك من خلال الحوار والتفاهم، والاستعانة بالمستشارين الأسريين، وغيرها.
– التغلب على الكوارث الطبيعية: إذا كان ضيق الحال بسبب الكوارث الطبيعية، فعلى الإنسان أن يسعى للتغلب على هذه الكوارث، وذلك من خلال إصلاح المنازل المتضررة، وتوفير الغذاء والمأوى للمتضررين، وغيرها.
6. الاستعانة بالله تعالى:
عندما يبذل الإنسان قصارى جهده لتغيير الوضع، فعليه أن يستعين بالله تعالى، وذلك من خلال:
– الدعاء: يجب على الإنسان أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، وأن يتضرع إليه بالدعاء، طالبًا منه الفرج والتيسير.
– الاستغفار: يجب على الإنسان أن يستغفر الله تعالى كثيرًا، وأن يتوب إليه من ذنوبه، فالإكثار من الاستغفار سبب في جلب الرزق، وتيسير الأمور.
– الصدقة: يجب على الإنسان أن يكثر من الصدقة، فصدقة السر تدفع صدقة السر، وتصرف صدقة العلانية البلاء.
7. الصبر واليقين:
عندما يضيق الحال بالإنسان، فعليه أن يتحلى بالصبر واليقين، وأن يكون موقنًا بأن الله تعالى لن يتركه وحيدًا، وأنه سيف